مهرجان سوق عكاظ وموقعه التاريخي

[مهيوب ثقيف]

الطائف (واس) : استطاعت جادة عكاظ أن تقدم الاثراء المعرفي والتعايش التاريخي للأسر والعوائل منذ انطلاقة فعالياته أمس الأول الأربعاء بعد أن شهدت الجادة هذا العام تطوراً من خلال تنوعها بالفعاليات التراثية والثقافية والعروض المسرحية إضافة إلى فعاليات الحرف والصناعات اليدوية وعروض مزادات العرب والمقتنيات الاثرية.



وتنتشر على طول الجادة معلقات عكاظ وتواجد مدرسة الفروسية ومقهى عكاظ الثقافي وخيمة الراوي وأركان الحرف اليدوية وحي عكاظ وخيمة فتيان عكاظ إضافة لركن برنامج لا تترك اثر والمعرض الحرفي للسجون والمعرض الحرفي للمعهد المهني ومعرض الحرمين الشريفين ومعرض كسوة الكعبة المشرفة وركن المطبخ السعودي ومعرض الاسر المنتجة ومحمية الحياة الفطرية.



ويستطيع الزائر للجادة أن يستغني عن متابعة آلاف الكتب والاطلاع على ملايين المواقع ومشاهدة المسلسلات والأعمال التاريخية للتعرف على تاريخ العرب، وذلك لأن سوق عكاظ وعبر جادته استطاع أن يجمع مختلف العصور في موقع واحد حيث يعيش الزائر تاريخ العرب منذ قبل الإسلام وحتى وقتنا الحالي، فعند دخوله السوق وسيره على جادة عكاظ سيلتقي مئات الشخصيات بأزياء تاريخية تمثل حقبة مضت من الزمن يرحبون بالزوار على طريقة العرب بسوق عكاظ.



ويلتقي الزائر بعكاظ من يرتدي البردة وآخر يرتدي العمامة وثالث بزي حارس ورابع بزي فارس، حيث تتشكل الأزياء وتتنوع "مكاييج" الممثلين ليوحي للزائر لقائه بشخصيات سمع وقرأ عنها قبل آلاف السنين، كما لن تقتصر معايشة عكاظ على 450 ممثل في جنبات عكاظ، فهناك 35 خيالاً يجوبون سوق عكاظ على ظهور خيولهم وبزي الفرسان، وقوافل الإبل تسير في عكاظ لتحكي حكايات تجارة مضت منذ عقود طويلة يركبها 45 هجاناً يجولون في السوق على مدار اليوم.



ويستمتع زائر عكاظ إلى جانب محاكاة هذه العصور من ممثلين يرتدون أزياء تمثل ذلك الزمان، بمعايشة حكايات عديدة عبر مسرحيات تقدم على جادة عكاظ حيث يلتقي الفرزدق وجرير ومشاهدة مجلس عبد الملك بن مران، والتقاط الصور لفرسان العرب الذين يتبارزون في الميدان، والتقاء حماة السوق الذين يتجولون بطرقاته، والاستمتاع بسماع قصائد الفصحى والخطب المتنوعة، وقراءة القصائد بداية من المعلقات، وخطوط الأبيات لفطاحلة العرب على الصخور.



كما أن سوق عكاظ لم يكن فقط منتدى للشعر والشعراء وتحدي الفرسان فقد كان ساحة للتجارة والبيع والشراء والذي يقصده العرب لذلك وسوق عكاظ اليوم لم يغفل ذلك فسيعيش الزائر هذه الحقبة بأشكال مختلفة وبحضارة العرب والسعوديين، حيث يشارك عدد كبير من الحرفيين والحرفيات على جنبات السوق يقدمون حرفهم التي كانت مصدر العيش في حقبة مضت من زمناً سابق، هذا ينحت الحجر وذلك يرسم الخشب وتلك تخيط القماش وهذه تنسج السجاد وتلك تخبز الخبز، ويشارك عدد من حرفيي بلاد إسلامية متنوعة بالسوق، وسيرى مزادات تعلو بها أصوات المشترين.



ولا تتوقف الثقافة التي تملأ عين الزائر في سوق عكاظ عند حدود معينة حيث مشاهدة الخط العربي بأشكال الخطوط المتنوعة وفنه المميز، ورسم اللوحات باللون الزيتي والقلم الرصاص، مما يجعل الثقافات تختلط بعكاظ بين الأمس واليوم عند مشاهدة فن التصوير الفوتوغرافي لملامح السعودية الجميلة التي تعرض بطرقات عكاظ، والعروض ثلاثية الأبعاد التي تقدم على 90 متراً، والإطلاع على لوحة أرضية فنية تفوق مساحتها الـ 180 متراً، وحضور الأمسيات الثقافية المتنوعة.



