وش ومن بقي عندنا من اللي ماراحوا مدارس ؟؟؟
أطفالنا فلذات أكبادنا ممن تجاوزوا سن الثانية من أعمارهم
فبحكم خبرتي الغنية بالحب والعواطف والمتع الماتعة مع الأحفاد الصغار

فقد اكتشفت أن هؤلاء الصغار بحضورهم الذهني ومظاهر ذكائهم الفطري المطور والمتطور
بالإكتساب جاهزون عمليا للذهاب إلى المدارس ابتداءا من الحضانة فالروضة فالإبتدائي

دعوني أحدثكم عن بعض طرائف الأطفال الصغار والصغار جدا من خلال حفيدتي الإثنتين
من أحد أبنائي وإحدي إبنتاي
فكلتاهما في بداية السنة الثالثة من عمريهما وعندما تلتقيان نشاهد فيهما ومنهما العجب
حيث يبداء اللقاء بعناق وقبلات وتشابك بالأيدي الصغيرةومن ثم التوجه إلى معرض الألعاب
الدائم في منزل جديهما وأعمامهما وأخوالهما من دراجات ومراجيح وعرائس وألعاب

حتى أن كل منهما تعرف درج ملابسها الخاص في غرفة جديهما وحتى أصابع حلوى النعناع
التي أخبئها لهما تعرفان مكانها ومن الطريف أيضا تدخلنا لفك الإشتباكات الطفولية الطارئة
وبالسرعة الفائقة التي تتم فيها الخناقات ومسك الشعور تتم الألفة في تحول كومدي مضحك

لفت نظري أنهما تهتمان اهتماما شديدا بالجوالات حتى أن إحداهما تعرف كيف تتواصل مع الأخرى
عبر الجوال
بسم الله ماشاء الله والله لاأدري ولا أفهم كيف وماهي آلية تواصلهما وكيفية معرفتها من قبلهم
عبر الجوال وهي مجرد أسماء فقط فهل تقراء الواحدة منهن إسم الأخرى أو هي تخزن شكله وحروفه
في ذاكرتها وتعقد الدهشات ألسنتنا ونحن نرى إحداهن وقد اختارت خلسة جوال بعينه
وتزداد دهشاتنا حين نرى ونسمع الأولى تتحدث مع الأخرى وهي تتضاحك معها ونحسب أنها تتمنى
أو تتحدث مع نفسها

ويصيبنا الذهول حين نضع الاسكبر ونسمع صوت الأخرى قولوا بسم الله ماشاء الله
وتعرف كلتاهما كيف تبحث وتظهر صور الأخرى في الجوال

أعتقد أن لدى أكثركم أطفال يثيرون الدهشة والإعجاب
ولكني أتوقف هنا أمام دور الحضانة ورياض الأطفال ومراحل الدرا سة الإبتدائية المبكرة
فأرى أنه حان الوقت لإعادة النظر في مواصفات وإمكانات ومؤهلات دور الحضانة ورياض الأطفال
من حيث تصميم المنشآت العمرانية كأبنية والألعاب الآمنة ووسائل تلقي وتعليم ومساعدة أطفال هذا الزمن

والأهم الأهم الأهم إعادة النظر في مؤهلات المربين والمربيات عقليا وعاطفيا وسلوكيا
وضرورة مرور من يتم قبوله وترشيحه بدورات تدريبية تأهيلية وكم أتمنى أن يمر مالكوا هذه المنشآت
بنفس المراحل المطلوب توفرها في التربويين

وقد لاحظنا مؤخرا أن دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس الإبتدائية أصبحت مشاريع استثمارية
ذات عوائد مالية كبيرة جدا
وبات كثيرون وكثيرات يتقدمون إلى صناديق التمويل الحكومية للحصول على مبالغ فلكية
أقل من نصفها كاف لإقامة المشروع المستهدف

فالمؤهلات العلمية لطالبي التمويل
التي تشترطها الدولة ليست كافية بحد ذاتها بل يجب توافر شروط إنسانية تربوية أخلاقية
يتم من خلالها الترشيح كخطوة أولية بعد مقابلات واختبارات شخصية مكثفة
يتبعها بالضرورة دورات تدريبية تأهيلية يشترط فيها قيام المستفيد التفرغ التام لممارسة العمل
والإشراف عليه بنفسه مع فرض الزيارات التفتيشية المفاجئة
وحتى فرض مبداء الرقابة السرية

كما يجب التأكد والتوثق الشديد والشديد المشدد جدا من سلوكيات وأخلاقيات واستقامة جميع العاملين في المنشأة
من الرجال وحتى الخادمات
والله كل هذا الحرص بسبب الوسواس الخناس من بشاعة وشناعة جرائم الإعتداءات الجنسية على الأطفال