الأزمة المالية العالمية

جاء في CNN العربية اليوم ابسط تفسير لهذه المشكلة
أجبني موضوع تبسيطهم للمشكلة فأحببت تبسيطه أكثر للعامة

كيف نفسّر:
(لماذا تهبط قيمة الأصول والأسهم)
و(لماذا تعاني البنوك من السيولة)
و(لماذا يبيع المتعاملين في البورصة دون تفكير) ؟!
وهذا ما سوف نشرحه في سبع أسباب

خوف جعل الأسواق تـتـتـابع في سقوطها، وظهور مصطلحات تسطير على التحليل، ضاعفت من المخاوف، الغريب في أمرنا (نحن) العرب جهلنا في تفاصيل وأسباب الأزمة المالية العالمية. وما حدث أثناء الأزمة المالية تمّ تفسيره بكلمات جديدة، مما زاد من المخاوف.

حيرة العرب سلكت (الطمأنة)، وبعضنا (فسّره) كبداية سقوط النظام الرأسمالي، وتجاهلنا كيفية حدوث هذه الأزمة، أو بحث تداعياتها على شعوبنا، وخاصة الشعوب النفطية.

الباحث توماس قينولي، شاب فرنسي، نجح في تبسيط صورة الأزمة المالية العالمية. لقد لخص الصورة في تفاعل حبات الضومنة المتراصة عموديا وتفاعل سقوط أيا منها على ما يجاورها من ضومنة ما يلخّص الأزمة. ونحن نلخصه بفعل الشرارة في الهشيم.

الشرارة الأولى
هناك مؤسسات إقراض تقوم بتمويل: (أصول) و(عقارات) و(ممتلكات) و(بضائع). هذه المؤسسات تقرض أفراد، وتقرض مؤسسات أو شركات أو حتى دول، طرف يقرض آخر، والمشكلة في عدم قدرة الطرف الآخر على سداد القرض. غالباً هؤلاء يسددون فوائد تلك القروض خلال الأعوام الأولى، بعدها يبدأ دفع الدين وفوائده. وأصبح عدد هؤلاء العاجزين عن السداد كثير، وقيمة تلك القروض أصبحت أضعف، وهذه هي أوّل شرارة ولعت النار، وهذا يعني بداية الأزمة.

الشرارة الثانية
هناك نوع آخر من مؤسسات الإقراض، مؤسسات تمنح تمويلات مقابل عقاّر مرهون لاستخدامه عند العجز في السداد. ولكن المشكلة بدأت منذ أشهر، حينما بدأ الطلب على العقار يتضاءل حتى توقف الطلب على شراء في العقار. ومن ثم هبوط أسعار العقارات، ومن ثم جفاف السيولة عند مؤسسات الإقراض. ومن ثم بدأت هذه المؤسسات تعاني من مشكلة المحافظة على قيمة تلك القروض، مما يضعف من قيمتها في السوق، ويضعف تعاملاتها المالية، وهذه هي الشرارة الثانية.

الشرارة الثالثة
هذه المؤسسات هي بطبيعتها مؤسسات مالية، حوّلت تلك القروض (المـيّـتة) إلى (أصول)، وكـ(منتج) جديد أصبح يُباع ويُشترى في البورصة، وتقول CNN: "أي مثل أن تكون تدين لشخص بالمال ويقوم هذا الشخص بيع دينك لشخص آخر". ونظرا لكون (الأرباح المرجوة) من هذه العملية كانت مرتفعة في السابق، فقد أقدمت صناديق الاستثمار على شراء هذه (الأصول) في البورصة. ولكن مع فقدان هذه الأصول لقيمتها، بدأت صناديق الاستثمار التخلص منها بالبيع، ولكن لم يكون هناك من مشتري إلا بأسعار متدنية جداً، وهذه هي الشرارة الثالثة.

الشرارة الرابعة
تجنباً لمشاكل انعدام السيولة، تسرّعت صناديق الاستثمار (هذه) ببيع أصول (أخرى) تملكها في البورصة (لا علاقة لها بهذه القروض)، مما هـبّـط قيمة هذه الأصول، وعلاوة على إنّ البنوك التي اشترت منها هذه الصناديق (لتلك الأصول) خسرت كثير من المال، وهذه هي الشرارة الرابعة.

الشرارة الخامسة
أزمة السيولة لدى البنوك، عانت البنوك من خسائر تلك الصفقات ومن ثم (نقص السيولة)، وبدأت بالاقتراض من بنوك أخرى (التسوق البنكي). وكان كل بنك يجهل عمق المشكلة المالية التي يعاني منه البنك الآخر، (دائن ومدين) حتى مع رفض الإقراض، تزايد عدد البنوك التي تعاني من مشاكل السيولة، حتى التي وضعها جيدا وغير مشمولة بالأزمة أصبحت تعاني من نقص السيولة، وهذه هي الشرارة الخامسة.

الشرارة السادسة
تزايد عدد البنوك التي تعاني من مشاكل السيولة (أثر) على النشاط المالي ككلّ كردّة فعل طبيعية، ولهذا فإنّ البنوك المركزية (في أمريكا وأوروبا وآسيا) تقرض تلك البنوك أموالا، والهدف هو الحفاظ على التوازن فقط للمدى المتوسّط: وهذه هي الشرارة السادسة.

الشرارة الأخيرة
يحتاج العاملون في البورصة إلى سيولة دائمة حتى لا يضطروا إلى (بيع أصول) وبالأخص عندما يأتي وقت التزام أيا منهم بسداد أي التزام استحقاق يخص أحد مستثمريهم. وكون طبيعة الكثير من أصول البورصة والأسهم الانخفاض، فإن البيع هو السبيل الأوحد للحصول على السيولة، ناهيك عن فعل المخاوف من الوضع الذي يمر به السوق. مما يؤدي إلى مزيد من الهبوط في قيمة تلك الأصول، وهذه هي الشرارة الأخيرة.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته