اولا أرحب بالدكتور محمد الحتان
وأشكره على الموضوع القيم .
وميزة هؤلاء الناس أنهم يفكرون بصوت عال ، وهذا مما يعطي انطباعا لدينا بأن هواجس مثقفيهم وكتَّابهم هي ذاتها هواجس صانعي القرار عندهم ، وهذا ليس صحيحا حيث أن أمور الأمن القومي مدروسة عندهم بعناية فائقة .
لذا فانا أعتبر أن أمر السلاح النووي الإيراني وكيفية التعامل معه هي مسألة قد حسموا أمرها وماهي إلا مسألة وقت ، فالأمن القومي عندهم ليس لعبة ، كل ما في الأمر أنهم يهيأون الملعب قبل اللعب ، ويضغطون على خيارات الآخر حتى لايتبنى خيارا متهورا فيقللوا بذلك من خسائر محتملة ، أما أن تقدر إيران على أمريكا فهذا محال عسكريا
كما أن تسليم أمريكا لإيران بضغط الأمر الواقع بحق امتلاك سلاح نووي فهذا وإن لم يكن محالا فهو مستبعد لأجل عيون اسرائيل .
لقد أخَّرت أمريكا الضربة لظني أنها في بداية غزوها لم ترغب في أن تخسر شيعة العراق بجانب خسرانها للعرب السنة .. ولكن الآن لم تعد بحاجة لمثل هذه الورقة مثل حالها في بدء الغزو .. المشكلة التي تواجه أمريكا هي وجودها في العراق ذي الجمهور الشيعي الكبير في أثناء غزوها وضربها لإيران ، فساعتها ستواجه بعمليات من الشيعة والسنة المتشاكسين ولن يبقى لها إلا الأكراد ، وهذا يعني تدهور الحالة الأمنية في كل العراق عدا الشمال .. وأعتقد أن هذا هو ما يدرس بجدية : كيف نضرب إيران بدون أن يؤثر هذا على وجودنا في العراق تأثيرا مهددا .
وشكرا لك أستاذنا الدكتور محمد بن سعد الحتان مجددا
مواقع النشر