محمد العشرى (ضوء) : بعد أن حاصرت السيول عددا من القرى في وادي اللحجة وقرى السبلة وقرى سريان، التي سببت الأمطار الغزيرة في عزلها، بعد قطع الطرق وصعوبة الوصول لها،بدأت اللجنة الفرعية لأعمال الإغاثة أعمالها، أمس،وانطلقت طائرة محملة بالمواد الغذائية والدوائية والخيام إلى المواقع المتضررة، ضمن ثلاث رحلات، لإغاثة نحو مائة أسرة متضررة.

126361.jpeg

وأوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير اللواء عبدالواحد الثبيتي أن الفرق أغاثت مائة أسرة، انقطعت بهم الطرق، وقدمت لهم الإسعافات الأولية والأدوية الضرورية، إضافة إلى المواد الغذائية والخيام، مبينا أن عمليات الإغاثة ستستمر اليوم.

وقال الثبيتي إن الوضع في محافظة بيشة مطمئن، مع وجود ثلاث قرى معزولة، قطعت بسبب السيول، وتم تزويد ساكنيها بالمواد الضرورية، مبينا أنه في طريقه للمحافظة للوقوف بنفسه على عمليات الإغاثة والأضرار. وذكر أن البحث لا يزال جاريا عن مفقود جرفه السيل منذ السبت الماضي، حيث إن الأودية لم يخف جريانها بسبب الأمطار المتواصلة.

مرافقت صحيفة ضوء الطائرة في إحدى رحلاتها


وقال نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني المقدم أحمد عسيري إن اللجان الفرعية باشرت منذ فجر أمس أعمال الإغاثة في عدد من القرى في وادي اللحجة والسيلة وسريان، موضحا أن عمليات الإغاثة ستستمر اليوم، موضحا أن الفرق الصحية حضرت في موقع القرى بعد إنزالهم عبر الطيران الأمني، وقدموا الإسعافات الأولية والأدوية لمرضى السكر والضغط.

وهطلت أمس أمطار غزيرة على مركز بللسمر التابع لمنطقة عسير، ولقي شخص مصرعه، فيما أنقذ آخر بعد ان جرفهم سيل في وادي خارف، بحسب نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير المقدم أحمد عسيري، مضيفا أنه تم دعم الموقف بعدد من ضباط وأفراد الدفاع المدني والآليات.

من جهة أخرى، عزلت السيول سكان عشرات القرى في محافظة بيشة، أمس، ورفع منسوب بحيرة سد الملك فهد لأكثر من 21 متراً وحذر الدفاع المدني من سيل آخر قادم من أعلى وادي بيشة والمنصبة. وباشرت طائرة الإنقاذ العديد من حالات نقل المرضى والمحتجزين وإيصال الأغذية لهم حيث تم إجلاء 12 شخصاً في ترج وثمانية في وادي بيشة. وتم إيصال 300 سلة غذائية لأهالي قريتي النجد والرس المحتجزين ومثلها لسكان ترج والقوباء. وذكر شيخ قبيلة بني قشير بن شهر هاجد الشهري أن سكان القرية عزلتهم السيول لأكثر من ثمانية أيام وحرمت الطلاب من الدراسة والموظفين من أبناء القرية من الوصول لأعمالهم.

وأوضح محافظ بيشة محمد المتحمي أنه تم تشكيل ثلاث فرق عمل في كل من القوباء وترج والنجد والرس توصل الأغذية للمعزولين، وعن معاناة المواطنين مع غياب الجسور عن قراهم أكد أنه سيتم فتح مظاريف مشروع جسر آل الرومي على وادي ترج في الشهر المقبل.



يذكر أن أعمال الدفاع المدني في أودية بيشة يشارك فيها أكثر من 420 ضابطا وفردا من بيشة وعسير ومكة المكرمة، وأن أعطال الاتصالات والكهرباء لا تزال مستمرة، إضافة إلى انقطاع الاتصالات في قطاع ترج والقوباء، في حين انقطعت خدمة الهاتف الثابت والهوائي عن عدد كبير من قرى وأحياء بيشة.

سيول تخرب المنازل
كبّدت سيول جارفة خلّفتها أمطار غزيرة على محافظة بيشة في منطقة عسير أول من أمس المواطنين خسائر على مستويات عدة، فمن تخريبها للبيوت والأراضي، إلى احتجاز شابين أحدهما مفقود، وسبعة عمال، إضافة إلى تعطيل الأعمال، وغياب الطلاب عن مدارسهم.

