الرياض (واس) : دفعٌ جديدٌ بمسيرة العلاقات، وتعزيز للصداقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة؛ تجسده الزيارة الرسمية التي يبدأها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - ضمن زيارة تشكل حلقة في سلسلة توثيق عرى التعاون وبحث مجالات الاستثمار وفرص تنمية المستقبل الاقتصادي للمملكة كقوة اقتصادية عالمية، ولضمان استدامة نموها وتطورها في ضوء رؤية 2030.
وتحل هذه الزيارة وهي الأولى لسمو ولي العهد ـ رعاه الله ـ لبريطانيا منذ مبايعته في الـ 26 من شهر رمضان 1438 هـ الموافق 21 يونيو 2017م، حاملة في مضامينها وثبة جديدة في مسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في إطار روابط الصداقة والعلاقات التاريخية المتينة وشراكة التنمية التي تربط المملكتين.
الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة مما يتطلب تبادلا للآراء وتنسيقا للمواقف بين البلدين ذوي التأثير الدولي المتميز.
وشهدت العلاقات السعودية البريطانية التي أرسى قواعدها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ودولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال اللقاء التاريخي الذي جمعهما في الرابع من ربيع الأول سنة 1364هـ الموافق السابع عشر من شهر فبراير 1945م، تطورا مستمرا في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وتعود العلاقات السياسية بين المملكة وبريطانيا الى عام 1927م عندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بينهما، وتواصلت منذ تلك الفترة مسيرة العلاقات السياسية وتواصل الحوار بين قيادتي البلدين وعلى أعلى المستويات وفى مختلف المناسبات من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المسؤولين في البلدين لإجراء المزيد من التنسيق وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بينهما في جميع المجالات ومختلف الميادين.
وباستعراض تاريخي لأهم الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين يأتي في هذا السياق قيام الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بزيارة رسمية لبريطانيا عام 1967م، في حين أنه ـ رحمه الله - رأس أول بعثة سعودية لبريطانيا عام 1919م.
وفي عام 1981م قام الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله - بزيارة رسمية لبريطانيا أسفرت عن تدعيم العلاقات وتطويرها في العديد من المجالات.
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - العديد من الزيارات لبريطانيا منها زياراته في الأعوام 1975، 1976، 1980مـ عندما كان ولياً للعهد، كذلك في عام 1987م بعد أن تولى ـ رحمه الله ـ سدة الحكم.
وقد أسهمت لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ في زيارته لبريطانيا في عام 1998م عندما كان ولياً للعهد مع الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر بالمورال في اسكتلندا وكذلك مع صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولى العهد البريطاني أمير ويلز، في تعزيز العلاقات، حيث تركزت المحادثات بين الجانبين حسب ما جاء في البيان المشترك حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ونوقشت العديد من القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط واتفق الجانبان على أهمية التوصل لحل يؤدى إلى إحلال سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط وفق مقررات الأمم المتحدة وتحقيقا لمبدأ الأرض مقابل السلام.
كما زار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بريطانيا في الأعوام 1976، 1985، 1987، 1996م، التقى خلالها الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر باكنغهام، ودولة رئيس الوزراء البريطاني وعدداً من المسؤولين البريطانيين وتباحث الجانبان حينذاك العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة.
ومع دخول المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم في 3 / 4 / 1436 هـ الموافق 23 / 1 / 2015م، عمل ـ أيده الله ـ على تطوير العلاقات الخارجية وفتح آفاقاً أوسع للتعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الاستقرار والسلم العالمي.
ووفق سياسة خارجية ترسخ مبدأ العمل المشترك وتطابق وجهات النظر، سارت العلاقات السعودية / البريطانية، نحو توثيق التعاون الثنائي في المجالات كافة لاسيما الجانب الاقتصادي في إطار الرؤية المستقبلية للمملكة 2030.
وتعزيزاً لهذه الشراكة والتعاون المثمر الممتدة لعقود تواصلت الزيارات بين مسؤولي البلدين، حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في مارس 2015م بقصر اليمامة في الرياض وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند والوفد المرافق له، حيث جرى استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل دعمها وتطويرها، وبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله – خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة أنطاليا التركية، في نوفمبر 2015م دولة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، وذلك على هامش أعمال القمة، حيث بحثا أوجه التعاون الثنائي، بين البلدين الصديقين، واستعرضا مستجدات الأوضاع في المنطقة.
