وجدي القرشي - مكة المكرمة : للطموح لغة واحدة لا يجيد ابتكار مفرداتها إلا من يتشح بردائها، ومن يستيقظ ليكسر كل الحواجز نحو آفاقه الجديدة، حيث لا يألو جهدا في كسر كل ما هو تقليدي وروتيني. فتيات مكة لم يستسلمن إلى الجلوس خلف أسوار منازلهن، أو "اللطيمة" على مستقبل قد لا تتضح بعض ملامحه في الكثير من الأوقات، فانطلقن نحو أفكار اقتصادية كسرن من خلالها جبروت البطالة التي فرضت عليهن بعد أن أنهين كل متطلباتهن التعليمية، ولكن لظروف روتينية لم يحزن وظائف كانت في أوراق طموحهن.
"البازارات النسائية" والتي انتشرت أخيرا في العديد من قاعات المناسبات في مكة المكرمة، تنظمها فتيات شابات، وتشهد إقبالا كبيرا من قبل النساء المكيات اللاتي يجدن في تلك البازارات الخصوصية والمساحة في التسوق بعيدا عن المضايقات التي قد تحدث في الكثير من الأسواق والمولات والتي يدخلها الرجال والنساء على حد سواء. وتقوم البازارات باستئجار قاعة أفراح ومن ثم يتم تقسيمها إلى أجنحة صغيرة يتم تأجيرها على عارضات لمدة ثلاثة أيام يعرضن من خلالها منتجاتهن الشعبية وما شابهها.
هؤلاء الفتيات انقسمن إلى نوعين، الأول ينظم والآخر مستثمر، وبين هذي وتلك المكاسب المادية الوفيرة التي يحزن عليها لتعينهن على مطالب الحياة وإعالة أسرهن، في انتظار وظيفة قد طال طلبها. كل ما في الأمر أمور تنظيمية بسيطة تعمد إليها المنظمات في إرسال "مسجات" نصية إلى أرقام المتسوقات بعد أخذها من قبلهن في أحد مناسبات البازارات، إضافة إلى غزوهن عالم الشبكة العنكبوتية وإرسال الدعوات عبر الإيميلات يخبرن فيها بموعد بازار جديد.
هناء الشريف، إحدى الفتيات اللاتي يقمن بازارات نسائية في العاصمة المقدسة تقول "أنا خريجة جامعة أم القرى قسم اقتصاد منزلي. تولدت فكرة تنظيم البازارات بعد أن خضت معترك البيع في أحدها، ومن تعدد العلاقات والصداقات مع عدد من الفتيات قررنا أن نقيم بازارا على سبيل التجربة، حيث طلبنا من إحدى المنظمات تزويدنا بأرقام هواتف المتسوقات التي لديها، ولم تبخل علينا. وقمنا بعمل طريقة مستحدثه في عالم التسويق، وهي أن كلفنا إحدى عضوات الفريق لدينا بالتركيز على إرسال دعوات عبر الإيميلات في بريد "هوتميل" و"ياهو".
وتضيف هناء "كنا نتوقع أن يكون الإقبال قليلا بحكم حداثة التجربة، ولكن من حسن حظنا أنه كان كبيرا وغير متوقع. وقد ساعدتنا الظروف الزمانية حيث كان موعد بازارنا يصادف إحدى الإجازات المدرسية. وعلى الرغم من اختزال البازار في ثلاثة أيام، إلا أن الإقبال من المستثمرات والزبونات كان فوق المتوقع".
من جهتها، أكدت فاطمة قربان، رئيسة لجنة الحرفيات في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة "أن إنشاء مثل هذه البازارات النسائية من شأنه أن يرفع من شأن المرأة السعودية، ويجعلها قادرة على إدارة مشاريعها التجارية بنفسها، إضافة إلى أن مثل تلك البازارات تعطي المرأة جرعة كبيرة من الخبرة الميدانية في التعاملات التجارية.
وأضافت قربان: هناك الكثير من المعارض والبازارات التي تم إنشاؤها ولاقت نجاحا باهرا، وخصوصا أن الحكومة السعودية تولي اهتماما كبيرا بالمرأة، وتساعدها في تذليل المصاعب التي تواجهها من خلال التجارة التي تقيمها.
مواقع النشر