مقتل جنديين وستة من مسلحين جهاديين في أبين
ومئات الآلاف يتظاهرون في تعز





اليمن: «أنصار الشريعة» في أبين تحذر من بيع المجلات الهابطة وتتعهد بحل مشكلة المياه والكهرباء

عدن - لندن: «الشرق الأوسط»

[align=justify]اشتدت حدة المعارك التي تدور بين مسلحين مفترضين من تنظيم القاعدة وقوات من الجيش اليمني، أمس، في محافظة أبين (جنوب البلاد). فقد قتل جنديان وستة متطرفين مسلحين، أمس (الأحد)، في مواجهات تلت هجوما على معسكر للجيش اليمني في زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، معقل تنظيم القاعدة، كما أعلن مصدر عسكري. وأعلن هذا المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «قتل جنديان وستة مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، أمس (الأحد)، في هجوم شنه المسلحون على اللواء 25 ميكانيكي المرابط في شمال مدينة زنجبار».

وقال المصدر إن «أبطال اللواء تصدوا لهجوم شنه مسلحو تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) وتدور مواجهات عنيفة منذ ساعات في محيط اللواء أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 7 آخرين كحصيلة أولية». وكان هذا اللواء هدفا لهجمات متكررة منذ أن سيطر متطرفون مسلحون يطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الشريعة» على زنجبار في 29 مايو (أيار). وأوضح المصدر أن «سلاح الجو يشارك في المعركة التي اندلعت ساعة الظهيرة واستهدف القصف مبنى الأمن المركزي ومبنى الإدارة المحلية للمحافظة».

وأفاد مسؤول محلي في جعار، بأن «ستة قتلى في صفوف المسلحين نقلوا إلى المقبرة الواقعة شمال المدينة حسبما أبلغنا السكان». لكن مصدرا طبيا في مستشفى الرازي في بلدة جعار أوضح أن المستشفى «استقبل جريحين من الجماعات المسلحة، أحدهما توفي متأثرا بالإصابة، والآخر حالته خطرة». وذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة شهدتها زنجبار، كما قصف الطيران الحربي مواقع عدة في المدينة.. واستهدف القصف مبنى الأمن السياسي وسط مدينة جعار وعددا من المنشآت والمنازل التي يعتقد أن الجماعات المسلحة تتمركز فيها.

وتقوم الجماعات المسلحة بإغلاق الأماكن التي تتعرض للقصف وتمنع الاقتراب منها، الأمر الذي يجعل من الصعوبة معرفة عدد القتلى والجرحى فيها. وكانت مصادر محلية ذكرت أن ستة مسلحين قتلوا مساء السبت في غارة جوية أثناء تمركزهم في موقع قريب من سجن الكود.

وقد ذكرت مصادر إعلامية في اليمن أن الجماعات الجهادية المسلحة في محافظة أبين جنوب البلاد، والتي تطلق على نفسها اسم «أنصار الشريعة» قامت بتوزيع منشورات على من تبقى من السكان في المدن التي يسيطرون عليها تتعهد فيها بمعالجة مشكلة المياه والكهرباء وتحدد أسعارا محددة لعدد من السلع والمشتقات النفطية وتحذر من بيع الصحف والمجلات «الهابطة» وتحذر من يخالف هذا بالعقاب الشديد.

وحوى المنشور الذي وزعته الجماعة يوم السبت الماضي ونشرته عدد من المواقع الإخبارية اليمنية تنظيما لأعمال البيع والشراء والصرافة من دون ربا، وحذر من أخذ الضرائب والجمارك كونها غير شرعية – على حد البيان - وأن الشرع يأمر فقط بأخذ الزكاة من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء.

ويتمركز مسلحو «القاعدة» في عدد من المنشآت الحكومية والمدارس في عدد من مديريات محافظة أبين منذ إعلانهم السيطرة على عاصمة المحافظة (زنجبار) أواخر مايو الماضي، وقد ألقت هذه الأوضاع على الحياة المعيشية للمواطنين في المحافظة، التي نزح منها عشرات الآلاف خلال الأسابيع الماضية.

وفي سياق المظاهرات والمسيرات اليومية، شهدت مدينة تعز، أمس (الأحد)، مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من أبناء المحافظة مجددين مطالبهم المتمثلة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي من أجل إخراج اليمن من الانهيار الذي يهدده بسبب ما تمارسه بقايا النظام حسب المتظاهرين.

وطالبوا بإقالة مدير أمن تعز وكل المسؤولين عن محرقة ساحة الحرية وإحالتهم للمحاكمة. وفي الشأن ذاته، قالت مصادر خاصة لموقع «مأرب برس» إن وحدات الحرس الجمهوري المرابطة في محيط مستشفى الثورة، قرب ساحة الحرية وسط تعز، بدأت بانسحابها بعد ظهر الأحد؛ تنفيذا لمبادرة توسط فيها بعض رجال الأعمال ووجهاء المحافظة.

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية مطلعة، أن الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة والقائم بأعمال المحافظ أصدر توجيهاته إلى مدير أمن تعز بسحب الوحدات العسكرية المتمركزة في مستشفى الثورة العام على مداخل المدينة تنفيذا لبنود المبادرة التي تقدم بها بعض رجال الأعمال ووجهات المحافظة، لكن الأخير رفض تلك التوجيهات بحسب تلك المصادر.[/align]