قدم وجهاً مشرقاً لوسطية الإسلام ونشر اللغة العربية في روسيا
قسم الأمير نايف في جامعة موسكو..حضارة الاسلام لا تغيب
البروفيسور فرلوف خلال إحدى المحاضرات
تحقيق - هلال الحارثي - جريدة الرياض
[align=justify]حقق قسم الأمير نايف لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة موسكو الحكومية العديد من النجاحات المتتالية عبر عقد ونصف من الزمن، ومنذ تدشين القسم وهو يقوم بتدريس اللغة العربية والثقافة الإسلامية لعدد كبير من الطلاب الذين يتدفقون عليه من عدد كبير من الجنسيات، كما يقدم عدداً كبيراً من البرامج لطلاب الأقسام المختلفة بالجامعة، وبرامج أخرى لمن يتقدم له من المجتمع الروسي في مجال تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
برنامج أكاديمي
وقال مدير القسم "البروفيسور. ديمتري فرلوف": "تأسست جامعة موسكو الحكومية منذ250 عاماً، وبدأت حركة الاستشراق بها منذ 200 سنة، وفي الجامعة ذاتها يوجد قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية واللغة العربية وآدابها حيث يدرس به عدد كبير من الطلبة، والقسم عبارة عن برنامج أكاديمي في جامعة موسكو الحكومية ينتمي إليه عدد من أعضاء هيئة التدريس، ويدرس فيه الطلبة باللغتين العربية والروسية؛ ليتم تأهيلهم في العلوم الإسلامية واللغة العربية، بالإضافة إلى مساعدة الباحثين في التراث الإسلامي والعربي".
إنشاء القسم
وعن بداية نشاطه أوضح بأنه تم التوقيع على إنشاء القسم في نوفمبر عام 1995ه بحضور نجلي سمو الأمير نايف بن عبد العزيز كل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، وانطلقت الدراسة به في شباط / فبراير عام 1996م، مشيراً إلى أنه لا يستطيع وصف الدعم الذي يلقاه المعهد من سموه، وهذا ليس بمستغرب على سموه الكريم فلولاه بعد الله –عز وجل- لم يكن هناك قسم، ولم نستمر.
الإقبال يتزايد
واستطرد قائلاً: "نحن عندما قبلنا هذا المقترح من سموه الكريم؛ أخذنا على عاتقنا مسألة صعبة حيث كنا من الأوائل الذين أدخلوا الدراسات الإسلامية واللغة العربية في روسيا بعدما كانت الدراسات الإسلامية تاريخية فقط"، وكشف أنّ الإقبال على الدراسة باللغة العربية يتزايد عاما بعد عام حيث تصل رغبة ما نسبته 95% من الطلاب لدراسة اللغة العربية ثم اللغة الصينية ثم اليابانية وتأتي بقية اللغات بنسبة 5%، وقد كان الفضل في ذلك بعد الله –عز وجل- لجهود قسم الأمير نايف في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، سيما عندما تعلم أن القسم يتسيد 20 قسماً بالمعهد لتعليم لغات بلدان آسيا وأفريقيا.
طلاب وطالبات لحظة الاحتفاء بتخرجهم من القسم
نشر الثقافة
وأضاف: أتصور أنّ قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية في جامعة موسكو، قد أوجد أرضية خصبة للطلبة الروس الذين يشكلون نماذج من المجتمع الروسي، للاطلاع على الإسلام في صورته الحقيقية، وبالتالي فإنه يقدم خدمة جليلة للإسلام والمسلمين بنشر الثقافة الإسلامية لدى الآخرين، بل إنّ هؤلاء الدارسين لهذه الثقافة الإسلامية قد يكونون المدافعين عنها في مجتمعاتهم والداعين لفهم قيمها وحضارتها.
الدعم المتواصل
وأعرب "البروفسور.ديمتري فرولوف" عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز على دعمه المتواصل للقسم والعمل التعليمي والتثقيفي الذي يخدم مصلحة العلاقات الثنائية بين روسيا والمملكة والعالم العربي والإسلامي أجمع، مؤكداً على أنّ الدراسة في هذا القسم فتحت للطلاب الباب للاطلاع على إحدى الحضارات العالمية العظيمة ألا وهي الحضارة العربية الإسلامية، وعن أهم إنجازات القسم ذكر أنّ القسم قدم في مجال التعليم الجامعي من خلال جامعة موسكو لجميع الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية مادة المدخل إلى علوم القرآن الكريم، وتلقاها خلال هذا العام 26 طالبا، وعلم الأخلاق 24 طالبا، والسيرة النبوية 24 طالباً، ومادة السيرة النبوية 34 طالباً، والحديث الشريف 28 طالباً، والتوحيد 28 طالباً، والثقافة العربية الإسلامية11 طالباً، بالإضافة إلى مادة لغة القران الكريم لطلبة البكالوريوس والماجستير وتلقاها 4 طلاب هذا العام، مشيراً إلى أنّ هذه المادة تمكن دارسيها المبتدئين من قراءة وفهم نحو 3000 آية قرآنية، والإلمام بأهم ظواهر اللغة العربية النحوية والصرفية.
البروفيسور فرلوف
دروس متنوعة
وتابع القول: قدم القسم هذا العام لطلاب كلية الفلسفة مواد دراسية في اللغة العربية والقرآن والتفسير وأصول الفقه درسها 56 طالباً في السنوات الدراسية المختلفة في الكلية، كما قدم القسم دروسا في القران والتفسير والثقافة العربية الإسلامية ل 40 طالباً في كليات الآداب والتاريخ والصحافة والعلوم بجامعة موسكو هذا إضافة إلى تدريس اللغة العربية بصفتها لغة الدين والثقافة الإسلامية ل 20 طالباً في جامعة القديس تيخون المسيحية، أما في مجال التعليم العام فقد ذكر "فرلوف" أنّ القسم قدم لعدد 77 طالبا (غير متفرغ) دروساً في القرآن الكريم والتفسير والسيرة النبوية وأصول الفقه والثقافة العربية الإسلامية.