كما استقبل ـ رعاه الله - في أبريل 2017م، بقصر اليمامة في الرياض دولة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية اسُتعرضت خلالها العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، وسبل تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
عقود من الشراكة امتدت لأكثر من سبعين عاماً،وبحلول العام 2018م تدلف الصداقة السعودية / البريطانية، مرحلة جديدة من عمرها وتؤذن ببدء حقبة تتسق ومصالحهما المشتركة ترتكز على شراكة واسعة النطاق وتعزز من عملها المشترك إقليمياً ودولياً تجاه مختلف القضايا.
ففي فبراير من هذا العام، زار العاصمة الرياض النائب عن حزب المحافظين البريطاني اللورد فرانسيس ماودي يرافقه وفد من مجموعة الشرق الأوسط في حزب المحافظين، وشرفوا باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ،مستعرضاً – رعاه الله – معهم علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين، وآفاق التعاون الثنائي خاصة في المجال البرلماني، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة.
وفي ذات السياق تقف جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله - شاهداً على المضي قدماً بالصداقة السعودية / البريطانية، فعمل على توثيقها وتعزيز أوجه التعاون وبناء شراكات استراتيجية تسهم في خدمة المصالح المشتركة بين البلدين، بما يتسق مع روية المملكة 2030، إلى جانب تكامل الجهود السياسية كقوتين مؤثرتين على الساحة الدولية تجاه المتغيرات إقليماً ودولياً، انطلاقا من مواقف المملكة إزاء مختلف القضايا.
وقد عمل سمو ولي العهد حثيثاً، ويؤكد خلال اجتماعاته ولقاءاته مع المسؤولين البريطانيين أهمية العلاقات بين الجانبين، القائمة على المصالح المشتركة ومن ذلك اجتماعه في مارس 2015م مع معالي وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون والوفد المرافق له، واجتماعه في أكتوبر 2015م في الرياض مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، فيما تركز الاجتماع الذي عقده سموه في يناير 2016م، بالرياض مع نائب قائد الأركان البريطاني الفريق استورد بيتش، على بحث أوجه التعاون بين البلدين خاصة العسكرية منها إلى جانب مناقشة الجهود المشتركة في مواجهة الإرهاب بما فيها التنسيق بين التحالف العسكري لمحاربة الإرهاب مع المملكة المتحدة.
ويؤكد سمو ولي العهد خلال اجتماعاته اهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وجهودها الدولية في محاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وهذا ما بينه سموه في فبراير 2016م، بمقر حلف "الناتو" في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال لقاءاته مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ووزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، ووزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، ووزيرة الدفاع الألمانية الدكتورة اورسولا در لاين، وذلك على هامش اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، حيث أشادوا بالخطوة الرائدة التي قامت بها المملكة بإنشاء تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب وأن ذلك سيكون داعماً للجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال اجتماع سموه في مارس 2016 م بالرياض مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، جرى بحث مجالات التعاون القائمة بين البلدين وخاصة في الجانب الدفاعي، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود تجاهها، بما فيها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب.
واجتمع سموه في ابريل 2016م بالرياض مع وفد من مجموعة الشرق الأوسط عن حزب المحافظين البريطاني برئاسة النائب آلن دانكن، يرافقه ادوارد جارنير، وادوارد ارجر، وكوسي كوارتنج، وهلن وتلي، ودافد جونس، لبحث علاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات، وفرص تطويرها.
كما اجتمع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في مايو 2016م بقصر السلام في جدة مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، حيث تم بحث مجالات التعاون بين البلدين، إضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق أمن واستقرار المنطقة.
وتجسيداً لعلاقات التعاون والعمل المشترك على مختلف الصعد اتسمت لقاءات المسؤولين في المملكة وبريطانيا بمساحة أكبر على الخارطة الدولية بالتزامن مع الأحداث والمناسبات الدولية، فخلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للولايات المتحدة الأمريكية في يوليه 2016، التقى سموه في واشنطن، وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في المجال الدفاعي، إلى جانب عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى سموه في سبتمبر 2016 م في مدينة هانغجو الصينية دولة رئيسة وزراء بريطانيا السيدة تيرايزا ماي، على هامش انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين، وبحث اللقاء أوجه التعاون الثنائي القائم، وسبل دعمه بالإضافة إلى تطورات الأحداث على المستوى الاقليمي والدولي.
