ميل / بلجيكا - كلوي لوفيرنييه (أ ف ب) : فيديوهات يظهر فيها تلاميذ متنكرين في زي "مسلمين سعوديين" ويتظاهرون بأنهم يصلون في ساحة مدرستهم الواقعة في غرب بلجيكا، وقد أثاروا ردود أفعال متضاربة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأربعاء 27 فبراير/شباط. ويظهر بالخصوص تلميذ يرتدي حزاما ناسفا كاذبا. مدير الإعدادية يؤكد أنه لا يفهم سبب الجدال.



صورت الفيديوهات داخل إعدادية باترز جوزيفيتن الواقعة في مدينة ميل بمقاطعة إيست فلاندرز البلجيكية. يتعلق الأمر بمؤسسة كاثوليكية تنظم احتفالات سنوية خلال أسبوع "الـ100 يوم"، وهو عدد الأيام المتبقية للطلاب في السنة الأخيرة قبل أن يغادروا إلى المرحلة الثانوية.

تظاهر بالصلاة وحزام ناسف كاذب
في هذه الظروف صورت مقاطع الفيديو الواردة أدناه. يظهر فيها تلاميذ يرتدون ملابس تشبه الملابس السعودية التقليدية و"يصلون" في ساحة مدرستهم خلف أحدهم ويمثل دور الإمام. ومن بينهم تلميذ يرتدي قبعة سوداء تغطي الوجه وحزاما ناسفا غير حقيقي (في التوقيت 0’22). وابتداء من التوقيت 1’01، يظهرون وهم يرقصون، وفي التوقيت 1’12، يظهر من جديد التلميذ "الانتحاري".



في الفيديو (هنا)، تظهر أيضا بنات بالنقاب في قاعة الدرس هذه المرة

بلجيكا 2019: تلاميذ "يتنكرون" في زي إسلامي ويسخرون من النساء المحجبات وبعضهم يرتدي أحزمة ناسفة كاذبة، ويتظاهر بالصلاة. كل هذا داخل مدرستهم.

"خليط من المفاهيم الخاطئة والأحكام الجاهزة والعنصرية"
هذه الصور أثارت العديد من ردود الأفعال عبر شبكات التواصل الاجتماعي. في الفيديو أدناه الذي سجل أكثر من 18 ألف مشاهدة يظهر زكي الشاعري، وهو مذيع مشهور لإذاعة عبر يوتيوب وكومدي من بروكسل، وقد أعلن بأنه ما حدث هو "خليط بين المفاهيم الخاطئة والأحكام الجاهزة والعنصرية"، أي باختصار "رهاب الإسلام": "لا أدري إن كان في هذه المدرسة تلاميذ مسلمون، ولكنني كنت سأشعر بضرر شديد لو كنت (تلميذا مسلما) هناك". ودعا مستخدمي الإنترنت إلى أن يكتبوا لمدير المدرسة وقال إنه "مستعد للقدوم إلى المدرسة للتحدث والنقاش مع التلاميذ".


العديد من مستخدمي الإنترنت كانت لهم ردود أفعال مماثلة عبر تويتر أو فيس بوك، معتبرين أن هؤلاء التلاميذ قد خلطوا بين الإسلام والإرهاب.



هذا مستخدم إنترنت يرى أن هذه الفيديوهات تذكر بمفهوم "الوجه الأسود"، وهو مصطلح يعني بالنسبة للبيض عندما يضعون ماكياجا بطريقة نمطية لكي يتشبهوا بالسود.



يجب إلقاء اللوم على الأستاذ.. فالتلاميذ لا يفعلون سوى ما نقول لهم أن يفعلوا.. ويجب محاسبة المدرسة.
بعض مستخدمي الإنترنت قالوا إنهم لا يفهمون هذه الانتقادات، معتبرين أنه من حق أي شخص أن يسخر من أي شخص وأن يتسلى باستخدام الصور النمطية أو كليشيهات.



نحن في 2019 وكل الناس يحق لهم أن يسخروا مما يريدون أو أن يقوموا بمزحات لمن يريدون وإذا كان هذا يزعجكم فقوموا بالمثل، وتوقفوا عن البكائيات في كل مرة.. فأنتم تبالغون.



شخصيا لا أرى أي رهاب للإسلام في ما حدث. هؤلاء شباب يتسلون بكليشيهات لكنهم يعلمون جيدا أن هذا مجرد كوميديا.. أعترف أنها كوميديا سوداء إلى حد ما، لكن ليس أكثر من الأشخاص الذين يتنكرون في ثياب راهبات ويقومون بسخافات أو حتى في ثياب رهبان.

"أجواء كرنفالية قد توجد فيها بعض الكليشيهات"
فريقنا التحريري اتصل بإعدادية باترز يوزيفتن. ولكن المدرسة لم ترد على أسئلتنا، لكنها أرسلت بيانا كتبه مدير المؤسسة يان دي جيندت (متاح أيضا على صفحة فيس بوك الخاصة بالمدرسة):

"[...] كما جرت العادة في احتفال الـ100 يوم، فإن التلاميذ يرتدون ملابس تنكرية. يوم يتنكرون في زي سياح وفي اليوم التالي يختارون أجواء العشرينيات والأربعاء اختاروا المملكة العربية السعودية. أجواء الـ100 يوم هي أجواء كرنفالية، ما يعني أن نجد بعض الكليشيهات. وخلال الاحتفالات، لا نريد بأي حال من الأحوال أن نشتم أو نخدش أحدا. ونحن نتأسف إن كان أي أحد في المدرسة أو خارجها قد خدشت مشاعره بسبب هذا الاحتفال بالـ100 يوم.

القيم التي نحاول غرسها في تلاميذنا هي قيم المدرسة الكاثوليكية المنفتحة على الحوار. ولذلك نسعى إلى تعليمهم احترام كل الناس أيا كانت قناعاتهم ونحن نرحب بكل من لديهم استعداد للحوار.

في هذا الإطار، ندعو بالأحرى ممثل الديانة المعنية بفتح حوار مع تلاميذنا من أجل تحسين التفاهم والاحترام المتبادل".

غير أن مدير المدرسة لم يقدم اعتذاره بعد حتى يوم الجمعة 1 مارس/آذار، كما طالب البعض.

تحرير: كلوي لوفيرنييه (@clauvergnier)

ترجمة: عائشة علون

بلجيكا / تربية / الإسلام