العربية.نت - الرياض - خالد الشايع : توقع محللون أن تكون قمة مؤشر سوق الأسهم السعودية في الفترة القريبة ما بين 8000 و8150 نقطة، على أن تلحقها فترات تصحيح ثم عودة للصعود لأكثر من ذلك. وشددوا في تحليلاتهم على أن السوق السعودية مازالت مطمئنة وفي حدودها المنطقية حتى مع الارتفاع السريع لها، مقللين من أهمية تحذيرات رئيس الغرفة التجارية في جدة صالح كامل والتي وصفوها بأنها خاطئة، ولم تبن على أسس حقيقية.

436x328_13747_203426.jpg

اعتبروا تحذيرات صالح غير منطقية والمقارنة مع عام 2006 غير صحيحة

من جانبه أكد المحلل المالي وعضو جمعية المحاسبين السعوديين عبدالله البراك أن وضع السوق المالية السعودية مازال قويا، وأنها تسير في نفس منحنى الأسواق العالمية التصاعدي.

الأسعار العادلة
وقال عبدالله البراك في حديث له مع العربية.نت :

"من الصعب أن تحدد منطقة تقول إن السوق سيصل إليها، ولكن نتكلم عن القيم والأسعار العادلة والتي ستنعكس على المؤشر وتقوده للمنطقة العازلة، وهل سيصل لهذه المنطقة العازلة في بداية السنة أو آخرها مع تأكد نتائج الشركات"،

وتابع عبدالله البراك حديث مستدركا :

"لكن المنطقة العادلة للمؤشر والتي تعتبر معادلة للأسواق العالمية ستكون بين 8150 و8100 نقطة، ولكن كحركة سوق وكيف سيتجه، هذا هو السؤال، فبعض الأسواق تصعد بقوة وبعضها بهدوء، والصعود القوي الذي شاهدناه مؤخرا هو صعود سلبي وليس إيجابيا، صحيح أن السوق قبل فترة كانت فيها فرص أسعار جيدة، ولكن الآن هي ليست مميزة عن الأسواق الأخرى، وبات حالها كحال الأسواق الأخرى في المكررات التي تقف عند 11 و12 مكرر ونحن نتجاوزهم في المكرر".

وأضاف :

"عند مقارنة أداء (الداوجونز) بأداء السوق السعودية منذ بداية أكتوبر فسنجد هناك تشابها في الأداء، وكلاهما حقق صعودا بـ21%، بالمجمل الصعود هو موجة عالمية وليست موجة محلية، فحتى الناسداك حقق الـ21 %".

وشدد البراك على أن المصدر الأكبر للسيولة الحالية تأتي من الأفراد مقللا من أهمية دخول المستثمرين الأجانب في السوق كون هذا الأمر يحتاج لوقت طويل قبل إقراره فعلا.

ويقول :

"مصدر السيولة الآن واضح وهو يأتي من الأفراد، ولو لاحظنا عدد المحافظ التي طلبت أسهم عذيب في اليوم الأول لوجدنا الطلب جاء من 3000 محفظة لخمسين مليون سهم، وهذا ليس من رجال الأعمال، بل من صغار المستثمرين، فما بالك بشركة واحدة وضعوا طلبات بـ600 مليون ريال من صغار المستثمرين".

وتابع :

"الحقيقة هي أن من يدفع السوق هم صغار المستثمرين ويساعدهم كبار التجار، ولكن من يحرك السوق هو النفسية، فمتى ما تغيرت النفسيات فسيتغير أداء السوق، والآن تغيرت النفسيات والكل يقول إن السوق في طفرة وأنه سيستمر وهذا انعكس على السوق بدليل أن اكتتاب شركة مارينا طوكيو يتجاوز عدد المكتتبين فيها مليون و300 مكتتب، وتمت تغطيته 1000%، وهذا أمر لم نكن نراه في السنوات الماضية".

