اهــــ(الأحداث)ــــم

• تداول خسارة 77.18 نقطة عند 11,787.72 • لفظ الجلالة (الله) بريء من احزاب الشياطين • غرق قارب سياحي مصري في البحر الأحمر • تدمير 6 دبابات إسرائيلية جنوب لبنان • صواريخ من لبنان نحو نتن ياهو • صفارات إنذار تدوي حول نتن ياهو • إشغال فنادق مدينة الرياض 95%
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 14 من 14
  1. #11
    مشرفة مجلس بنــات حـواء والأناقة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    السعودية، المدينة المنورة
    العمر
    70
    المشاركات
    2,600
    معدل تقييم المستوى
    72

    افتراضي السائق والمعاون .. ربانا رحلة الحج بالسيارات قديماً

    منى (واس) : في حقبة الخمسينات والستينات الميلادية اتسع استخدام السيارات في المملكة واشتهرت في ذلك الوقت موديلات 1948، 1951، 1966م لعدد من الماركات المشهورة آنذاك، وكان لها نصيب وافر في نقل الحجاج.



    ووثقت الروايات لعدد من كبار السن قصة "رحلة الحج"، عبر هذه المركبات التي خلت كنتيجة لبداية تصنيعها عالمياً من وسائل الراحة أو السرعات العالية، إلا أن قوة الأداء ومتانة هيكلها أهلها لأن تكون صامدة في حمل الأوزان، وقطع المسافات وتحمل وعورة الطرق آنذاك.

    وأحدثت السيارات منعطفا في عالم المواصلات خاصة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج وغيرها من الأقطار، فمن رحلة السير على الأقدام والأبل، إلى وسيلة عُدت حينذاك متطورة، اختصرت بعضاً من الوقت، وفيما بعد انتشرت وكثر استخدامها ووضعت لها القوانين.



    "الرحلة بالسيارات القديمة" اشبه ما تكون بالرواية في فصولها.. تبدأ بالاستعداد والتجهيز من قبل سائق السيارة فبخبرته الميكانيكية وهي ميزة اقترنت بالسائقين قديماً، يباشر فحص السيارة وعمل الإصلاحات اللازمة.

    وما أن يحل موعد السفر يجتمع الحجاج مصطحبين أمتعتهم وعادة تكون شاملة للوازم وأدوات المعيشة، حينها يبدأ الجميع وبتوجيه من السائق ومعاونه بتحميل الأمتعة التي توضع في سلة علوية أو في صندوق السيارة حسب نوعها، فيما يتوزع الركاب بشكل يحافظ على خصوصية المرافقين بالحملة وخاصة كبار السن والنساء.

    "توكلنا على الله" دعوة ألفتها الألسن لحظة الانطلاق، حينها يدير "السائق" مفتاح التشغيل فيعلو صوت هدير المحرك، لتنطلق المركبة متوجهة نحو مكة المكرمة، رحلة تستغرق عدة أيام يقطع الركب خلالها كثبان الرمال، نزولاً بقيعان الوديان، وصعوداً لقمم التلال والجبال، الجميع هنا يد واحدة فما أن يحل بالسيارة عطل أو تعثر جراء طبيعة الأرض يهب المسافرون في تقديم العون والمساعدة.

    الرحلة وإن طال أمدها - وفقاً لمعطيات وسائل العصر الحديث - ووعثاؤها تتسم بكون الجميع أسرة واحدة، في حلهم وترحالهم، فعندما يحين وقت الطعام وهو ما يتكفل بتأمينه السائق عادة، يقوم الطباخ بإعداده في مقابل إعفائه من رسوم تكلفة الرحلة، وهذا عُرف درج عليه أصحاب السيارات إلى جانب توفير القهوة والشاي.

    مشقة السفر وما يتخللها من مواقف وصعوبات، تبدأ بالانجلاء لحظة الوصول إلى الميقات عندما يتوقف الركاب للإحرام وعقد النية، ويؤمن السائق الماء في أوعية ذات حجم كبير "براميل" ليستفيد منها المسافرون عند الاغتسال والوضوء وعلى امتداد طريق السفر في الشرب وإعداد الوجبات.

    ولا يفوق الوصف إلا تباشير دنو زمن الرحلة من الانتهاء، فما أن تشاهد منارات المسجد الحرام وتقترب المسافة، الكل يكبر ويهلل ابتهاجاً بالوصول إلى نقطة المقصد، شوقاً لإتمام الركن الخامس الذي بقضائه تنطوي صفحة من العناء.

