الأخ الكريم / د محمد بن سعد
شكرالك على طرح هذا الموضوع الهام وأستأذنك والإخوة الكرام بداية التأمل
في بعض آيات الله

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }
{ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }آل عمران140

أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }فاطر44

{أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ }غافر21

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }غافر82

{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }فصلت15

من المؤكد أن حديث الساعة في كل أرجاء المعمورةالآن هو عن الكوارث المالية
وانهياراتها المتتابعة والمتسارعة التي عصفت بدرجات متفاوتة بكل قلاع المال
والإقتصاد في العالم ابتداءا من قمة الكنز العالمي للأموال الولايات المتحدة الأمريكية
ولأن المال هو عصب الحياة فإن أي خلل فيه يلحق الضرر المباشر في العمود
الفقري وكل فقراته الإقتصادية والسياسية والسيادية لأي كيان كبيرا كان أو
صغيرا

وعملاق مالي وصناعي نووي كالولايات المتحدة الأمريكية لابد أن تهتز كل
أركانه فإن لم يسقط عاجلا سيسقط آجلا لامحالة بسبب الوهن الذي سيعتري
كل أوصاله وحينما يسقط عملاق يقوم على أنقاضه عملاق آخر وبين سقوط
عملاق وقيام عملاق تسحق أضلع الصغار في كياناتها واقتصادياتها وحتى في
آيدلوجياتها

ونحن شعوب العالم الثالث كما تمت تسميتنا وتصنيفنا وفي ظل دوران اقتصادنا
وارتباط عملاتنا بالمحور الإقتصادي العالمي فإن مصالحنا الإستراتيجية ومن
منظور منطقي وواقعي رغم نفورنا من إيدلوجيات السياسات الأمريكية على كافة
الأصعدة إلا أن فلسفة معايشة الأمر الواقع والظروف الراهنة تقتضي منا أن
لانتمنى سقوط العملاق الأمريكي الآن فهو أحسن وأفضل العمالقة السيئبن

و مايلفت النظر في هذه الأزمة أن صناع القرارالأمريكيين والأوربيين كانت لديهم
الشجاعة الأدبية لمواجهة الأمر الواقع بكل هدؤ وشفافية وبمبادرة بريطانية وهذه
الشفافية وضعت شعوبهم في الصورة وطرحت أمامهم الحقائق بكل حذافيرها من
خلال التصريحات الرسمية على مدار الساعة عن واقع الحال بما في ذلك بيانات
البنوك

في الوقت الذي تتيع سياسة التطمينانت في بعض الدول ولكن الواقع يناقض هذه
التطمينات وكانت أولى مؤشرات القلق أن أحد البنوك العملاقة قد عصفت به الأزمة
وفقد ثقة المودعين رغم ضمانات البنك المركزي في أرض بلاده
فإلى أين تذهب السيولة النقدية العالميه ؟؟؟


إنه زلزال تسونامي اقتصادي عالمي