الدوحة - رويترز : بدأ زعيم الائتلاف السوري المعارض الجديد الذي تشكل بعد جهود مضنية تحت ضغط عربي وغربي يسعى يوم الاثنين لنيل اعتراف دولي ومساندة أوسع للنضال من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد والسيطرة على البلاد.
وتوجه رجل الدين الإصلاحي معاذ الخطيب إلى القاهرة لطلب دعم جامعة الدول العربية للائتلاف الجديد الذي انتخبه بالإجماع رئيسا له يوم الأحد.
وقال في مؤتمر صحفي إن الخطوة الأولى نحو الاعتراف ستكون في الجامعة العربية. وسيسعى الائتلاف بعد ذلك إلى الحصول على التأييد من الدول العربية والغربية المعارضة للأسد فيما يعرف بمجموعة "أصدقاء سوريا" ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا الخطيب الذي كان إمام المسجد الأموي في دمشق جنود الجيش النظامي الى تركه وكل الطوائف الدينية إلى الوحدة.
وقال للصحفيين "اننا نطالب بالحرية لكل سني وعلوي واسماعيلي ومسيحي ودرزي وسرياني وبحق كل مكونات شعبنا المتآلف."
ولقي الاتئلاف الوطني السوري الجديد لقوى المعارضة والثورة الذي انتخب الخطيب زعيما له تأييدا من دول مجلس التعاون الخليجي بوصفه "الممثل الشرعي للشعب السوري."
ووعدت واشنطن أيضا بمساندة الائتلاف الجديد "مع سعيها لرسم مسار جديد نحو نهاية الحكم الدموي للأسد وبدء مستقبل يعمه السلم والعدل والديمقراطية."
قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه أطلق قذائف دبابات على سوريا يوم الاثنين ووجه "ضربات مباشرة" ردا على سقوط قذيفة مورتر سورية على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وحلقت طائرات حربية سورية فوق الحدود التركية يوم الاثنين وقصفت بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية على بعد أمتار من الحدود مما دفع عشرات المدنيين الى الفرار لتركيا ايثارا للسلامة.
وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة سورية معارضة ان 16 شخصا قتلوا في الغارات الجوية بينما اشارت تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إلى أن عدد القتلى يصل الى نحو 12 من بينهم سبعة مقاتلين إسلاميين.
واجتمع الخطيب مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. ومن المقرر ان ينضم إليهم وزراء خارجية أوروبيون يوم الثلاثاء.
وقال دبلوماسي عربي طلب ألا ينشر اسمه "اهم شيء يمكن ان يسفر عن اجتماع (الاثنين) هو شكل من الاعتراف بالمجلس السوري الجديد الذي أنشيء في الدوحة."
وقال مسؤول في الجامعة إن اي اعتراف بالمعارضة سيتجنب على الأرجح وصفها بانها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري لان بعض الدول العربية مازالت ترفض نبذ الأسد.
وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه "بعض الدول العربية مثل العراق ولبنان لا تساند الانتفاضة السورية مساندة كاملة."
وحثت روسيا التي تعتبر معارضي الأسد أتباعا للغرب الائتلاف الجديد على التفاوض مع دمشق ورفض التدخل الخارجي.
وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستظل على اتصال مع الحكومة السورية و"القوى المعارضة بكل أطيافها" وتشجيعها على اتباع نهج بناء.
وفي بكين التي حالت مع موسكو دون قيام مجلس الامن الدولي بأي اجراء بشأن سوريا لم يرد هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت الصين تعترف بالائتلاف الجديد ودعا بدلا من ذلك كل الأطراف إلى بدء "عملية تحول سياسي يوجهها الشعب السوري".
وهاجمت مقاتلات وطائرات هليكوبتر سورية بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وسقطت بعض قنابلها على بعد أمتار من الحدود التركية ودفع القصف عشرات المدنيين إلى الفرار إلى تركيا.
وقال مراسل لرويترز على الحدود إن طائرة حربية طارت فوق الحدود مباشرة وبدا في نقطة ما أنها دخلت المجال الجوي التركي في الوقت الذي تسببت فيه القنابل في تصاعد أعمدة من الدخان الأسود.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا من بينهم سبعة مقاتلين إسلاميين لاقوا حتفهم في الغارات الجوية على رأس العين التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة يوم الخميس خلال تقدمهم إلى شمال شرق البلاد الذي يسكنه عرب وأكراد.
وقال المرصد إن 140 شخصا قتلوا في سوريا يوم الأحد. وقالت جماعة معارضة أخرى إن عدد القتلى 16. وقتل أكثر من 38 ألف شخص منذ مارس اذار العام الماضي.
وتشاورت تركيا مع أعضاء حلف شمال الأطلسي بشأن إمكان نشر صواريخ باتريوت للدفاع الجوي لردع القوات الجوية السورية.
وقد تكون مثل هذه الخطوة تمهيدا لفرض منطقة حظر للطيران في سوريا برغم أن القوى الغربية لم تبد حماسا لمثل هذه الخطوة.
وقال المعارض السوري البارز رياض سيف الذي اقترح تشكيل الكيان المعارض الجديد إنه لا حاجة لمثل هذا التدخل العسكري.
وأضاف "سنحمي نفسنا بامتلاكنا أسلحة متطورة ونشر شبكات صواريخ دفاعية" مستشهدا بما قال انه وعد من "أصدقاء سوريا" بتوفير "السبل" اللازمة لمواجهة القصف والغارات الجوية التي تشنها قوات الأسد.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن إن الحلف سيقوم "بما يلزم للدفاع عن تركيا" دون أن يشير إلى الصواريخ باتريوت بشكل محدد.
وأضاف متحدثا في براج "لدينا كل الخطط جاهزة لضمان أن يكون بمقدورنا حماية تركيا والدفاع عنها ونأمل أن يكون ذلك رادعا أيضا حتى لا تتعرض تركيا لهجمات."
ورحب راسموسن بالائتلاف الجديد الذي شكل بعد سجال استمر أياما في قطر خلال اجتماع ضم معارضين وساسة ومقاتلين وأقليات عرقية ودينية.
مواقع النشر