وفي حين أشار عدد من المواطنين إلى أن مبانيهم تضررت في مخطط جنوب المدينة الجديد الذي انعدم فيه تصريف السيول، وشكا آخرون سوء توزيع المخططات الحكومية في جنوب المدينة التي غرقت في مياه الشعاب والأودية، علق عدد منهم لوحات البيع على أراضيهم بأقل الأسعار لعدم جدواها في المستقبل، بعد أن طغت عليها مياه السيول التي لم يشهدوها منذ 30 سنة، وأوضح المواطن سلطان الشهراني أنه فقد بيته ومنزله الذي بلغت كلفته أكثر من مليون ريال، مشيراً إلى أن البلدية لم تحضر حتى لشفط المياه التي دهمت منازلهم.

وكانت السيول التي لم تشهدها المحافظة منذ أكثر من عشر سنوات طاولت قرى عدة، احتجزت شابين في سيارة، لم تفلح محاولات رجال الدفاع المدني وبعض المتطوعين بمساندة من البلدية بواسطة معدات حديثة في انتشالهما من فوق سطح السيارة، لتجرفهما مياه السيول، حتى تمكن أحدهما من إمساك خرطوم مياه بلاستيكي ممتد من إحدى المزارع، ثم خرج للمنطقة الجافة وهو حزين على زميله، الذي لا يزال البحث جارياً عنه، وقال والده عبدالرحمن القرني: «اللهم عجل بالفرج لابني سعد، وثبتنا بالصبر يا رحمن».

كما تمكن فريق الإنقاذ بواسطة الطائرة العمودية من إنقاذ 7 عمال في وادي بيشة، فيما توقفت الدراسة اضطرارياً في بعض القرى، وشهدت غياباً كاملاً للطلاب والطالبات.



وفيما رفض رئيس بلدية بيشة التصريح، أوضح أمين أمانة منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، أن هناك مخططات عشوائية تسببت في إعاقة العمل التنموي، وأنها ستواجه الغرق وقال: «لا نستطيع أن نقوم بمشاريع تصريف وأعمال خدمات طالما أنها خالفت القانون، أما بشأن المخططات الحكومية السابقة في جنوب المدينة، فنحن نقر بأن هناك أخطاء ومشكلات في عملية التخطيط قبل إيجاد الخدمات وتصريف تلك المخططات».

وأضاف: «هناك فريق عمل يعمل على درس الأخطاء، وسنحاول إعادة النظر في أمر المخططات في جنوب المدينة حتى لو بتعويض بعض المواطنين وإخراجهم من أراضيهم ومساكنهم وإعادة هيكلة وتنظيم تلك المخططات التي غرقت وستغرق في المستقبل»، مشيراً إلى أنه طالب إدارة الزراعة بعدم الموافقة على التخطيط في الأراضي الزراعية إلا بموافقة أمانة منطقة عسير، والعمل المشترك في سبيل تحقيق كل الخدمات. وحول سؤال توجهت به لمحافظ بيشة محمد المتحمي عن كيفية تعويض المتضررين، ومتابعة أوضاع المخططات الحكومية التي بدأت تغرق بسبب عدم وجود التصريف، ذكر أن إمارة منطقة عسير منعت المحافظين من التصريح للصحف إلا بعد الرجوع إليها. وفي الباحة، قال نائب المتحدث الإعلامي في المديرية العامة سيارة سقطت في حفرة. للدفاع المدني بمنطقة الباحة الرائد أحمد الشهري، إن الأمطار التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين تسببت في انهيارات صخرية، ما أدى إلى توقف حركة السير في بعض الطرقات، إضافة إلى فيضان السدود في محافظة قلوة.

وأضاف الشهري أن مركز القيادة والسيطرة وغرف العمليات التابعة لمديرية الدفاع المدني في الباحة استقبلت 2650 اتصالاً، معظمها كانت تبلغ عن حالات احتجاز لأشخاص ومركبات، إضافة إلى سقوط جدران منازل وأعمدة كهرباء ونفوق مواشٍ، مع تسجيل حوادث مرورية، مشيراً إلى أنه لم تسجل أية خسائر في الأرواح.

وذكر أن أعلى كمية للأمطار سجلت في محافظة بلجرشي بنحو 62 ملم، لافتاً إلى أن معظم سدود المنطقة امتلأت بالمياه، «ووصل منسوب الطاقة التخزينية للمياه بسد وادي ثراد إلى أكثر من 13 مليون متر مكعب».