كل شئ في أرتفاع مابين غلاء المعيشة ومحدودية الدخل زيادة على ذلك الوباء الذي حل بالعالم فكيف لنا أن نتصرف هل بإلامكان تغيير العالم!!؟
إذا كان بمقدورك تغيير العالم فإليك وسيلة مساعدة وهي أن تبداء بنفسك نعم نفسك فأنت تملك كامل القدرة عليها فبتغيرها تستطيع أن تغير العالم..
عندما تغيير عاداتك الشرائية وطريقة إنفاقك ستلاحظ الفرق فما يسعى إليه المسوقين هو دفعك للشراء بشتى الوسائل وذلك يعني زيادة الإنفاق فمهما قل ماتوفره من دخلك بالإستغناء عن الكثير من الكماليات وبعض الأساسيات سيشكل فارق بحيث تصل لنقطة التعادل وهي الصفر وبعد ذلك تستطيع أن تصل للتوفير لا تعتقد أن ذلك كما هو مكتوب سهلاً ولكن ليس مستحيلاً فبالعودة إلى الخلف من حياتنا كثير من الأمور التي كانت أساسية أصبحت غير موجودة وكثير من الكماليات جعلناها أساسيات فذلك من صنع أنفسنا فعلى سبيل المثال لا الحصر وسائل التقنية التي بالغنا في الأنفاق عليها بأشياء تفوق أحتياجاتنا ومجاراة الشركات في التجديد السنوي مما تسبب لنا في رؤية المؤثرين السلبيين من خلال برامج التواصل الإجتماعي وضغط كواهلنا بمحاكاتهم مهما بلغت أعمارنا فللأسف مقارنات المجتمع جعلت الأفضلية بمن يملك مايملكه السذج ويتباهون به ففي سابق وقت كان بعض افراد المجتمع العربي يتفاخرون بخروف العيد حجمة وقرونه وبعد نهضة التقنية اصبحوا يتفاخرون باللبس والاثاث وحجم الأنفاق على القهوة والمطاعم مما أثقل كواهل الجميع بالتباهي بما لايستطيع دفعه ففي شبابي جئت لأخي اطلب منه المال فوافق بشرط بعد نفاذه أأتي إليه بورقه مكتوب فيها جل ماصرفته موضحاً سعره كي يعطيني مصروفاً آخر..
بدأت رحلتي بعمل فاتورة مفصلة لجميع مصاريفي وأحضرتها لأخي كي يعطيني مصروفاً آخر فطلب مني الجلوس وتدارس فاتورتي الشخصية والتي وجدت أنها توافه كلفتني كل ما ملكت فمثلاً صرفت على الاكل واللبس جل المصروف على الرغم أني لست عارياً وفي البيت تعد جميع الوجبات وبذلك تستطيع حفظ مصروفك بما يعود عليك بالفائدة وعلى ذلك فقد عاد بي الفكر لواحد من الاصحاب في صغرنا كان يأتي إلينا وقد أكل وشرب في بيتهم فقط يشرب الماء ولايعتزم لأحد نتيجة أرتباطة بالبيت في وجباته الثلاث هذا الشخص اليوم لايعاني مايعانيه أقرانه من حاجة مادية ومازال على نفس النهج وقد ربى أبناؤه على حب أكل البيت والمحافظة على مالهم ومن ثم الاستثمار في مشاريع صغيرة تكبر مع الزمن…
ما أود إيصاله الأرزاق على الله ولايعني ذلك الإسراف في الأنفاق ولكن تحديد الأولويات مع الإدخار مهما قل حتى يتكون راس مال بسيط تدعمه هواياتك من بيع او طبخ او خياطة أو ميكانيكا وأستغلال التقنية بشكل مشرف من حيث نشر تجارتك من خلالها وبالتالي زيادة حجم راس المال والله سيعينك وتنجح فأتذكر أحد الأصدقاء يفخر اليوم بأمه رحمها الله التي ربته صغيراً واخوته من بيع الطواقي فقد بدأت بدرزن قيمته 25 ريالاً وقد كان ذلك كفيلاً بسد حاجة المنزل ثم إخراج جراح عظيم للمجتمع ولها أجره عندالله هو وأخوته فالصبر على الجوع أهون من ذل الحاجة والتسول فنحن جميعاً نحتاج لنتغير كي يصبح المتباهين شواذ ينطون على أنفسهم فلا المال ولا اللبس ولا الأكل يزيد من قيمة الإنسان بقدر دينه وكفاحه وصبره فتذكر قول موسى عليه السلام ( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) فالله معنا وسيقف بجوارنا ويعزنا إلى يتغمدنا برحمته..
فكاس القهوة تقدر أن تشربه بريال وتقدر تشربه بمئة ريال ومايسد جوعك كذلك فقد أعرف كيف تتصرف وتتدبر أمورك مهماً كنت فمدى رضاك عن نفسك وبيتك وأهلك كفيل بجعلك سعيداً وتعويد من حولك على ذلك بتبسيط الحياة والشفافية مع من حولك وأجعل كل مالك لله محتسباً أي قليل أو كثير لله وستجد دوماً مايجعلك سعيد فلا قوة في العالم تهزمك مادمت تحفظ الله وترضيه…
دمتم بخير وسعادة في حفظاً من الله ورعايته