ويشكك البراك في أهمية دخول المستثمرين الأجانب للسوق المحلية بقوله :

"أشك في دخول السيولة الأجنبية في السوق، فهو مازال مجرد قرار وتصريحات، وحتى الآن لم يعتمد بشكل رسمي، وهو يحتاج لقرار من مجلس الوزراء، صحيح أن سوقنا من الأسواق الجيدة ولكن المحافظ الأجنبية ليست بالسذاجة لأن تشتري منا بالسعر الأغلى، فهم من علمنا التعامل مع السوق وعلينا ألا نفكر في أن المستثمرين سيقفون بالطوابير للدخول في السوق".

نقطة المقاومة
ومن جانية يتوقع المحلل المالي المختص في سوق الأسهم محمد الشميمري :

"أن قمة السوق ستكون ما بين 8000 و8100 على أن تكون نقطة المقاومة عند 7800 نقطة، لافتاً إلى ضرورة ملاحظة شيء مهم وهو أن السوق السعودية بدأت تصاعدها الأخير بكميات تداول أقل من الأسبوع الماضي، وهذا الهبوط جاء لأننا اقتربنا من القمة".

ويشدد الشميمري في حديثه للعربية.نت على أن المضاربات شملت الشركات والقطاعات معا، مبرئا الشركات القيادية من هبوط الأسبوع الماضي.

ويتوقع أن تمر السوق بمرحلة تصحيح، وقال :

إنه لا مفر من ذلك، ولكن المشكلة أن الأسواق العالمية مثل ناسداك وداو جوزنز تمر بمرحلة صعود مثل السوق السعودية، وحتى تحسن قطاع الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية ليس كاملا، فلازالت المشكلة قائمة والبنك الفدرالي أشار أنه سيستخدم أدوات تجعل هذا التحسن أكبر، بما يعني أن البنك سيضخ المزيد من الأموال وهذا سيساعد أسواق الأسهم العالمية والمحلية بحد سواء.

ويرى أنه من الصعب تحديد قمة للسوق السعودية ولكن في تقديري ستكون ما بين 8000 و8100 نقطة وهي فقط قمة للتصحيح الحالي، ولكن بعد ارتفاع الأسواق العالمية ستكون هناك ارتفاعات أكبر.

وقلل البراك والشميمري من تحذيرات رئيس الغرفة التجارية في جدة صالح كامل من انفجار فقاعة سوق الأسهم، واعتبر أن مقارنة السوق الآن بما كان عليه عام 2006 أمر غير صحيح.

ويقول البراك :

"تابعنا تصريحات صالح كامل وهي وجهة نظر لا أكثر، وأعتقد أنها غير ذات أساس وهي انعكاسات لفقاعة الأسهم في 2006 ولكن لا تقارن السوق الآن بما كانت عليه في ذلك الوقت، فمازال مكررنا 12 ومازالت التوزيعات في حدود 5% و6%، ومن غير المنطقي التحذير في مثل هذا الوضع، فهو يعتبر في منظور الأسواق عند أدني مستوى في الأسعار العازلة".

وأشار إلى انه يمكن أن يحذر رجال الأعمال من السوق عندما يتجاوز المكرر الـ20.. هناك يبدأ الخوف الحقيقي ولكن التحذير الآن خطأ.

ولا يتوقع الشميمري أن تؤثر هذه التصريحات على تدفق السيولة في السوق خاصة وانها ليس لها أي أساس من الحقيقية، إنها تشير إلى ارتفاع أسهم المضاربات وبنسب متتالية غير مبررة، ولكن السوق السعودية فيها أجزاء كبيرة، فيها أساسيات وفيها مضاربات. وتابع:

"فعلا هناك ارتفاعات متتالية لأسعار مبالغ فيها في أسهم المضاربات، ولكن المقارنة مع 2006 غير صحيحة، فالسوق السعودية في ذلك الوقت كان مكرر الربحية فيها 40 مرة والآن هو 13 مرة فقط، ولهذا المقارنة خاطئة، وما زلنا في بداية موجه الصعود وهي تصاعدت بسرعة، لأن السوق لم تتجاوب مع الأساسيات لمدة سنتين، وكان من المفترض أن يصل السوق لهذا المستوى في بداية 2011 ولكن كان هناك تخوف من المستثمرين من الدخول في السوق وكانت هناك طفرة عقارية".