الجزيرة - وكالات : قال مراسل الجزيرة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق خلال دراسة الهدنة على إرجاء البحث في العملية البرية 24 ساعة تلبية لطلب مصري وأميركي. جاء ذلك بعد أن حدد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل شروطا لقبول التهدئة مع إسرائيل.


المؤتمر الصحفي لخالد مشعل في نقابة الصحفيين المصريين

وجاء مواقفة نتنياهو خلال رئاسته الحكومة الأمنية المصغرة التي اجتمعت مساء الاثنين لبحث اقتراح مصري لهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن إسرائيل تريد الالتزام بهدنة من 24 إلى 48 ساعة لكي يتمكن الطرفان من الاتفاق على بنود وقف إطلاق النار.

فقد حدد مشعل خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة شروطا لقبول التهدئة مع إسرائيل مع دخول الحملة الإسرائيلية على غزة يومها السادس، وسط حديث لرئيس وزراء مصر هشام قنديل عن هدنة قريبة واستمرار التضامن العربي والإسلامي مع القطاع.

وقال مشعل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هو الذي طلب التهدئة من الولايات المتحدة وأوروبا ومصر". لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول بالحكومة الإسرائيلية قوله إن تصريحات حماس تفتقر إلى الدقة مثل ادعائها بإسقاط طائرة مقاتلة من طراز أف 15 وهجومها على الكنيست.

وأكد مشعل أن المقاومة على الأرض وأهل غزة يطالبون بلجم اسرائيل ووقف اعتداءاتها ورفع الحصار. وقال "إن المقاومة لا تريد التصعيد لكن الذي بدأ إطلاق النار عليه أن يوقفها لكن بشروطنا ومطالبنا".

وبعد تشديده على أن غزة "ليست الحلقة الأضعف وإن بدت كذلك" قال إن "التهدئة لا بد منها وهناك مطالب محددة منها وقف البلطجة الإسرائيلية ورفع الحصار عن غزة". لكنه أشار أيضا في موضع آخر إلى أن "كل الاحتمالات مفتوحة والعدو لا يراهن عليه".

وقال مشعل إن العدوان الإسرائيلي على غزة فشل في تحقيق أهدافه وعلى رأسها القضاء على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية وتدمير صواريخها. وأضاف أن الحرب أظهرت أن المقاومة تملك المبادرة وأن إرادتها تحقق التوازن مع القوة الإسرائيلية.

وفي رام الله، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم بسرعة التوصل لاتفاق تهدئة بقطاع غزة يضمن "وقف شلال الدماء" فيه.


قنديل متفائل بقرب تحقيق التهدئة (الأوروبية)

وجدد عباس -لدى استقباله مبعوث اللجنة الرباعية لعملية سلام الشرق الأوسط توني بلير- ضرورة وقف "العدوان" الإسرائيلي على غزة، وتحقيق تهدئة شاملة ومتبادلة "توقف شلال الدم النازف" بالقطاع.

هشام قنديل
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء المصري اليوم إن جهود بلاده للتفاوض بشأن تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين بقطاع غزة مستمرة وإن التوصل لاتفاق بهذا الصدد قد يكون قريبا.

وقال هشام قنديل بمقابلة في إطار "قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط" إن المفاوضات مستمرة حاليا "وآمل في أن نتوصل قريبا لشيء يوقف هذا العنف والعنف المضاد"، وأعرب عن اعتقاده بقرب تحقيق ذلك لكنه قال إن "طبيعة هذا النوع من المفاوضات تجعل التكهن بنتيجتها صعبا جدا".

يُذكر أن موفدا إسرائيليا حضر إلى القاهرة أمس الأول ثم غادرها حاملا معه اشتراطات المقاومة وفق ما أفاد مراسل الجزيرة بالقاهرة. جاء ذلك بالتزامن مع اجتماعات عقدها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح بمقر المخابرات المصرية.

بالمقابل رفض مصدر مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية التعليق على نبأ وجود موفد لنتنياهو بالقاهرة. لكنه قال لوكالة رويترز إن إسرائيل مستعدة واتخذت خطوات وهي جاهزة للهجوم البري للتعامل مع الآلة العسكرية لحركة حماس.

وقال المسؤول "نفضل الحلول الدبلوماسية التي تضمن السلام لسكان إسرائيل في الجنوب. إذا تحقق ذلك لن يكون ثمة داع للهجوم البري. أما إذا فشلت الدبلوماسية فلا بديل عن إرسال القوات البرية".

تحركات
في هذه الأثناء تواصلت التحركات السياسية في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني بقطاع غزة حيث قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الوزير محمد كامل عمرو سيترأس غدا وفدا مصريا إلى القطاع إلى جانب وفد من وزراء الخارجية العرب الذي سيرأسه أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

وصدر إعلان مماثل عن المتحدث باسم الخارجية التركية حيث قال إن الوزير أحمد داود أوغلو سيزور غزة الثلاثاء، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

في السياق تفقد وفد مصري يضم 59 شخصية، ويترأسه رئيس مجلس الشعب المنحل سعد الكتاتني، مجمع الشفاء الطبي في غزة ومقر المجلس التشريعي ومقر حكومة حماس المقالة الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية أمس الأول السبت.


أشتون طالبت بحل سياسي للأزمة (الفرنسية)

وقال الكتاتني في مؤتمر صحفي بمستشفى الشفاء إن مصر "ترفض رسالة الترهيب الإسرائيلية باستهداف مقر مجلس الوزراء في غزة بعد يوم من زيارته من قبل رئيس الوزراء المصري هشام قنديل".

وفي الرياض، دعت السعودية مجلس الأمن الدولي إلى "إجبار إسرائيل" على وقف الاعتداءات على الفلسطينيين المحاصرين في غزة. وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في بيان إن "مجلس الوزراء، نوه بالقرارات الصادرة عن اجتماع مجلس الجامعة العربية غير العادي لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة".

ردود دولية
وفي إطار المواقف الدولية، طالبت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بحل سياسي دائم للأزمة في قطاع غزة.

وقالت اليوم على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل إنها تشعر "بقلق شديد إزاء الخسائر في الأرواح البشرية". وأضافت "لكني أقول دائما منذ فترة طويلة إنه يتعين علينا إيجاد حل سياسي دائم" لقطاع غزة. واعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله وقف الهجمات بالصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل "مسألة محورية" في التوصل لهدنة محتملة.

وفي العاصمة الصينية بكين أعرب المتحدث باسم الخارجية عن قلق بلاده من الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة "بوتيرة عالية على غزة", وعبر عن دعمه لجهود مصر والدول الأخرى "لتهدئة الوضع الراهن".