الباحة (واس) في الوقت الذي يشتكي فيه المزارعون من الدود (سراوة worms)، قلب مزارع سعودي المعادلة، مستغلاً خبراته لإنشاء معمل لسماد الدود أو ما يسمى "سماد دودة (السرو)"، بمزرعته الخاصة بقرية الظفير بالباحة، وهو من الأسمدة العضوية المستخدمة في الزراعة العضوية، كمحسن تربة عضوي طبيعي ناتج عن عملية طبيعية يقوم بها دود الأرض (سراوة)، وقادر على إحداث تأثير في خصوبة التربة بالمادة العضوية وتحسين خصائصها.


12 محرم 1446هـ 18 يوليو 2024م

وبدأت الفكرة كما يسردها المزارع محمد عبد اللطيف الشاعر، بإنشاء المعمل قبل ما يقارب العام، وبحوض مساحته 5 أمتار وارتفاعه 60 سم، وضع فيه ما يقارب 2000 دودة سرو، مع تزويد الحوض بأوراق الشجر الناشفة والسماد العضوي وبقايا الأكل، ومتابعته يوميًا لمدة أربعة أشهر، مما أنتج أكثر من 300 كجم من السماد وما يفوق 10 آلاف دودة.



تطورت أساليب العمل لدى هذا المزارع في إنتاج الدود: "بعد استكشاف الكثير من التجارب الحقلية والبحث عن العديد من التجارب العالمية؛ اكتشفت من خلالها سلوك الديدان واحتياجاتها وطرق إكثارها، حتى أصبح لدينا حالياً 4 أحواض، تم تسميد كامل المزرعة بها لقرابة 250 شجرة، علاوة على أن هذا السماد يسهم في سرعة نمو الأشجار وإثمارها بكثافة، حيث تعمل الدودة على تحسين التربة وتجدد الآليات المناسبة للتسميد وتغذية المحاصيل، وتطور الممارسات الزراعية السليمة لتحسين إنتاج الفاكهة والخضروات".



وقال المزارع الشاعر: "لن يتوقف طموحي عند هذا الحد حتى يصبح مشروعًا متكاملاً لإنتاج كميات جيدة من سماد الديدان، وأتمنى نشر هذه الثقافة بين المزارعين خلال المهرجانات الزراعية سواء في الباحة أو على مستوى المملكة، للاستفادة منه بدلاً من الكيماويات التي تسبب الأضرار للتربة والنبات والإنسان.



هذا المشروع وجد مباركة من مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة م. فهد مفتاح الزهراني، فيما أوضحت د. لبنى سعد الأستاذ المشارك للتغذية التطبيقية في جامعة الباحة، أن سماد الفيرمي "كمبوست (سماد)" مزيج من مخرجات الديدان، وهو نتاج المواد المضافة إلى بيئة الديدان، حيث تستهلك هذه الديدان معظم ما يضاف لها من مدخلات ليتحول إلى فيرمي كومبوس، وبعد ذلك يتم نخله وتصفيته، ويصبح سمادًا جاهزًا؛ لتسميد الحقول الزراعية بجميع أنواعها، مما يساعد التربة على امتصاص وتخزين المياه.. وأشاد عدد من المزارعين المشاركين في مهرجان "خيرات الباحة"، بفكرة معمل السماد وإسهامه في رفع جودة منتجاتهم الزراعية.