طوكيو: أكد باحثون يابانيون أن الغربان تتميز بذاكرة طويلة تسمح لها بتمييز وتذكر الألوان لسنة واحدة، وهو ما لايستطيع بعض البشر تذكره.وأفادت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" أن فريق باحثين من جامعة أوتسونوميا اكتشف ان لدي الغربان ذاكرة طويلة الأمد تسمح لها بتذكر وتمييز الألوان طوال سنة كاملة ما يسمح لها باختيار المستوعبات التي تحتوي على الطعام المخبأ بعد فترات متباعدة من الزمن.
117731.jpg
وقال شوي سوجيتا بروفيسور علم الحيوان في الجامعة الذي ترأس فريق البحث إنه "ليس سهلاً حتي بالنسبة إلى البشر تذكر معلومات بصرية تتعلق بالألوان طوال سنة"، طبقاً لما ورد بجريدة "الزمان". وأضاف أن "الغربان يمكن أن تكون أفضل من البشر في ما يتعلق ببعض نواحي الذاكرة".
يذكر أن النتائج تندرج في اطار دراسة تعدها شركة "شوبو الكتريك" التي تواجه مشكلة بسبب الأعشاش التي تبنيها الغربان علي أبراج الخطوط الكهربائية. وسبق وأن نجح علماء من بولندا في فك لغز انتشار الجوز في وسط أوروبا وربطه مع الغربان رغم أنه ليس من نباتاتها الأصلية.
وقال الباحثون تحت اشراف ماجدالينا ليندا من جامعة ياجيلونيان في كراكاو في دراستهم التي نشرت في مجلة "بروسيدنجز ب" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا، إن الغراب الأسود المعروف أيضا بالغراب المخادع هو الذي نشر بذور الجوز في هذه المناطق بعد أن تغلب عن جزء كبير من خوفه من الإنسان.
وحسب العلماء فان هذا النوع من الغربان بدأ قبل نحو خمسين عاماً في تغيير سلوكه، حيث أصبح يتبع الإنسان الذي بدأ يزرع شجر الجوز بشكل متزايد في مستعمراته الجديدة منذ سنوات كثيرة.
وقال الباحثون إن الغربان تميل لجمع عدد من بذور الجوز وإخفائها في التربة، وعندما تخفي الغربان مثل هذه البذور في حقل تم حرثه ولكنه لم يزرع من قبل الإنسان فإن ذلك يوفر ظروفاً مثالية لنمو الجوز.
وأوضح الباحثون أن المزارعين ربما طردوا الغربان قبل أن تستعيد بذورها المخبأة مما جعل الغربان تخاف من الإنسان وتتجنب الاقتراب منه ومن حقوله.
وتوقف المزارعون في الكثير من مناطق أوربا عن زراعة مساحات زراعية واسعة وذلك لمنع الفائض في الإنتاج وهو ما أدي مع تغير سلوك الغربان وبعدها عن الإنسان إلى انتشار شجر الجوز الذي أصبح يغزو مناطق مناطق زراعية لم تكن وطناً له.
وأشار الباحثون الى أن الانسان نشر علي مدي الخمسمئة سنة الماضية الكثير من أنواع النباتات والحيوان خارج مناطقها الأصلية مع انتشار التجارة الدولية.
مواقع النشر