أنت هنا

لا مزايدة ولا تفاخر فأنت هنا في بيتك بين أربعة جدران مهماً كان بيتك قصراً فاخراً أو صفيح فحظك منه موضع جلوسك ونومك فهذة دعوة للتحضر والتفكر فيما وهبك الله فجميعاً بالمنطق العقلاني سواسية في الحياة سواءاً ملكنا أرفع وأغلى الأشياء أو أرخصها فمثلاً من النادر أن تجد شخصاً عارياً أو بلا مأوى وأن لم يكن راكباً فهو يسير على قدمية ولله الحمد نسئل الله من حرم شيئاً في الدنيا أن يعوضه الله في الدنيا والآخرة..
فمثلاً في هذة المنحة الربانية التي يراها البعض القليل أنها محنة أنشغلنا بما يمتلكه الجميع وهي الصحة أدامها الله على الجميع وأختفت تقريباً المفاخر الخاصة فأصبح معيار الإعتزاز هو تمام الصحة والحيطة من الأمراض فمن كان يشكو من أبسط الأمراض أصبح يقنع نفسه والآخرين بحمدالله على العافية حتى أصبحت المستشفيات خاويه إلا من مرضى الجائحة حفظ الله الجميع منها وأزالها عن العالم أجمع وهذا الشئ مدعاة للتبصر بأننا البشر وضعنا كثير من الخرافات والاوهام حولنا لنتمايز بها عن الاخرين وقد كشفها الله لنا كي نعيد ترتيب حياتنا ومفاهيمنا وفق هذا التغير الاجباري ونصبح أكثر بشرية تجاه أنفسنا والاخرين فجمال الحياة للأسف أختزل في تفاهات ضيعت الخلق الرفيع للإنسان حتى أصبح عبارة عن كماليات على ومع أجساد فارغة تتنافس على تفاهات في تصور عقول فارغة وبالطبع ليس الكل ولكنه السواد الأعظم حتى أصبحت الحياة ممله وكئيبة ورتيبه حتى أذن الله بتغييرها تماماً وإعادة ترتيبها فهل فهمنا الدرس الرباني نحن البشر الذين ساوانا الله ببعضنا ولم يميزنا بأي شئ سوى التقوى التي هي غير مرئية وليست مكيله ولاتحتاج الى أي معيار دنيوي لبلوغها سوى بقلباً سليم فنحن هنا في خط البداية من سباق التقوى فهل من مستعد للتميز!؟
خصوصاً أننا في هذة الأيام نستقبل شهر الخير والبركة والعتق من النار فوصيتي لنفسي ولكم في باب من أبواب التقوى في تقاسم مازاد وفاض عندك من خير مع جيرانك وأقربائك بشكل لايجرح كبريائهم ولايخدش حيائهم فنحن اليوم أحياء نعطي ونأخذ وقد تصبح هذه الجائحة كارثة كونية يعيد الله فيها تشكيل الأرض من جديد فلنتقرب الى الله فيمن حولنا بحب وكرامة لنعيد تشكيل خارطة السعادة بالعطاء والأخذ بإبتسامة وحب لعلنا نعبر جميعاً لبر الأمان والإطمئنان..