ويبذل المسؤولون في البلدين جهوداً خلال لقاءاتهم المتبادلة لتحقيق السلم والاستقرار العالمي وعلى رأسها محاربة الإرهاب، إذ أسهمت هذه اللقاءات نقلة في مسار العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة سياسياً وأمنيا وعسكرياً واقتصادياً.
ومن اللقاءات الرسمية كذلك اجتماع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في شهر ديسمبر 2016م في الرياض مع نائب مستشار الأمن الوطني البريطاني السيد جوين جينكنز، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وكذلك لقاء سموه في شهر فبراير2017 في الرياض كبير المستشارين العسكريين لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع البريطانية الفريق توم بيكيت، وفي شهر أبريل التقى سموه دولة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، كذلك النائبة عن حزب المحافظين البريطاني رئيسة المجموعة السعودية البريطانية في البرلمان البريطاني شارلوت ليسلي، وعدداً من أعضاء البرلمان.
وتقديراً للمكانة الدولية التي تتبوأها المملكة العربية السعودية ودورها المؤثر إقليمياً ودولياَ من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الإسلامية والعربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة العشرين، فقد شكلت علاقاتها محوراً مهماً مع الدول ذات التأثير عالمياً ومنها بريطانيا، فعلى امتداد عقود عدة من الزمن كانت العاصمة الرياض محوراً فاعلاً في السياسة الدولية ومركزاً اقتصادياً جاذباً للاستثمار.
ويرصد التقرير الزيارات التي قامت بها ملكة بريطانيا ومسؤولون بريطانيون للمملكة، حيث استضافت في عام 1979م الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، فيما زارها صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولى العهد البريطانى أمير ويلز في الأعوام 1986، 1988، 1990، 1993، 1996، 1999، 2000، 2003، 2005، 2006م. وكذلك رئيسة وزراء بريطانيا السابقة السيدة مارجريت تاتشر في عامي 1981 و 1984م، و رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور في الأعوام 1990، 1992، 1994م .بالإضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير خلال زيارات قام بها في أعوام 1997، 2001، 2005م.، حيث شكلت تلك الزيارات المتبادلة بين المسؤولين أثراً كبيراً في دعم العلاقات بين البلدين الصديقين وتوطيدها.
ويشكل الجانب الاقتصادي بين المملكة وبريطانيا علامة بارزة على قوة ومتانة التعاون الثنائي، إذ شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا وتطورا ملموسا على جميع الأصعدة خاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري.
وتعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري في الشرق الأوسط لبريطانيا حيث تتبوأ بريطانيا المركز الخامس من بين الدول المصدرة للمملكة.
وحقق برنامج التوازن الاقتصادي المنبثق من اتفاقية اليمامة الموقعة بين البلدين نتائج مميزة في العديد من المشروعات التنموية داخل المملكة.
ووفقا لتقرير الإحصاءات السعودية خلال عام 2016م بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 17 مليار ريال، بلغت صادرات المملكة أكثر من 5 مليارات ريال، بينما بلغ إجمالي وارداتها من بريطانيا اكثر من 12 مليار ريال.
وتأتي المملكة في المرتبة (13) من بين أكبر الدول المستوردة من بريطانيا، والمرتبة (47) من الدول المصدرة إليها، وتصدر المملكة الى بريطانيا العديد من المنتجات، من أهمها المنتجات المعدنية، والمنتجات الكيمائية العضوية، واللدائن، فيما تأتي السيارات وأجزاؤها، والأجهزة الكهربائية، والمركبات الجوية وأجزاءها كأبرز واردات المملكة من بريطانيا، حيث يعود تاريخ توقيع أول معاهدة صداقة بين البلدين يعود إلى العام 1915م.
