((( 119 )))

الصفحة الرئيسة
الحياة


عاصر 5 مديري سجن ودخل الحبس 15 مرة .. ويشتاق لمن قطع السيف رقابهم
عماش خريج الســجــــون: العنبر واحتي .. والـســجان صــــديــــقي

ثامر قمقوم ـ عرعر





عماش اسم معروف لكل العاملين في سجن عرعر، تردد على السجن ذاته ما يقارب من 15 مرة، ما يلبث أن يخرج من السجن اليوم حتى يعود إليه غدا كما دخل.. حكايته فيها من المفارقات والغرائب الشيء الكثير، حديثه ونبراته توحي أن في داخله ما يفيض لكنه ربما لا يستطيع الإفصاح عنه.

من أول جندي في حراسة السجن مرورا بحراس العنابر والمسؤولين ونهاية بمدير السجون يعرفون الرجل الطيب «عماش» بل منهم من أصبح صديقا وقريبا منه.

يرى عماش أن السجن هو العلاج الوحيد لحالته لأسباب كثيرة أبرزها كما يقول المجتمع المحيط به.. هذا المجتمع الذي لن يغير نظرته إلى نزيل السجن إلا بمجهود خرافي عصي على التطبيق.

تختلف أسباب ودواعي دخول عماش إلى السجن غير أن جريمة السكر هي الأكثر حضورا في حياته..

سألناه لماذا؟

فقال: أنا خريج سجون، صدقني أضطر للشراب والتعاطي وأسلم نفسي إلى أقرب دورية أمنية عابرة كي تنقلني إلى السجن، فأنا رجل كما تعلمون بلا عمل وشهادتي الدراسية توقفت في المرحلة الابتدائية.. نجلي أصبح شابا ولله الحمد وأخواله يتولونه بالرعاية والاهتمام، أما أنا فكما ترون نزيل الحبس. يضيف عماش «بحثت أكثر من مرة عن وظيفة أهرب بها من واقع الحال الذي أعيش به ، لكن بكل أسف اكتشفت أن المواطن ضحية للأجانب في القطاع الخاص فهم يتربصون به، يفتعلون معه المشاكل والأزمات فيضطر إلى الهروب بجلده».. والحل في نظر عماش أن تتولى إدارات السجون توفير وظائف لخريج السجن حتى لا يعود ثانية إليه.

ووصف عماش المجتمع المحيط به بأنه مجتمع مصالح ونفاق،.



حنين لمن طالهم حد السيف

يستطرد عماش صديق السجناء والسجانين الذي شارف عمره على الخمسين عاما وغزا الشيب رأسه ولحيته «لا أتذكر بالضبط متى دخلت إلى السجن أول مرة، لكني أتصور أن المرة الأولى كانت في العام 1407هـ، وأقل مدة حكمت فيها عدة أشهر غير أن أكبر مدة لم تتجاوز ثلاث سنوات».

وعن علاقته بالعاملين في سجن عرعر قال: هي علاقة تاريخية تمتد لأكثر من ربع قرن، عاصرت أكثر من خمسة مديرين للسجن والكثير من العساكر، لكن الجيل الحالي اختلف فأغلبهم شباب لا أعرفهم.

وعن ذكرياته يقول عماش: فيها المبهج والمؤلم مثل فقدي لكثير من الأصدقاء ممن حكم عليهم بالقصاص، وفراق بعضهم إما بالإفراج أو بالرحيل لكني أفتقد أيضا من أفرج عنه وفارق العنبر.

وأكد أنه شاهد على العصر في سجن عرعر المركزي فقد شهد تغير الكثير من القيادات والمسؤولين، وكذلك تقاعد الكثير من العسكريين في حين ظل هو الثابت وكل شي يتغير. ويؤكد عماش الذي أصبح يحفظ ممرات ومداخل سجن عرعر وحتى ألوان طلاء عنابر وردهات السجن ونوافذه أنه ما أن يعلن عن خروجه حتى يؤكد لأصدقائه في العنبر أنه سيعود غدا أو بعد غد، وهو ما يحدث بالفعل ولا يفاجأ زملاؤه بعودته فيبقى سريره على ما هو عليه، بل إنه يترك ملابسه في السجن لأنه يعرف أنه سيعود قريبا وقريبا جدا.



رحلة بالدراجة إلى العاصمة

من أبرز محطات السجين عماش، أنه حاول القيام برحلة إلى العاصمة الرياض بالدراجة ابتهاجا بمناسبة وطنية، وبعد أن قطع المسافة من عرعر إلى الجوف وجد نفسه مقطوعا، إذ لا يوجد معه ما يعين على رحلته فلم يكن في جيبه غير عشرة ريالات، ولم يستطع إكمال الرحلة فعاد من حيث أتى بعدما أنهكه التعب والإعياء.

ويتمنى عماش في ختام حواره مع «عكاظ» أن يرأف الله بحاله وأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يزور فيها السجن فقد بلغ من السن ما لا يسمح له بالعودة، ناصحا الشباب من جيل اليوم بالجد والمثابرة والدراسة والحصول على الشهادات العليا من أجل تأمين رزقهم ورزق أولادهم.
عكاظ

((( التعليق )))

ويتمنى عماش في ختام حواره مع «عكاظ» أن يرأف الله بحاله وأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يزور فيها السجن فقد بلغ من السن ما لا يسمح له بالعودة، ناصحا الشباب من جيل اليوم بالجد والمثابرة والدراسة والحصول على الشهادات العليا من أجل تأمين رزقهم ورزق أولادهم
بل أنت ياعماش إنسان مكلف وأمثالك كثيرون تحيلون ماصنعتم بأنفسكم من سيئات وموبقات وتنسبونها إلى قدر الله والله بريء مما تصفون وتأمل أنت وأمثالك وتبصروا في قوله تعالى

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }
{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ }النساء79

{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ لِمُونَ }النمل81

{أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الزخرف40