المدينة المنورة، علي الشهراني (واس) عثمان بن عبده طه، عشق الخط العربي وتعلمه منذ صغره، فاصبح خطاط المصحف الشريف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة لأكثر من 30 عامًا، وحصل على العديد من الإنجازات على مختلف المحافل الدولية والمحلية، لينال لقب شيخ الخطاطين، ورغم أنه تجاوز الـ 80 من عمره إلا انه لازال يُمارس هوايته المفضّلة في كتابة الخطوط العربية بتعدد أشكالها حتى اليوم.
وأوضح خطاط المصحف الشريف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، -
لوكالة الأنباء السعودية- أن كتابة وحفظ القرآن بدأت منذ نزوله على الرسول -
صلى الله عليه وسلم-،على يد عدد من الصحابة وذلك من خلال تدوينهم للقرآن الكريم وأحاديثه الشريفة، لكونها الوسيلة الأساسية لحفظ القرآن الكريم، وكان الخطاطون يتنافسون على إعداد وكتابة القرآن، والأحاديث النبوية بخطوط متنوعة، وتواصلت تلك الاهتمامات من خلال العصور الإسلامية المختلفة والتي تعاقب من خلالها الخطاطون في نيل شرف كتابة المصحف الشريف إلى وقتنا الحاضر.
وعن بداياته في كتابة القرآن الكريم قال: إنه ومنذ أكثر من خمسين عاماً بدأ بتعلم مبادئ وأساسيات الخط على يد والده رحمه الله، والتحق بالعديد من المعاهد والدورات التدريبية، فقام بكتابة أول مصحف في عام 1970م، بعد ذلك التحق بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، حيث قام بكتابة المصحف لأكثر من عشر مرات وبروايات مختلفة، يتم عرضها على لجنة علمية مؤلفة من كبار العلماء المتخصصين في علم القراءات والرسم والضبط تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وأشار إلى أن كاتب القرآن الكريم يجب أن يكون قريباً منه، فمنذ صغره حفَّظه والده -
رحمه الله- القرآن وعلمه التجويد والتفسير والمتون اللغوية والفقهية، لكي نتدبر معانيه ونتفكر في مقاصده وأهدافه، والدخول في جو من الخشوع والسكينة أثناء كتابتة، مفيداً أن النسخة الواحدة من المصحف الشريف تستغرق مابين سنتين إلى سنتين ونصف.
وعن جدوله في رمضان ذكر أن كتابة القرآن في رمضان لها شعور مختلف عن باقي الشهور، فهو يجمع بين الكتابة والقراءة طول الشهر المبارك، مضيفاً أنه يشعر بالسعادة عندما يشاهد انتشار المصاحف التي خطها في البيوت ورفوف المساجد.
وقال: بأنه يأتي إليه عدد من المهتمين ليتعلموا منه الخط العربي والنسخ والذي اعتبره بالآمر الجيد والذي يسهم في المحافظة على موهبة الخط وحمايته من الاندثار.
وأكد أن المملكة العربية السعودية أولت القرآن وأهله جل العناية والاهتمام الكبير، من خلال إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فسخروا كل الإمكانيات لنشره إلى أنحاء العالم،كما حمد الله على أن منّ عليه بالعمل بهذا المجمع والصرح العظيم، سائلًا الله ان يجعل عمله خالصاً لوجهة الكريم، مثمناً دعم القيادة الرشيدة منذ أن بدأ إلى صدور القرار السامي بمنحه الجنسية السعودية التي يعتبرها وسام فخر واعتزاز له.
إعداد وتصوير: علي الشهراني
تم تصويب (16) طأ، منها: استقلال ( ، : - )
مواقع النشر