تبوك - واس : ازدانت محافظة أملج التي تقع في الزاوية الجنوبية الغربية من منطقة تبوك بمسافة تتجاوز 500 كيلو متر ،هذا العام بألوان الطبيعة وأسهمت غزارة الأمطار التي هطلت عليها مؤخراً في استقطاب الباحثين عن الدفء في المنطقة.
إعداد : محمد آل فيه
فالمحافظة تتباهى بكل إمكانياتها ومكانتها التاريخية بل وتنافس قريناتها من المدن الساحلية، بما تتمتع به من مؤهلات سياحية على الشريط الساحلي وفضاءات طبيعية خلابة، جذبت أعدادًا كبيرة من الزوار الذين يتهافتون عليها في كل الفصول طلبًا للراحة والاسترخاء والترفيه والاكتشاف، كما تحتضن العديد من المراكز والهجر التي كساها الربيع اخضراراً لم تشهده منذ سنوات طويلة.
مندوب (واس) زار أملج التي تزدان بجمال الأجواء الربيعية وتجاذب أطراف الحديث مع الزائرين عن انطباعاتهم حيث بين فايز السميري أن المحافظة لم تشهد أجواءً ربيعية منذ عام 1417هـ, حيث اكتست هذا العام جبالها وسهولها وأوديتها بالجمال الربيعي والطبيعي, وتصدرت هجرة "مرخ"50 كيلو مترا شمال أملج باقي المراكز بالطبيعة الساحرة التي قدم إليها العديد من الزائرين.
وأصبحت مرخ علامة فارقة في ربيع أملج ومقصدًا لجميع زوارها, كما عمت قرى المحافظة الأخرى أجواء ربيعية لا تقل جمالاً عن سابقتها مثل : الرويضات، الحايل، صروم، الشبحة، السهلة، وشكلت هذه الهجر إلى جانب جذبها لمحبي الربيع من هواة الرحلات أرضا خصبة للباحثين عن المراعي الخضراء من مربي المواشي الذين توافدوا بأعداد كبيرة على المحافظة من مناطق عديدة لعل من أهمها ينبع، والمدينة المنورة، والقصيم, بغية استغلال الربيع لتخفيف من أعباء إطعام مواشيهم بالأعلاف.
بدوره قال عبدالله الضبيعان ، أملج والهجر التابعة لها كالبغث والخرماء والشفية ووادي سمين والفريش ،اكتست هذا الموسم بربيع أخضر منقطع النظير، وأصبحت مقصدًا للزائرين لمنطقة تبوك، مبينا أن غابات السمر والنباتات الربيعية تكثر في كل مكان في أملج.
وأوضح عبد الرحمن البلوي القادم من تبوك، أنه من المتتبعين لموسم الأمطار بشكل دائم، ولفت نظره هذا العام ربيع أملج الذي بدا مختلفاً عن كل عام, مشيرًا إلى أن عطلة نهاية الأسبوع فرصة كبيرة لمن يرغب في الاستمتاع بطبيعة أملج وبحرها الصافي، والخروج من روتين العمل والمنزل الذي يصاحب الإنسان على مدى الأسبوع.
وذكر المواطن فهد النجار، أن ما تشهده محافظة أملج هو ربيع شامل تزينت معه كل الفياض بلونها الأخضر الزاهي حيث تفوح رائحة النباتات البرية العذبة، في حين بين سعد العنزي أن هذا العام هو عام الربيع الأجمل منذ سنوات على المحافظة، وساعد على ذلك هطول الأمطار المبكر وجعل الأرض تزهو بالنباتات البرية بكافة أشكالها.
من جهته أبان عبدالله العنزي أن الأجواء الربيعية والطبيعة الخلابة التي تعيشها أملج هذه الأيام جذبت الكثير من المتنزهين حتى من خارج منطقة تبوك، موضحاً ما تتميز به أملج من خاصية في الجذب السياحي التي يندر وجودها, وذلك لما تتمتع به من شواطئ نظيفة تطرزها أشجار النخيل الذي يرمي بظلاله على رمالها البحرية البيضاء، إضافة إلى الخدمات والمشاريع البلدية التي زادت شواطئها وميادينها رونقا.
يذكر أن محافظة أملج التي تعد من أكبر محافظات منطقة تبوك, تستقطب بموقعها المتميز على ساحل البحر الأحمر كل عام المزيد من الأهالي والزوار على طول الموسم, وتشتهر بمنتزهاتها البحرية التي من أهمها منتزه الأمير فهد بن سلطان، والحسي، والشعبان، وتتميز تلك المتنزهات بالسواحل البحرية النظيفة وتوفر الأنواع المختلفة من الأسماك.
وتضم أملج أكثر من 30 جزيرة، منها جزيرة حسان التي تزخر بالكثير من صور الجمال، وهي من أكبر جزر منطقة تبوك وتشاركها الجمال مجموعة جزر "
الثقباء" بتميزها وتتدرج ألوان التكوينات الرملية فيها، وتزدان بانتشار الشعب المرجانية، كما تتميز بارتفاعها عن سطح البحر مما يجعلها بعيدة عن تيارات المد والجزر.
وتتضافر الجهود من الجهات الحكومية لخدمة الأهالي والزوار من خلال إقامة العديد من المرافق الخدمية، كالسفلتة والأرصفة وإنارة الأحياء الداخلية في المدينة,بالإضافة إلى أقامة المشاريع التحسينية للشواطئ وتجهيز البنية الأساسية والسياحية، وكذلك تحسين المداخل وإنشاء أسواق وساحات وحدائق وممرات مشاة داخل الإحياء السكنية، ووفرت مختلف وسائل الترفيه ليقضي المتنزهين أوقاتهم فيها وسط تكامل الخدمات.
مواقع النشر