    تم تعديل (47) خطأ مطبعي











  2. #12
    عضو فضي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    السعودية، تبوك
    المشاركات
    1,445
    معدل تقييم المستوى
    57

    افتراضي رحلات الحج، سطر تفاصيلها مفكرون ومثقفون ورحالة منذ 8 عقود

    منى (واس) : ضمت كُتب "أدب الرحلات"، التي سطّر تفاصيلها عدد من المفكرين والمثقفين العرب والرحالة الأجانب، رحلات الحج قبل أكثر من ثمانية عقود مضت، حضر في مضامينها الحديث عن شخصية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -تغمده الله بواسع رحمته- واهتمامه بالحج والحجاج، حيث التقى بعضهم بالملك عبد العزيز -رحمه الله- في مكة المكرمة والرياض، وتحدثوا عن مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، ووصفوها وصفًا دقيقًا علاوة على وصف لقائهم بأمراء وأئمة الدولة السعودية الأولى والثانية، والملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله.



    أثبت الرحالة الأجانب والمفكرون العرب بالحقائق الدامغة تفاصيل رحلة الحج قبل عهد الملك عبد العزيز، ومنها على سبيل السرد لا الحصر ما ذكره "الحاج عبد الماجد زين الدين" ضابط شؤون الحجاج الملايويين في الربع الأول من القرن العشرين، الذي وصف معاناة رحلة الحج في ذلك الزمن وما يعتريها من أمراض، وخوف، وفوضى في تنظيم إدارة الحج، ناهيك عن طول السفر ما بين مدينة جدة حيث الميناء، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة.

    وقال الحاج زين الدين في قصته التي رُصدت ضمن موسوعة الحج والحرمين الشريفين التابعة لدارة الملك عبد العزيز: إن رحلة الحج في ذلك العهد تبدأ من لحظة المغادرة من ميناء جدة إلى مكة المكرمة في رحلة تستغرق ليلتين عن طريق قوافل الإبل، ويوضع على ظهر كل جمل (سرج خشبي) محشو بسعف النخيل يعرف بـ (الشُقدف) حتى يمكنه حمل حاجين على الجهتين، لتستمر الرحلة إلى مكان يعرف باسم (بحرة) يقضي فيه الحجاج راحتهم في طريقهم إلى مكة المكرمة.


    - مجلة "لايف" الأمريكية تنشر تقريرا عن مكة المكرمة عام 1943م >> واس

    و رحلة السفر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد أداء الحج، جاءت في وريقات كتبها زين الدين عام 1923م، موضحًا أنها تستغرق 12 ليلة، تمر بعشرة مواقف مختلفة، هي: وادي فاطمة، عسفان، سرف، القديد، رابغ، مستورة، بئر الشيخ، بئر حسن، بئر خريص، بئر درويش.

    وأصبحت رحلة الحج في ذلك الزمان عائقًا كبيرًا أمام المسلمين في العالم بسبب خطورة الرحلة، على الرغم أنها الحلم الكبير الذي يبدأ بكتابة وصية الحاج استعدادًا للرحيل إلى مكة المكرمة لأداء الحج، وينتهي باستقبال بهيج من الأقارب، والأصدقاء، والجيران، يصحبه احتفالات يُقدم فيها "الهدي" كما في أوزباكستان، والأباعخي "الحلبة"، والحلوى، والتمر في أرتيريا، والوليمة في كينيا، والدوجراما، والبلوف، والفاكهة في تركمنستان.



    ومع تولي الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- زمام الأمور السياسية والإدارية في المملكة، تغيّر حال رحلة الحج، إذ تحسنت على مر السنين وسائل النقل فاختصر زمن الرحلة من الشهور والأيام إلى الساعات والدقائق، ونُظمت إدارة شؤون الحج نظير عناية الملك عبد العزيز بالحج من خلال توجيهاته -رحمه الله- بإعادة بلورة تنظيم عمل المطوفين، والزمازمة من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام على أكمل وجه.

    واهتم الملك عبد العزيز بعد دخول الحجاز تحت حكمه عام 1925م بالحفاظ على أمن الحجيج، وتابع -رحمه الله- هذه الأعمال بنفسه، بل واتخذ إجراءات عدة لتحقيق ذلك منها إنشاء فرق عسكرية وأمنية تعمل على استتباب الأمن وتأمين حياة الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج حتى يعودوا إلى بلدانهم سالمين، ما جعل مراسل صحيفة (مانشستر جاردن في بغداد) يشيد في تقرير نشرته الصحيفة بنجاح موسم حج عام 1927م، وأبرز في مضامينه جهود الملك عبد العزيز في خدمة الحجاج.