البحث العلمي
وأضاف: وفي مجال البحث العلمي تمت مناقشة ترجمة فصل من السيرة النبوية لابن إسحاق وابن هشام، كما تم مناقشة رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في فلسفة علوم اللغة العربية بعنوان "الأنبياء في القرآن"، إضافة إلى إصدار كتاب دراسي متخصص لطلاب المدارس الثانوية لمادة "لغة القرآن الكريم"، مشيراً إلى أنّ هيئة تدريس قسم الأمير نايف ضمت في هذا العام 4 بروفيسور، 6 أستاذ مساعد، و4 مدرسين قدموا خدماتهم الجليلة ل 338 طالبا خلال العام.
من جانبه تحدث مدير معهد بلدان آسيا وأفريقيا بجامعة موسكو "البروفيسور.ميخائيل مير" عن قسم الأمير نايف بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية إنه وفي خلال السنوات المنصرمة تخرج عدد كبير من الذين درسوا علوم الدين الإسلامي والقرآن الكريم، وهم الآن ينخرطون بنجاح في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية في روسيا وخارج حدودها، مضيفاً: بأن مبادرة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود في دعم هذا القسم قد أعطت ثمارها وأصبحت حافزاً مهماً لدراسة المسلمين الروس دينهم الإسلامي، مؤكداً على أنّه وبالرغم من تكاثر المعاهد الإسلامية في موسكو فإننا نرى إقبالاً متزايداً في جامعتنا على دراسة اللغة العربية والقران والمواد الإسلامية.
شهرة المعهد
وقال: "إنّ شهرة معهدنا تزداد من سنة إلى أخرى، فمنذ سنين مضت تلقينا توجيهات من الرئيس السابق فلاديمير بوتين يقضي بأن ننظم هنا في قسم الأمير نايف دورات خاصة بتدريس العلوم الإسلامية، والفضل في ذلك لا شك يعود إلى العمل الناجح للقسم"، لافتاً إلى أنّ القسم تتوفر به خبرة غنية في تدريس العلوم الإسلامية تفيد كل الذين يريدون أن يتعمقوا في العلوم الإسلامية.
الفهم المشترك
وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية الأستاذ "علي بن حسن جعفر" على أنّ التكامل في العلاقات بين المجتمعات والأمم؛ يستوجب فهماً مشتركاً للعقائد والثقافات والمعارف، وهو ما يجب أن توليه المؤسسات السياسية والثقافية والعلمية والإعلامية اهتماماً خاصاً ذلك أنّ المعرفة المتبادلة بين الأمم؛ تحقق فهم الآخر وقبوله والتعايش معه، مضيفاً أنّ المؤسسات التعليمية هي من أهم المؤسسات الاجتماعية في بناء المعرفة العلمية والثقافية، ومن خلالها يتعلم الإنسان ما يمثله أن يكون عنصراً فاعلاً؛ يسهم في تطور الحياة والمجتمع ويحقق التقارب والتعايش الإنساني مع وجود الاختلاف العقائدي والثقافي.
بحوث متميزة
وأشار إلى أنه ومنذ إنشاء قسم الأمير نايف بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية في جامعة موسكو قبل حوالي أربعة عشر سنة؛ تحقق الكثير من أهداف هذا القسم في تخريج عدد من الطلاب والطالبات على مستوى الشهادة الجامعية والماجستير والدكتوراه، لافتاً إلى أنه يجد سعادة كبيرة عندما يشاهد طلاباً روس يقدمون بحوثا قيمة على أدق التفاصيل للعقيدة الإسلامية واللغة العربية، مؤكداً على أنّ احتضان جامعة موسكو الحكومية لقسم الأمير نايف بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية دليل على أهميته العلمية إذ تخرج من القسم العديد من الطلاب يفوق عددهم أكثر من 2000 طالب وطالبة، حتى أضحى هذا القسم مرجعاً للدارسين والباحثين في هذه الجامعة وغيرها من المؤسسات التعليمية الروسية في مجال الدراسات الإسلامية.
موضع اهتمام
وأوضح "د.فريد أسد الله" -نائب رئيس شورى المفتين- بأنّ مفتي عام روسيا الشيخ راوي عين الدين ودار الإفتاء الروسي يقدران الجهود التي يبذلها قسم الأمير نايف في تعليم المقررات الإسلامية واللغة العربية، حيث أنّ هذا القسم له دلالة ساطعة على مكانة الإسلام والقضايا الإسلامية في المجتمع الروسي، مشيراً إلى أنّ الإسلام أصبح موضع الاهتمام ليس فقط للمسلمين وإنما أيضاً للفئات الواسعة غير الإسلامية في روسيا، إنه بفضل جهود أساتذة القسم؛ تم إيجاد نموذج رائع لتمثيل حقيقة الإسلام لغير المسلمين، ومنذ بدأ نشاط القسم عام 1995 اكتسبنا خبرة غنية مثمرة بالتعاون بين شورى المفتين في روسيا ومعهد بلدان آسيا وأفريقيا، وخلال هذه الأعوام المنصرمة تخرج الآلاف من أبناء روسيا في هذا القسم واستطاعوا تعميق وتوسيع معارفهم في العقيدة الإسلامية.[/align]
مواقع النشر