ويطلع الزائر لعكاظ على إرث سعودي وحاضر مشرق للمملكة في معارض مختلفة ومشاهدة جملة من العروض المتنوعة للفرق الشعبية من شمال المملكة وحتى جنوبها، ومن شرقها حتى غربها والاستمتاع بمتابعة عروض القوات المسلحة والتعرف على عدد كبير من الجهات والوزارات المشاركة في السوق عبر نسخته هذا العام.

[ام نايلة المزيدي]

الطائف (واس) : خصص سوق عكاظ في نسخته الحادية عشرة الحالية، مسابقة للأطفال تحت مسمى "خطيب أطفال عكاظ" كتظاهرة ثقافية وطنية لتحقيق التواصل بين أطفال المملكة المتمكنين في الخطابة باللغة العربية الفصحى، ويكون محتواها فقط عن كل ما يتعلق بسوق عكاظ سواء في مجال الآداب أو الفنون الإنسانية.



وتنظم المسابقة من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتقيّم من قبل لجنة من الخبراء في مجال الخطابة من داخل المملكة وخارجها، وفقاً لثلاثة جوانب أساسية في هذه المسابقة وهي: جانب الشخصية للمشارك "هيئة الخطيب" وهي مدى عناية المتسابق بلباسه التراثي بما يتناسب مع العرف والتقاليد بمنطقته و"الشجاعة الأدبية" وهي قدرة المتسابق النفسية على الوقوف ومواجهة الجمهور وانطلاقته في الحديث وعدم ارتباكه أو تردده و"الارتجال" وهو تمكن المتسابق من إلقاء "الخطبة / الكلمة" شفوياً دون الرجوع لأوراق مكتوبة، وتقدر له الدرجات الملائمة في حال استخدامه بطاقات لعناصر "الخطبة / الكلمة" دون الاعتماد عليها كلياً.

كما تراعي المسابقة "النظر للجمهور، ونبرة الصوت" وتعني عدم تركيز المتسابق بالنظر في الأوراق المكتوبة وحسن تبادل النظر للجمهور المستمع "للخطبة / الكلمة" والعناية بالتوازن بين الفكرة المطروحة من المتسابق ونبرة الصوت الملائمة لها و"مدى التأثير" وهي غاية "الخطبة / الكلمة" للمتسابق والتي تتمثل بالانطباع الشعوري الإيجابي الذي تتركه "الخطبة / الكلمة" في نفوس المستمعين.



ويمثل جانب المضمون في مسابقة خطيب أطفال عكاظ في حسن اختيار موضوع "الخطبة / الكلمة" بحيث يكون موضوع "الخطبة / الكلمة" ملائماً للمستمعين مراعياً الزمان والمكان و"استيفاء الفكرة" وهو إلمام المتسابق بفكرة موضوع "الخطبة / الكلمة" بصورة لا يعتريها نقص يخل بتحقيق الهدف منها و"الترتيب المنطقي" وهو تداول المتسابق لأفكار "الخطبة / الكلمة" بطريقة منتظمة ومتدرجة، فلا تسبق فكرة أختها فتضرب الأفكار لدى المتلقي و"المادة العلمية" وهي توفر "الخطبة / الكلمة" التي يقدمها المتسابق من الأدلة التاريخية والتراثية والثقافية والقصصية الواقعية وغيرها.

ويأتي جانب الشكل في المسابقة ليرسخ "البناء الفني" وهو احتواء "الخطبة / الكلمة" للمتسابق على مقدمة جذابة وعرض متكامل متوازن وخاتمة حسنة تلخص أهدف وعناصر "الخطبة / الكلمة" وحسن الترابط بينها و"الطول" وهو القدر الذي تقسمه أركان بناء "الخطبة / الكلمة" للمتسابق فلا تطغى مثلاً المقدمة على العرض ولا تغفل الخاتمة و"انتقاء الألفاظ، وصياغة التراكيب" وهي العناية بانتقاء المتسابق للألفاظ والتراكيب من حيث فصاحتها ودلالاتها على المعنى المراد في خطبته و"الجمال الفني" وتشمل الجماليات الأسلوبية والصور البيانية في "الخطبة / الكلمة" للمتسابق.



وحددت المسابقة جملة من المعايير والضوابط في المشاركة وهي: أن تكون "الخطبة / الكلمة" المقدمة من المتسابق باللغة العربية الفصحى، وتتيح المشاركة للأطفال السعوديين والمقيمين، على ألا يتجاوز عمر المتسابق عن 15 عاماً ولا يقل عن 7 أعوام، ويتم إلقاء "الخطبة / الكلمة" ضمن مواقع جماعية مخصصة في سوق عكاظ بشكل حي أمام الجمهور الزائر، وألا تتجاوز مدة "الخطبة / الكلمة" 10 عشر دقائق، بشرط استيفاء عناصرها على أن يتم تسجيل المترشحين للمشاركة في المسابقة من خلال الاستمارة الخاصة بها المتوفرة على الرابط "نموذج الاستمارة" لأن المشاركات التي تتم مباشرة عبر الشبكة هي فقط التي ستتأهل للدخول في الجائزة.