    وذاكرة التاريخ، ضمت الكثير من الرحلات الموثقة، فقد كان الرحالة غير العرب يتقاطرون على مكة المكرمة قبل قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز، وقيل إن عددًا منهم اعتنق الإسلام، وفقًا لما أوردته أبحاث موسوعة الحج والحرمين الشريفين.

    وعمل المفكر أحمد محمد محمود على رصد كثير مما كتبه أولئك الرحالة في كتاب أصدره بعنوان (جمهرة الرحلات) قُسم إلى ثمانية أجزاء، وخصّص الجزء الثالث منه لرحلات مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما تناول في عدد من أجزائه ما كتبه رحالة أجانب عن أمراء وأئمة الدولة السعودية الأولى والثانية، وما يتمتعون به من خصال الحنكة، والاعتدال، والشجاعة مثلما كتب المستشرق الإنجليزي "ديفيد هوجارث"، ومبعوث المقيم البريطاني في البصرة "رينو" الذي التقى الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود عام 1799م.



    وتشير موسوعة الحج والحرمين الشريفين إلى أن الرحالة وثقوا جوانب متعددة من شخصية الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وجهوده في خدمة الحجاج والمشاعر المقدسة، حيث زار بعضهم الملك عبد العزيز في ديوانه الملكي، واستمعوا إلى حديثه، وشاهدوا أسلوبه وطريقته وسياسته، وأعجبوا بتميز قيادته حين استطاع توحيد كيان الجزيرة العربية تحت مسمى (المملكة العربية السعودية) وسط صعوبات داخلية وخارجية أحاطت به.

    ومن بين ما ذكره الرحالة، ما أورده وليم شكسبير في رحلته التي أبرز فيها ما دار في لقائه بالملك عبد العزيز عام 1911م، وما كتبه الإنجليزي جيرالد إيفلين ليتشمان عن رحلته للجزيرة العربية عام 1909م ثم إلى مدينة الرياض عام 1912م، ورحلات أمين الريحاني التي كانت بعنوان (ملوك العرب: رحلة في البلاد العربية)، بالإضافة إلى رحلة الدكتور بول هاريسون الذي زار المملكة هو وزوجته عام 1941م، والتقى الملك عبد العزيز -رحمه الله- وقال عنه: لقد كان الملك عبد العزيز حكيمًا في مواقفه"، ورحلة ديكسون للرياض في كتابه بعنوان (الكويت جارتها) حيث وصف الملك عبد العزيز بأنه أكبر استراتيجي عرفته الجزيرة العربية في هذا القرن.



    ومن الرحالة الذين كتبوا عن الملك عبد العزيز، وعن الحج، ليوبولد بن كيفا فايس الذي أسلم فيما بعد وأطلق على نفسه اسم (محمد أسد) في كتابه (الطريق إلى مكة)، والإنجليزي الدون روتر في كتابه (المدن المقدسة)، ومحمد أمين التميمي في كتابه (لماذا أحببت ابن سعود؟)، و الهندي غلام رسول مهر في كتابه (يوميات رحلة إلى الحجاز) و جيرالد دي جوري الذي ألف كتابًا عام 1934م بعنوان (اللقاء مع عملاق في حجم جبل).

    وقدّم الرحالة الياباني (تاكيشي سوزوكي) كتابًا عام 1935م بعنوان (ياباني في مكة) تناول فيه زيارته لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بعد أن أسلم وأطلق على نفسه (محمد صالح)، كما تحدث عن واقع الحياة في عهد الملك عبد العزيز، والتقى الملك عبد العزيز عام 1938م وقال عنه: (إنه رجل لا يقهر).

    تم تصويب (61) خطأ في عدم إحترام نُظُم الفواصل




  3. #13
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    السعودية، المدينة المنورة
    العمر
    35
    المشاركات
    122
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي قلعة ذات الحاج أول مستراحٍ لحجاج طريق الشام قديماً

    تبوك (واس) سلكت قوافل حجاج بيت الله منذ أن فرض الله الحج على المسلمين دروبًا وسبلاً عدة، ملبية وميممة وجهتها لبيت الله العتيق، وكباقي طرق الحج القديمة، سلك حجاج طريق الحج الشامي دربهم عبر مسار محدد، لتكون قلعة "ذات الحاج"، الواقعة بين مركز حالة عمار ومدينة تبوك، مستراحاً لهم، ونقطة التقاء القوافل، ومنها إلى المدينة ومكة ذاهباً وإياباً، وشهد الناس فيها منافع لهم في تجارتهم ونقل ثقافاتهم.