وترتبط المملكة وبريطانيا بالعديد من المشاريع المشتركة، فهناك (374) ترخيص استثماري بريطاني قائم في المملكة، يقدر إجمالي رأس مالها بحوالي 3.4 مليار دولار (12.4 مليار ريال)، وتبلغ حصة الشريك البريطاني منها حوالي 1.5 مليار دولار (5.4 مليار ريال)، كما تسهم الاستثمارات البريطانية اجمالا بتوظيف 4923 سعودي بمتوسط اجر شهري يصل الى 6,595 ريال، وتتركز أغلب هذه الاستثمارات في قطاع الصناعة و خاصة في مجال توليد الطاقة و الصناعات الكيميائية.
وفي مجال العلاقات الدفاعية الوثيقة التي تربط بين البلدين تم توقيع عدة اتفاقات آخرها وقع في شهر أغسطس 2006م، وتضمن وثيقة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة المملكة المتحدة لتطوير القوات المسلحة السعودية ولنقل وتوطين التقنية والاستثمار في مجال الصناعات الدفاعية في المملكة العربية السعودية وتدريب وتأهيل مواطنين سعوديين في مجال الطيران وشراء 72 طائرة من نوع تايفون.
أما في مجال التعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة فقد تم توقيع اتفاقية التعاون الثقافي والفني بين البلدين في شهر نوفمبر 1975م.
وفي إطار تلك الاتفاقية افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - عندما كان اميراً لمنطقة الرياض - بمشاركة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز معرض المملكة بين الأمس واليوم في العاصمة البريطانية خلال الفترة من 29 يوليو إلى 10 أغسطس 1986م لاطلاع الشعب البريطاني الصديق على التطور الثقافي والعمراني والاقتصادي في المملكة.
كما تم افتتاح كلية الملك فهد التعليمية في لندن في سبتمبر من عام 1985م وإنشاء كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية الذي تم تدشينه رسميا في عام 1998م.
وأسهمت الاتفاقية في افتتاح مسجد خادم الحرمين الشريفين والمركز الإسلامي في أدنبرة الذي أسهمت المملكة العربية السعودية في 90% من تكاليف إنشائه في إطار اهتمامها وحرصها على إعمار بيوت الله وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان فقد أضحى المركز اليوم صرحاً ثقافياً كبيراً وشاهداً حضارياً على عمق العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة وعلى متانة التواصل الثقافي والحضاري بين الأمة العربية والإسلامية وبريطانيا.
وتعزيزاً للتواصل الثقافي والمعرفي احتضنت بريطانيا خلال فترات متعددة أنشطة ثقافية وفنية ومعارض للكتاب السعودي ومعارض تشكيلية ومحاضرات وندوات متنوعة تبرز الحراك الثقافي والنتاج الفكرى في المملكة العربية السعودية، من أبرزها فعالية الأيام السعودية في لندن في شهر يوليو 2004م التي اشتملت على برامج ثقافية وفنية منوعة تجسد مدى أصالة الحضارة في المملكة.
وفي مجال التعاون الرياضي تبرز اللجنة السعودية البريطانية المشتركة الخاصة بالتعاون في مجالات الشباب والرياضة حيث تم التوقيع في عام 1987م على اتفاقية التعاون الرياضي المشترك وأمكن من خلال هذا التعاون إقامة نشاطات شبابية ورياضية مختلفة إلى جانب إعداد الكوادر التحكيمية والإدارية وأخرى في مجالات الطب الرياضي ووصلت البرامج المنفذة في هذا المجال حتى نهاية عام 2006م إلى نحو 72 برنامجا.
أما في مجال التعاون العلمي والتقني فقد وفرت مذكرة التعاون الخاصة في هذا المجال إطارا للتعاون بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومؤسسات البحوث البريطانية.
في حين شكلت لجنة مشتركة للتعاون الفني بين البلدين تعقد اجتماعاتها بالتناوب في كل من الرياض ولندن لبحث سبل تطوير التعاون الفني في مختلف المجالات.
وقد استقبلت المملكة زيارات وفود بريطانية لبناء جسور من التعاون الإعلامي ورفع مستوى التفهم والاطلاع على التطور والنمو والازدهار الذي تعيشه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ.
ويدرس في الجامعات البريطانية حوالي 15 ألف طالب وطالبة، كما يفد إلى المملكة العربية السعودية كل عام الكثير من المسلمين البريطانيين لأداء فريضة الحج، وأكثر من 100 ألف معتمر .
مواقع النشر