بيروت - رويترز : هز انفجاران قلب العاصمة السورية دمشق يوم السبت مما اسفر عن مقتل 27 شخصا على الاقل في هجوم على منشات امنية انحى التلفزيون الحكومي باللائمة فيه على "ارهابيين" يسعون للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. وقال التلفزيون السوري ان سيارات محملة بالمتفجرات استهدفت مركزا للمخابرات ومقرا للشرطة في الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (0530 بتوقيت جرينتش) مما ادى الى نسف واجهة احد المباني وجعل الحطام والزجاج المهشم يتطاير في الشوارع.
ظ…ظ‚طھظ„ 27 ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ط§ظ‚ظ„ ف.jpg
واظهرت صور مروعة من الموقعين جثثا محترقة على ما يبدو في مركبتين منفصلتين وحافلة صغيرة محطمة وقد لطخت بالدماء واطرافا مقطوعة مجمعة في اكياس. ونقل التلفزيون السوري عن وزير الصحة وائل الحلقي قوله ان 27 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب 97 بجراح.
وقال رجل مسن يلف ضمادة على رأسه لقناة حكومية "سمعنا انفجارا ضخما. في هذه اللحظة نسفت ابواب منزلنا ...رغم وقوعه على مسافة من الانفجار." ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين اللذين يشبهان فيما يبدو تفجيرات انتحارية هزت دمشق وحلب منذ ديسمبر كانون الاول.
ووقع الانفجاران بعد يومين من ذكرى مرور عام على الانتفاضة الشعبية المندلعة ضد حكم الرئيس بشار الاسد والتي تقول الامم المتحدة ان أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا خلالها وتشرد 230 الف شخص. ووقعا ايضا بالتزامن مع لجنة مشتركة من الحكومة السورية والامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والتي من المقرر ان تقيم الاحتياجات الانسانية في بلدات في انحاء سوريا والتي تشهد اضطرابات منذ شهور.
وقال مصدر مشارك في البعثة ان اعضاء الفريق لا يزالون يتجمعون في سوريا ولم يتضح على الفور ما اذا كانوا سيبدأوا عملهم في مطلع الاسبوع كما كان مقررا من قبل. وحذر كوفي عنان المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والامم المتحدة يوم الجمعة من انتقال الازمة الى دول مجاورة وحث القوى الدولية على تنحية انقساماتها جانبا ومساندة مبادرته للسلام.
وبينما ندد الغرب واغلب الدول العربية بالاسد دافع عنه حلفاؤه روسيا والصين وايران وحذروا من التدخل الخارجي. وقال مبعوث في تلخيص لتصريحات عنان امام مجلس الامن "كلما كانت رسالتكم أقوى وأكثر وحدة كانت فرصتنا لتغيير محركات الصراع أفضل."
وقالت تركيا يوم الخميس انها قد تقيم "منطقة عازلة" لحماية اللاجئين السوريين الذين يتدفقون بأعداد متزايدة هربا من قوات الاسد مما يزيد من احتمالات التدخل الاجنبي في الانتفاضة غير ان انقرة قالت انها لن تتحرك الا بدعم دولي.
وعرض التلفزيون السوري لقطات تظهر عددا من الرجال والنساء يتلقون العلاج في مستشفى من جروح عديدة اصيبوا بها في اعقاب هجومي يوم السبت. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان الانفجارين اصابا مقر شرطة المباحث الجنائية ومديرية الامن الجوي.
وجاء هجوم يوم السبت في اعقاب ثلاثة تفجيرات انتحارية في دمشق خلال شهري ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني والتي اسفرت عن مقتل 70 شخصا على الاقل وهجوم في حلب في فبراير شباط ادى الى مقتل 28 شخصا. وحث زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في تسجيل مصور نشر على الانترنت الشهر الماضي المسلمين في انحاء العالم على مساعدة المعارضة السورية.
وسبق ان انحت سوريا باللائمة على القاعدة في بعض الهجمات على اراضيها وتعهدت بالرد بيد من حديد. وقصف الجيش معاقل المعارضة في اماكن مختلفة في الاسابيع الاخيرة قبل ان يرسل قوات لاعتقال المشتبه بهم. ويقول ناشطو المعارضة ان الاف المدنيين لقوا حتفهم وان كثيرا من الجثث تحمل علامات التعذيب.
وتنفي الحكومة السورية اتهامات بالوحشية ضد المدنيين. وتقول انها تواجه صعوبة في احتواء تمرد للارهابيين والمتشددين المدعومين من الخارج. ويحذر دبلوماسيون انه دون ايجاد حل سريع فستنزلق سوريا الى حرب اهلية شاملة. وتقع سوريا في موقع محوري في الشرق الاوسط اذ تحد تركيا والاردن واسرائيل والعراق ولبنان ويتألف سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة من خليط من العقائد والطوائف والمجموعات العرقية.
وقال عنان للصحفيين في جنيف بعد أن أدلى بافادة لمجلس الامن عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة "اعتقد اننا نحتاج الى تناول الوضع في سوريا بعناية بالغة." واضاف "نعم نميل الى التركيز على سوريا لكن أي سوء تقدير يؤدي الى تصعيد كبير سيكون له تأثير في المنطقة وسيكون من الصعب للغاية التعامل معه."
وقدم الدبلوماسي المخضرم للاسد مقترح سلام من ست نقاط في محادثات جرت في دمشق في مطلع الاسبوع الماضي. وقال مبعوثون انه ابلغ مجلس الامن يوم الخميس ان الاستجابة حتى الان جاءت مخيبة للامال.
ويصر الاسد على ان المعارضة السورية يجب ان توقف العنف اولا في حين تطالبه الولايات المتحدة ودول الخليج العربية والاوروبيون على ان يقوم هو وقواته الاكثر قوة بالخطوة الاولى. وتريد روسيا ان يقوم الجانبان بوقف اطلاق النار في نفس الوقت.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان انه سيوفد فريقا الى دمشق الاسبوع القادم لبحث اقتراح بارسال مراقبين دوليين الى سوريا. وحثت تركيا المنزعجة بشدة من زيادة العنف رعاياها على مغادرة سوريا بسبب تفاقم حالة انعدام الامن وأثارت احتمال اقامة منطقة عازلة على طول الحدود لحماية الاعداد المتضخمة من اللاجئين.
وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان للصحفيين في أنقرة "فيما يتعلق بسوريا.. يجري بحث اقامة منطقة عازلة.. منطقة امنة.." لكنه أضاف أن هناك افكارا أخرى قيد البحث. وتشعر تركيا بالقلق من أي تدخل عسكري في سوريا واوضحت ان انشاء اي "منطقة امنية" سيحتاج الى شكل من اشكال الموافقة الدولية لان ذلك سيتطلب حماية مسلحة وقد يغير الاليات المحركة للانتفاضة.
وتقول تركيا انها تستضيف الان 14700 لاجئ سوري بعد أن عبر 250 شخصا حدودها يوم الجمعة. ووصل نحو ألف يوم الخميس فارين من القتال الضاري في محافظة ادلب.
مواقع النشر