وتستبعد المسابقة مشاركة المترشح الذي لم يقم بتعبئة استمارة المشاركة بشكل صحيح، أو في حال وجود بيانات ناقصة مثل أرقام الهواتف، أو عدم تحديد الخطبة أو الكلمة التي سيشارك فيها، ولأمانة سوق عكاظ حق غير حصري ودائم لاستخدام الخطب أو الكلمات المقدمة من المشاركين في المسابقة بأي وسيلة إعلامية وإعلانية معروفة الآن أو تعرف فيما بعد، سواء في منشورات ومواقع سوق عكاظ أو الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مع تسليط الضوء على المشاركات أو الفائزين في المسابقة في أي وسيلة تواصل اجتماعي، وصفحات الإنترنت، مع المحافظة على حقوق وهوية المشاركين.



وتقوم لجنة مختصة بتحكيم "الخطب / الكلمات" في المسابقة وفق معايير محددة وتعد قراراتها نهائية وغير قابلة للطعن، وتحفظ أمانة سوق عكاظ حقوق "الخطب / الكلمات" لأصحابها، وتستبعد مشاركة أي مشارك بالمسابقة لا تستوفي "الخطبة / الكلمة" الشروط المذكورة، أو تكون دون المستوى الفني المطلوب لا تحترم العادات والتقاليد والنظم والسلوكيات المجتمعية ملزمة المسابقة المشاركين بتأكيد المشاركة 30 يوماً على الأقل قبل موعد تنظيم المسابقة.

وتشمل جوائز مسابقة خطيب أطفال عكاظ " 15 متسابقاً في مجال الخطابة باللغة العربية الفصحى، وتسليم جميع المشاركين في المسابقة شواهد وتذكارات المسابقة في حين يمنح الفائزين الستة في المراكز من "1-6" جوائز نقدية بحيث يحصل الفائز الأول على 50,000 ألف ريال والفائز الثاني على 40,000 ألف ريال والفائز الثالث على 30,000 ألف ريال والفائز الرابع على 20,000 ألف ريال والفائز الخامس على 15,000 ألف ريال والفائز السادس على 10,000 ألف ريال، ويمنح الفائزين الأربعة في المراكز من "7- 10" جائزة نقدية مقدارها 5,000 ألف ريال.



ويتم التقديم للمشاركة في المسابقة من خلال الاستمارة الخاصة بالمسابقة المتوفرة على الرابط "نموذج الاستمارة"، ويجب ملئ استمارة المشاركة كاملاً وفي حال وجود أي نقص أو معلومات غير دقيقة فقد تعرض المشاركة للاستبعاد دون إشعار المشارك، ويتم الإعلان عن نتائج مسابقة خطيب أطفال عكاظ فور انتهاء لجنة التحكيم وذلك بصياغة المحضر النهائي للنتائج والتي يعلن عنها رسميا خلال حفل اختتام فعاليات سوق عكاظ أمام الحضور لتوزيع الجوائز.

[ام نايلة المزيدي]

الطائف (واس) : انطلقت مساء اليوم السبت فعاليات مسابقة الفنون الشعبية بسوق عكاظ في دورته الـ 11 بعرض قدمه أشبال بني يوسف للون الزير، حيث تميز اشبال الفرقة بما قدموه من تناغم جميل وأداء حي لهذا الفن وسط اعجاب الجمهور المتواجد بمسرح عكاظ الرئيسي.



وقدمت فرقة نجران مشاركتها الأولى في دورات سوق عكاظ ،حيث تميز أعضاء الفرقة بلون حي المرافع والطبول وسط إعجاب الجمهور المتواجد.

وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف ‏رئيس لجنة الفنون بسوق عكاظ فيصل الخديدي أن مشاركة الأطفال في هذه المسابقة نقلة نوعية تضفي مزيداً من المتعة للجمهور المتواجد، مثمناً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هذه المبادرة في جذب الأطفال لموروث الأباء والاجداد، مبدياً استعداد جمعية الثقافة والفنون لدعم هذه المبادرة لما لها من أثر في دعم أجيال المستقبل.

ومن المقرر أن تتواصل الفنون الشعبية ليوم غد بلونين الأول تقدمه أشبال الموروث من هذيل، والآخر تقدمه صفوف السوطه.