عمان - رويترز : قال نشطاء إن زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب زار بلدتين خاضعتين لسيطرة مقاتلي المعارضة في شمال سوريا للمرة الأولى يوم الأحد في الوقت الذي سيطر فيه المقاتلون على موقع تابع لقوات الرئيس بشار الأسد على مشارف مدينة حلب الشمالية.
وأضاف النشطاء ان السيطرة على مدرسة الشرطة في خان العسل جاءت بعد أيام من القتال قتل فيها المعارضون 150 جنديا بينما تكبدوا خسائر بشرية كبيرة. وتستخدم قوات الأسد مدرسة الشرطة قاعدة للمدفعية لدعم القوات التي لا تزال تسيطر على نحو 40 بالمئة من المدينة الشمالية.
وفي محاولة لتعزيز هذه المكاسب الميدانية وتقوية العلاقات بين خصوم الأسد المقاتلين والمدنيين عبر الخطيب من تركيا إلى شمال سوريا وجاب بلدتي جرابلس ومنبج.
وكان الخطيب حضر في وقت سابق اجتماعا شارك فيه 220 من قادة المقاتلين المعارضين ونشطاء المعارضة في مدينة غازي عنتاب التركية لانتخاب مجلس محلي لمحافظة حلب التي يقطنها ستة ملايين نسمة.
والخطيب (52 عاما) هو واعظ سابق بالمسجد الأموي في دمشق اختيار في نوفمبر تشرين الثاني لرئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض للأسد. وحصل الخطيب الأسبوع الماضي على تعهدات متواضعة من وزراء دول عربية وغربية في روما بدعم مقاتلي المعارضة.
وقال الخطيب أيضا إنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلين لحكومة الأسد للمساعدة على إيجاد حل سياسي للصراع الذي اندلع قبل عامين تقريبا وتحول إلى حرب أهلية مما أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن حكومته مستعدة للتحدث مع المقاتلين الذين يلقون سلاحهم ولكنه شدد على أنه لن يغادر البلاد ولن يتنحى تحت ضغط أجنبي.
وذكر الأسد وفقا للنص الذي نشرته وسائل إعلام رسمية "نحن مستعدون للتفاوض مع أي أحد بما في ذلك المسلحين الذين يسلمون سلاحهم."
ولكنه أضاف أنه لن تكون هناك محادثات مع "إرهابيين مصرين على حمل السلاح."
وتابع "يجب أن نكون واضحين في هذا الصدد. لدينا معارضة ممثلة في كيانات سياسية ولدينا إرهابيون مسلحون. يمكن أن نخوض حوارا مع المعارضة ولكن لا يمكننا أن نتحاور مع إرهابيين. نحن نحارب الإرهابيين."
ويقول ائتلاف الخطيب إن أي محادثات يجب أن تركز على رحيل الأسد - وهو هدف الانتفاضة المستمرة منذ 23 شهرا - بينما طرح زعماء المعارضة المسلحة شروطا أكثر صرامة مشددين على رحيله قبل بدء أي محادثات.
غير أن الأسد الذي ورث السلطة عن أبيه في عام 2000 قال إنه لن يذهب إلى أي مكان.
وقال الرئيس السوري للصحيفة البريطانية "لن يفكر أي شخص وطني في العيش خارج بلاده. وأنا مثل أي سوري وطني آخر."
وفي رد على دعوات بعض الحكومات الغربية والعربية برحيله قال الأسد "الشعب السوري وحده هو الذي يمكنه أن يقول للرئيس ابق أو ارحل.. تعال أو اذهب."
ويقول نشطاء من المعارضة إن السيطرة على قاعدة خان العسل الواقعة على مسافة سبعة كيلومترات جنوب غربي حلب تعطي دفعة للقيادة العسكرية المشتركة للمعارضة التي شكلت العام الماضي بدعم غربي وعربي في مسعى لمواجهة القوة العسكرية المتزايدة لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
معاذ الخطيب (الى اليسار) في روما يوم الخميس. تصوير: ريمو كاسيلي - رويترز
وقال النشط أبو مجاهد لرويترز من المنطقة إن ذلك نصر محلي الصنع حققه عدد كبير من كتائب المنطقة الريفية الغربية في حلب ويظهر عدم الحاجة إلى اسم أجنبي من أجل تحقيق النصر.
وأضاف أن الكتائب التي سيطرت على الموقع معظمها إسلامية ولكنها لا تنتهج نهج القاعدة مشيرا إلى أن المدرسة التابعة للجيش عند الطرف الغربي للمدينة هي آخر الحواجز الكبرى التي تفصل بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد داخل حلب.
وأظهرت لقطات مصورة العقيد عبد الباسط الطويل من القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وهو يتلو بيانا يعلن فيه السيطرة على الموقع بين مجموعة من قادة الكتائب والألوية المختلفة.
وقال الطويل "تؤكد هذه القوى الشريفة بأنها ستتابع قتالها حتى إسقاط شرذمة الأسد وبأنها ستضرب بيد من حديد كل أعداء الثورة المباركة."
وأشارت مصادر من المعارضة إلى أن مدرسة الشرطة المحاطة بالأسوار تحولت إلى ثكنة للجيش توفر منها المدفعية وقاذفات الصواريخ غطاء لقوات الأسد.
وأظهر تسجيل مصور دبابة يقودها مقاتلو المعارضة وهي تطلق النار على القاعدة قبل الاستيلاء عليها. وفي لقطات مصورة أخرى ظهر بعض المقاتلين وهم يجوبون الموقع بعد سقوطه في أيديهم ويطأون بأقدامهم صورة كبيرة للأسد.
وفي شرق البلاد قالت مصادر عسكرية عراقية إن العراق أغلق منفذا حدوديا مع سوريا يوم الأحد بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على الجانب السوري من النقطة الحدودية قرب بلدة اليعربية السورية.
وقالت الشرطة "السلطات العراقية أصدرت أمرا بغلق منفذ ربيعة الحدودي حتى إشعار آخر وذلك بسبب فقدان سيطرة الحكومة السورية على الجانب الآخر من المعبر."
وقالت مصادر عسكرية إن المعبر الحدودي مغلق الآن بجدران خرسانية وإنه تم إجلاء الموظفين رغم أن الهدوء يسود جانبي الحدود وليس هناك مؤشر على وجود القوات السورية أو قوات الجيش السوري الحر على الجهة الأخرى من الحدود.
وفي عمان قالت شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية إنها أوقفت تحليق طائراتها فوق المجال الجوي السوري لأسباب أمنية.
وأوقفت الشركة رحلاتها المعتادة إلى دمشق العام الماضي مثل بعض الشركات الأخرى.
مواقع النشر