    وتجسد قلعة "ذات الحاج" إرثًا حضاريًا وعمرانيًا، وأحد أبرز قلاع طريق ⁧‫الحج الشامي‬⁩ القديم، حيث يعود تاريخ بنائها إلى سنة 971هـ، وقد زارها الكثير من الرحالة والمؤرخين والمستشرقين، الذين أكدوا أنّ تسمية "ذات حاج" نسبة إلى نوع من النباتات التي كانت تنمو فيها، وكانت حينها قريةً عامرة في العصور السابقة، حيث تمر بها قوافل الحجاج للاستراحة والتزود بالمياه، وزادت أهميتها بوصول سكة حديد الحجاز لها في أوائل القرن الميلادي العشرين.



    وتتألف "القلعة" من مبنى مستطيل الشكل، ويوجد في جدارها الغربي مدخل ينتهي إلى فنائها الداخلي، الذي يضم خمس غرف، وفي الخارج منها يوجد بركة ماء متصلة ببرك خاصة بسقيا العابرين، وساكني القلعة، حيث كانت وتيرة الحركة خلال القرون الماضية فيها عامرة، ولم يقتصر استخدامها لغرض الحج بل يسلكها الركبان على مدار العام لبلوغ جهة ما، وتعبرها في قضاء حوائجها وشؤونها.









    تم تصويب (32) خطأ، منها (سنة 971 هـ ،) والصواب (971هـ،)


    أجري يا مشكاح للي قاعد مرتاح

  4. #14
    عضو فضي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    الدولة
    السعودية، نجران
    العمر
    45
    المشاركات
    1,327
    معدل تقييم المستوى
    63

    افتراضي أمن الحج أرساه المؤسس ووثقه الرحالة وعززه الذكاء الاصطناعي

    منى (واس) سطر المؤلفون والباحثون القدامى رحلة الحج قديماً عبر كتاباتهم ومؤلفاتهم التي أصبحت مرجعاً تاريخياً يحكي مشقة السفر التي كان يتكبدها حجاج بيت الله الحرام –آنذاك- وما يعترض طريقهم من الخوف والمخاطر قبل توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-.



    فقد دون الباحث الإسلامي والرحالة المعروف شكيب أرسلان في كتابه "الرحلة الحجازية" الذي ألفه بعد رحلته للحج عام 1348 هـ ـــ 1929م، العديد من الوقفات التي أكدت حرص المؤسس -رحمه الله- على أمن وسلامة الحاج، حيث أورد في كتابه قائلاً: "كانت قوافل الحجاج من جدة إلى مكة خيطا غير منقطع، وكثيرا ما تضيق بها السبيل على َرحْبها، حيث كان الملك -أيده الله- من شدة إشفاقه على الحاج، وعلى الرعية، لا يرفع نظره دقيقة عن القوافل والسوابل، ولا يفتأ ينتهر سائق السيارة التي كان يطلق عليها موتر (MOTEUR) كلما ساقها بعجلة، قائلا له: تريد أن تذبح الناس!! وكل هذا لشدة خوفه أن تؤذي سيارته جملا أو جمالا، وهكذا شأن الراعي الرؤوف برعيته، الذي وجد أنه مأمور بمعرفة واجباته".

    وسجل الباحث أرسلان في كتابه إعجابه بما شاهده على أرض الواقع من استتباب للأمن، مستعرضاً في كتابه تفاصيل لقائه بالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ومرافقته في رحلته إلى مكة المكرمة معلقاً على ذلك اللقاء بالقول "ثم شاهدت جلالة ملك هذه الديار عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، وكان في جدة ذلك اليوم، فوجدت فيه الملك الأشم الأصيد، الذي تلوحُ سيماء البطولة على وجهه، والعاهل الصنديد الأنجد، الذي كأنما قُد ثوب استقلال العرب الحقيقي على يده، فحمدت الله أن عيني رأت فوق ما أذني سمعت، وتفاءلت خيرا في مستقبل هذه الأمة".



    ويبدو أن التحول الأمني الكبير الذي شهدته الحجاز منذ أن دخلت في حكم الملك عبد العزيز عام 1344هـ هو ما جعل أرسلان يكتب بإعجاب عما حدث في مدة قصيرة، خاصة بعد أن كانت الأوضاع الأمنية قبل تلك السنة مضطربة جدا وقطع الطرق على الحجاج من أكثر الأمور التي عجز عن حلها الكثير من الولاة والحكام السابقين.

