[align=justify]الكواكب في عنقود الثريا

تشبه الأرض أو المريخ أو الزهرة يبدو أنها في طور الولادة أو وُلدت حديثاً حول أحد النجوم في الثريا (يُسمى "HD 23514")، وذلك نتيجة لتصادم بين كواكب أو كواكب مصغرة (كواكب في طور الولادة، ومن المُحتمل أن تكون في مرحلة قبل الكواكب المصغرة). وقد قام فلكيون بتحقيق هذا الاكتشاف بواسطة استخدام مرصد جيميني في هاواي ومرقب سبيتزر الفضائي، وقاموا بنشر اكتشافهم في "مجلة الفيزياء الفلكية"، وهي إحدى أقدم وأهم المجلات الفلكية. وقد اكتشفوا الكواكب بواسطة دراسة صور مُلتقطة بالأشعة تحت الحمراء التطقها مرقب سبيتزر، ومن ثم استخدموا مرصد جيميني لقياس الشعاع الحراري القادم من الغبار (وذلك لأن الأشعة الحمراء تُظهر فقط حرارة مقاربة للصادرة عن الأجسام الحية، بينما تختلف كثيرا حرارة الغبار). ومن ثم استطاعوا بواسطة تلسكوب جيميني تحديد موقع الغبار حول النجم. وهذا هو أول دليل واضح لولادة كواكب في عنقود الثريا، وربما يكون هذا أيضاً هو أول دليل رصدي على أن وجود كواكب صخرية مثل التي في النظام الشمسي هو أمر اعتيادي.

ويُطوّق الثريا كم استثنائي من الغبار والحطام، يفوق الذي يوجد حول الشمس بمئات آلاف المرات. ومصدر هذا الحطام لا بد أن يكون اصطدامات بين أجسام كبيرة هناك، مثل الكواكب أو الكويكبات أو غيرها، وقد توصل الفلكيون إلى هذا بتحليل بعض الابتعاثات القادمة من ذرات غبار مجهرية لا تُحصى تتناثر حول الثريا. ويُعد الحطام هو قطع بناء الكواكب، حيث أنه مع التصادم بين حبيبات الغبار تبدأ بالتكدس مع بعضها في أجسام بحجم الحجارة. وتلك تبدأ بالتكدس معاً مكوّنة أجراماً أكبر فأكبر حتى تصل إلى الكواكب (والكواكب المُصغرة هي مرحلة في هذه العملية). ولكن بالرغم من ذلك، فأثناء عملية ولادة الكواكب تتفتت بعض الصخور إلى غبار بينما تتحول أخرى إلى كواكب مُكتملة. ووفقاً لحسابات قام بها الفلكيون فإن الحطام حول هذا النجم ("HD 23514") الواقع في الثريا قد تكون نتيجة اصطدامات حدثت خلال البضعة مئات آلاف الأخيرة من السنين (أو ربما أحدث من هذا). ويتراوح عُمر النجم الذي اكتشفت حوله الكواكب ما بين 100 و400 مليون عام (وهو بهذا يُعد يافعاً جداً، فشمس مجرة درب التبانة بالرغم من أنها متوسطة العمر إلا أن عمرها يُقدّر بحوالي 4.5 مليارات سنة).

[gdwl]
صورة مرقب سبيتزر بالأشعة تحت الحمراء، والتي اكتشفت الكواكب بواسطتها.[/gdwl]
[/align]