أحب الأطفال بطبيعتي حد نسيان نفسي وسني من خلال اللعب واللهو معهم ومداعبتهم ولايهمني لون الطفل ولا عرقه ولاجنسهفالطفولة لا حدود ولاوطن ولاجنسية لها ولي مع الأطفال قصص ومواقف لاتخلو من الطرافة والبرائة
فذات يوم من أيام الشباب وصادف أنه يوم خميس عدت إلى المنزل متأخرا بعد الظهر فوجدت أوسط أبنائي وهو زعيمهم الذي يعلمهم السحر ويدلهم على أسراروأصول العبث الطفولي وهو كذلك الناطق بإسمهم من غير تكليف من أحد إلا من رأسه
كان ينتظر وصولي على أحر من الجمر وحين رآني عانقني وهو يقول معاتبا وكأني شغال عند أبوه فينك ليس تأخرت ؟؟ ولم يمهلني للإجابة
فأخذ بيدي إلى زاوية في الصالة وهو يشير إلى ممتلكاته الشخصية وهي عبارة عن دراجة صغيرة بثلاث عجلات وبعض الألعاب الأخرى
التي أضاف إليها اغتصابا مكنسة أمه اليدوية والجاروف وبعض الأواني الصغيرة مثل الملاعق
فبادرني بصيغة الأمر هيا ودينا البحر وكنت والله حينها مجهدا فقلت له في محاولة للتخلص منه البحر خلاص باح مافيه مويه
فلم يعدم حيلة في الردمباشرة حيث وجد الحل سريعا حسب منطقه الطفولي البريء وهو يقول
طيب جيب وايت وصبه في البحر
فلم أتمالك نفسي فضممته إلى صدري وعلى الفور وضعت أشيائه الصغيرة في السيارة مع أشقائه ونفذت طلبه بدون تردد
وعند البحر استعمل الجاروف لتجميع الرمال المبللة بمساعدة شقيقيه آنذاك وبدأوا في بناء الطرق والشوارع والمنازل ولم أجد في نفسي حرجا وأنا أشاركهم في بناء مشاريعهم الصغيرة فلي من عالم الطفولة نصيب وعندما اندماجنا في التصميم والبناء تختلف آرائنا فيحتدم النقاش عند أمر ما وفي غمرة إنهماكنا تتم مخاطبتي من قبلهم بعبارة ياخي
وذات مرة انتهرت أحدهم بحدة لأنه يسير في الفناء حافيا فرد علي بكل هدوء وبرود طيب ليس انته حافي ؟؟
أعتقد أن الطفل هو مرآة تعكس مافي نفس الراشد فهو يحس بصدق ملاطفتك من كذبها كما أنه يقراء من أحاسيسنا مالا نستطيع قراءته وفهمه
و هناك لغة مشتركة وانجذاب بين بعض الراشدين وبعض الأطفال بدون سابق معرفة أو لقاء
ولكن الشيء الذي لازلت لاأفهمه حتى الآن أن هناك نوعية من الأطفال جامدة في ملامحها ومشاعرها فهم كالحجارة الصلدة في كل شي في نظراتها في حركاتها
حتى أنك لو تبسمت لأحدهم ترنحت الإبتسامة من فورها لتسقط من شفتيك
ولتنعكس آثارها المحبطة إصفرارا وتعرقا على وجهك المسكين فمثل هؤلاء الأطفال أتسائل هل التجهم والعبوس في وجووههم مكتسب أو متأصل ؟؟
ربما بالوراثة وإن كنت أميل لهذا الإعتقاد ولاأقبل منطق أو نظرية الإكتساب
لأن فترة عمره الصغير محدودة المساحة وإن لم تكن وراثية فهل هي صفة خلقية شخصية مستقلة لادخل للجينات الوراثية فيها ؟؟؟
شوية هذره
-------------------------------------
عندما أكون مسافرا بالسيارة وغالبا لوحدي
لحظة قبل أن أسترسل تذكرت في هذه اللحظة
( - الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب )
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت
عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2607
هنا تغيرسياق الموضوع ولكني سأعود إليه فقبل وبعد دعاء السفر الذي أحرص عليه أشد الحرص أتوقف طويلا
عند نص هذا الحديث فأتسائل هل أنا شيطان كوني راكب ؟؟فينتفخ رأسي بالتأويلات وفي تساؤل أيضا
هل صفة الراكب تقتصر على مشمول المركبة أو السياره؟؟ فقطعا لو كنت مسافرا لوحدي في الصحراء بالسيارة
بعيدا عن الناس وعن المدينة أو القرية فلاشك أن تلك الصفة ستنطبق علي دون أدنى شك أو مواربه
ولكن كوني مسافرا في سيارة مرفهة و لوحدي داخل هذه السيارة وأسيرفي طريق آمن مشاع للجميع وكل القاصدين وجهتي أو دونها أوبعدها يسلكون نفس الطريق أو ينتهون إلى آخر مثله
بحيث لاينقطع أثرهم أو وجودهم كقافلة متواترة بعضها يتجاوز بعض ويتقاطر مع بعض كالقافلة
فهل تشمل الجميع في سياراتهم فرادى ومثنى صفة ركب ؟؟ خاصة أنه لو تعطل أحدهم أو تضررت مركبته
أو لاسمح الله تعرضت لحادث فإن أكثر المسافرين سيتوقفون لمد يد العون والمساعده
أعتقد أعتقد والله أعلم أنني راكب ضمن ركب من القوافل ليس هذا فتية قطعية ولكني سأبحث هذا الموضوع الذي يؤرقني
أعود
فعندما أكون مسافرا لوحدي أستأنس بداية بصوت الراحل فضيلة الشيخ علي عبد الله جابر رحمه الله وهو يتلو القرآن الكريم مسجلا من بيت الله الحرام رحم الله شيخنا الجليل وكل علمائنا ومشائخنا وسائر موتى المسلمين
كنت ولازلت أحب الشيخ على جابر في الله فقد تعلمت تلاوة القرآن الكريم مجودا وحفظت منه ماتيسر لي على صوته
تدرون عاد والله ماش ضاعت السالفه وماعاد لها طعم ولامازيه والخاطر مكسور
لكن اسمعوا
الله يرحم من مات من والدينا ووالديكم ويطول في عمر من بقي منهم ويمده بالصحة والعافيه ويرحم جميع موتانا ويحسن خاتمتنا
اللهم اغفر لجمبع موتى المسلمين
الذين شهدوا لك بالوحدانية
ولنبيك بالرسالة
وماتوا على ذلك
اللهم اغفر لهم وارحمهم
وعافهم واعفوا عنهم
وأكرم نزلهم
ووسع مدخلهم
واغسلهم بالماء والثلج والبرد
ونقهم من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ماصاروا إليه
وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
آمين
كان هذا خروج عن النص الأصلي إلى نص عسى الله أن يتقبل مافيه من خير
السالفة بعدين إن شاء الله
---------
ملاحظة
بعد نحو عامين من كتابة هذه الحلقة شاهدت وسمعت أحد علمائنا الأ جلاء وهو يفتي بأن المسافر و المسافرين عبر الطرق السريعة التي لاتنقطع من العابرين هم ضمن القوافل أي أنهم من الركب
مواقع النشر