    وشهدت الحجاز عامة ومواقع تواجد الحجاج خاصة، في ظل الحكم السعودي الجديد -وقتها- نقلة كبيرة في مجال الأمن وهو ما شهد به الرحالة والحجاج الذين زاروا مكة المكرمة في تلك الفترة.



    وفي جانب آخر ينقل د. يوسف العارف في كتابه "الرحلات الحجية" عن الرحالة والأديب محيي الدين رضا (الذي توفي عام 1395هـ) وصفا دقيقا للحالة السياسية وسيادة الأمن وخاصة أمن الحجاج، فقد أكد في كتابه "رحلتي إلى الحجاز" أن الأمن في العام الذي حج فيه 1353 هـ كان وارفا، مشيرا إلى "أنه حدث تغير كبير في حال قطاع الطريق واللصوص الذين كانوا يتربصون بالحجاج في العهود السابقة، حيث أصبحوا في عهد -ابن سعود- أقرب إلى الانضباط وعدم الاعتداء على الحجاج فإذا سار الحاج وحده في تلك الصحاري بلا رفيق ولم يشأ أن يعطي أحداً من المتسولين فلا يجرؤ أحدهم أن ينال من الحاج شيئا ولا يمد يده بسوء".

    ويعلق العارف في كتابه قائلا "هذا بفضل الله ثم بفضل حكم الملك ابن سعود الذي حول النفوس الشريرة إلى نوع من الخوف بعد تطبيق حكم الشريعة الإسلامية على المعتدي والسارق والعابث".



    لم يقتصر توثيق مظاهر الأمن ومشاعر الرضا الشعبي عن الحكم السعودي على ما دونه "شكيب أرسلان" و "محيي الدين رضا" بل تناول الأديب المصري إبراهيم المازني في كتابه "رحلة الحجاز" بعضاً مما لاحظه من سلوك يدل على سيادة الأمن والاطمئنان السائد في نفوس العامة، حيث نقل د. يوسف العارف عن المازني دهشته من أن الأغنياء في الحجاز عام 1349هـ لا يدعون الفقر ولا يكتمون مالهم، وإن كانوا لا يتباهون بالبذخ والتجارة وسوقها رائجة مع الغرب والشرق والأحاديث صريحة والألسن طليقة، وفي هذا دلالة على الاطمئنان التي يشهدها ذلك العصر، وقد كان الناس في العهد السابق يخفون أموالهم ويتظاهرون بالمتربة ورقة الحال خوفا من الابتزاز أو الاقتراض.

    ومنذ أن أرسى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ركائز الأمن، تواصل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و سمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- توفير كافة الإمكانيات التقنية والبشرية لأمن الحجاج، حيث يجد الحاج هذا العام نقلة نوعية في توفير أقصى درجات الأمن والمتابعة عبر تقنيات ومهارات بشرية متنوعة اكتسبت الخبرة في إدارة الحشود والتعامل مع الأزمات.



    و تعمل وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي في توفير ممكنات أمنية دقيقة تمنع ما يخل بأمن الحاج، حيث تنتشر كاميرات مراقبة في كل أنحاء العاصمة المقدسة وبخاصة الطرق المؤدية إليها وتغطي بشكل شامل المشاعر المقدسة.

    وأسهمت التقنيات الأمنية الحديثة في متابعة سير الحجاج منذ لحظة وصولهم إلى مكة المكرمة ومتابعة تحركاتهم في المشاعر المقدسة عبر غرف عمليات تتوزع في المحاور الرئيسية إضافة إلى مركز العمليات الموحد الذي يتابع أمن الحجيج بكاميرات مراقبة عالية الجودة يتجاوز مداها 4 آلاف متر في كل اتجاه ويقوم على تحليلها ومتابعتها مئات الضباط والأفراد من القوات الأمنية المشاركة.

    تم تصويب (54) خطأ، منها (عبدالعزيز بن عبدالرحمن) والصواب (عبد العزيز بن عبد الرحمن)





صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الحج قديماً من أبرز فعاليات كلاسيك القصيم 3
    بواسطة مشغووولة في المنتدى منتدى تراث وموروث وعادات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: April 20th, 2019, 20:06
  2. قصة مصورة: رحلة الحج قديماً.. عبق التاريخ الذي ينقشه ركن الإسلام الخامس
    بواسطة هلالي القرن في المنتدى منتدى الحج والعمرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: October 17th, 2012, 16:24

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا