جيزان - محمد الخلاف (واس) : تستعد منطقة جازان للحصول على اعتماد مؤشر جغرافي للمنتجات الزراعية المهمة في المنطقة ممثلة في (
المنقا)، ويعد هذا المؤشر بمثابة شهادة تستخدم للسلع التي لها منشأ جغرافي معيّن وسمات تنسب إلى ذلك المنشأ.
وقال مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس غانم بن حامد الجذعان: إن ثمار المنقَ من أهم المنتجات الزراعية الاستوائية التي عرفت بها منطقة جازان وحققت نجاحًا كبيرًا وتوسع الأهالي في زراعتهما بفضل ما حبى الله أرض جازان من تربة ومناخ مناسبين لزراعة هذين المنتجين الزراعيين.
ودخلت زراعة المناجو إلى جازان من قبل مركز الأبحاث الزراعية ما بين عامي 1982 – 1984م من: أمريكا، ومصر، وأستراليا لدراسة مدى ملائمة الأصناف المدخلة للظروف البيئية بالمنطقة، وخلال سنوات البحث أثبتت جميع الأصناف المزروعة ملائمتها لتربة وأجواء المنطقة.
وبين الجذعان أن مركز الأبحاث استمر في إدخال أصناف جديدة من عدة دول في العالم حتى أصبح عدد الأصناف بالمنطقة (60) صنفًا من أهمها الجلن Glenn، والتومي TOMMY ATKINS، والكيت KEITT، والبالمرPalmer، والزبده Zebda، والجولي Julie، والزل Zill، والفجر كلان Fajareklan، والهندي الخاص Special Indian، والسنسيشن Sensation، فيما بلغ معدّل إنتاج منطقة جازان 30 ألف طن من ثمار المنقَ سنوياً.
من جانبه أفاد مدير فرع هيئة السياحة بالمنطقة رستم بن مقبول الكبيسي في تصريح مماثل أن أهالي جازن يحتفلون كل عام بمهرجان المنقَ الذي يقام حالياً بالمنطقة من سمو أمير جازان وسمو نائبه حيث يعد احتفالية سنوية فريدة تعزز مكانة جازان الزراعية، مضيفاً أنه في أواخر شهر أبريل وبداية شهر مايو من كل عام تحتفل المنطقة بإنتاج فاكهة المنقَ التي تعد من أفضل أنواع هذه الفاكهة في العالم.
وأوضح أن استثمار تلك المقومات الرئيسة في تنمية وتنشيط السياحة خلال المهرجان السنوي يعتبر تتويجاً لما حظي به قطاع الزراعة من دعم ومساندة، لافتاً في هذا الصدد إلى أن المهرجان أصبح ظاهرة زراعية وسياحية شاملة تهدف إلى إبراز ما تزخر المنطقة من مقومات زراعية وسياحية واقتصادية وما يتوافر بها من فرص استثمارية واعدة في شتى المجالات.
وذكر أن المهرجان لا يقتصر على عرض المنتوجات من الفواكه الاستوائية وحسب بل يصاحب ذلك العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والترفيهية، تشارك فيها العديد من الجهات الحكومية والأهلية المساهمة في تنمية المنطقة وخدمة المجتمع.
وسجل فرع وزارة الزراعة بالمنطقة نجاحات فريدة واستغلت المحافظات الجبلية لزراعة البن مما شكل ميزة نسبية فريدة للمنطقة، وفي السهول انتشرت زراعة الفواكه الاستوائية بأنواعها المختلفة إضافة إلى زراعة محاصيل الحبوب والخضروات، فبلغ ما تم زراعته من أشجار المنقَ 750,000 شجرة، والتين 481,723 شجرة، والموز 716,572 شجرة، والبابايا 104,953، والجوافه 10,366، ووصل عدد مزارع البن إلى أكثر من 600 مزرعة بها ما يزيد عن 110,000 شجرة تنتج ما يقارب 600 طن، بالإضافة إلى سبع مزارع أخرى تضم 161,000 شجرة مورينجا.
وبفضل هذه الخطوة الزراعية حجزت منطقة جازان مكاناً متقدماً لها في سياحة المهرجانات التي شكلت عامل جذب سياحي مهم للمنطقة نظراً للعائد الاقتصادي وبما تحظي به من إقبال جماهيري من أهمها مهرجان السياحة والتسوق.
وتنوعت في جازان وسائل الجذب السياحي، وتراكمت خبراتها وبرزت مهرجاناتها ليس على المستوى المحلي فحسب بل إن طموحاتها تتجاوز أبعد من ذلك، ومن أشهرها مهرجان "الحريد"، ومهرجان "البن" ومهرجان "العسل" ومهرجان "المنقَ والفواكه الاستوائية".
وشرح الدكتور علي بن عيسى الشعبي، عميد كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة السابق وعضو مجلس التنمية السياحية بمنطقتي عسير وجازان سابقاً، لوكالة الأنباء السعودية، أهمية المهرجانات السياحية، مبيناً أن السياحة تقوم على عنصرين أساسيين لجذب السياح والزوار وهما التنمية السياحية وتوفير الخدمات في الأماكن السياحية والعنصر الثاني المهرجانات والفعاليات السياحية التي تعمل على جذب السياح والزوار والبقاء فيها فترة طويلة.
وأضاف أن منطقة جازان تتميز بمناطق الجذب السياحي المتعددة والمتنوعة ومن أفضل وسائل التسويق للمنطقة إقامة المهرجانات السياحية، مثمنا دور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان وسمو نائبه في تنشيط سياحة المنطقة من خلال حزمة من المشروعات التنموية التي شهدتها المنطقة، والتي شكلت نقلة نوعية كبيرة في شتى المجالات ومنها الاقتصادية والثقافة والتعليمية والسياحية.
ووفقاً لمدير المعهد العالي للسياحة والضيافة بمنطقة جازان علي بن سعيد آل جابر، فإن المهرجانات تعد أحد أنماط السياحة الثقافية ومن أهم العوامل التي تسهم في دعم السياحة الداخلية وترفع حركة الاقتصادية وتبرز أهمية المكان التاريخي والجغرافي والموروث الشعبي والحضاري لمنطقة جازان.
ورأى في تصريح لـ"واس" أن سياحة المهرجانات تسهم في أعداد الزائرين للمنطقة وتحقق قفزات في القطاع السياحي من حيث تنوع أجندة الفعاليات والمهرجانات لتشمل كل جديد يلبي حاجة السائح المحلي والخارجي.
وقال آل جابر: إن منطقة جازان حظيت في حقبة زمنية قصيرة بازدهار وتنمية غير محدودة بفضل الله ثم بتخطيط وإدارة سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه، حتى أصبحت صناعة السياحة في جازان تضاهي المعايير العالمية من حيث رفع مستوى الخدمات واستيعاب مد الجذب السياحي للمنطقة والنمو المتسارع الملحوظ، يما يؤهل المنطقة لتكون وجهة سياحية عالمية في السنوات القليلة القادمة".
مواقع النشر