مدينة الحريضة لؤلؤة عسير الساحلية



الاستثمار السياحي غائب عن جماليات المنطقة
الحريضة.. درة تتلألأ على ساحل عسير.. وموطن السياحة الشتوية

[align=justify]موسم الشتاء ،، واقتراب قدوم قوافل المشتين للهبوط إلى تهامة ،، وساحل عسير منفذ بحثاً عن الدفء، دعونا نرتحل بجولة إلى مدينة ذات مشهد مميز،، تختلف تماما عن سواحلنا الأخرى، مدينة ذات تواريخ قديمة تبعث بملامح دفئ للوطننا الكريم،، ملوحة شواطئ برمال ناعمة. اترككم مع كلمات أحمد غاوي التي دونها قبل عامين في جريدة الرياض.


أجواء رائعة لشاطئها المكتظ بنخيل ،، الحريضة : لؤلؤة عسير المختلفة،، جولة تكشف ماتكتنزه هذه المدينة الحالمة من شواطئ بكر مطرزة بأشجار النخيل التي تقبل أرضها لما فرشت لها من بهاء وجمال فبينما الواحات والصحارى تكمل بريقها الطبيعي حول هذا الشجر الشاهد دائماً على قوافل الإبل التي عبرته والناس الذين حدثوه عن تواريخ المطر،، وتباشير الحياة.. كانت (الحريضة) أيضا تتواصل مع العصر وتواكب قافلة الخير والعطاء في نموها الحضاري الذي يصور بذلك مدى نجاح خطط التنمية فيها والتي تحظى دائما بدعم قيادتنا الرشيدة ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الذي يحرص دائماً على أن تكون عسير نموذجية تواكب في نهضتها تطلعات الجميع سياحياً وخدمياً وهذا ما تحقق لها ومن هنا نلقي الضوء على ذلك .


بداية الجولة

كان طريقنا للحريضة عبر عقبة ضلع انطلاقا من مدينة أبها حيث تقع في الجنوب الغربي لمنطقة عسير على مسافة تبعد عن مدينة أبها 120كم حيث وصلنا إلى الحريضة وفي زيارة الى رئيس مركزها الأستاذ عبدالله بن عائض بن علي أوضح لنا أن الحريضة تمتلك جميع مقومات الجذب السياحي الشتوي بما حباها الله من طبيعة خلابة ساحرة ومعطيات جمالية ومناخ معتدل لطيف خلال الشتاء مؤكدا أنها مستعدة الاستعداد الكامل لضيافة زوارها، وقد بين بن عائض أن عدد سكانها حوالي ثلاثين الف نسمة وهي تضم أكثر من ثمانين قرية وهجرة قائلا: أن موقع الحريضة مهماً لوقوعه على مفترق الطريق الرئيسي الذي يربط كلا من منطقة عسير ومنطقة مكة المكرمة ومنطقة جازان وايضا قربه من ساحل البحر الأحمر.فهي أحدى المراكز السياحية التي تكتظ بالزوار في الشتاء موضحا أنها تشهد تطوراً عمرانياً وحضارياً مواكباً لما تشهده كافة مدن المملكة وذلك في ظل ما أولته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله وذلك بما ساهمت القروض التي منحتها الدولة لمواطنيها على النهوض بشكل إيجابي ومتوافق مع النمو الحضاري الذي تم من خلال خطط خمسيه أعدتها الدولة إضافة الى مراكز النمو حيث كان بحكم طبيعة منطقة عسير من تأثير على إيصال خدمات التنمية مما يصعب معها ملاحقة المحتاجين بدأ هنا تنفيذ برامج تنموية شملت ذلك مركز الحريضة ولعل من أبرز مقومات ذلك جمعية الملك فيصل الخيرية فكان مشروعها يجسد النموذج الحي لتنمية الإنسان السعودي، بما يخدم مجتمعه المحلي ولتحقيق طرفي المعادلة الاجتماعية، التي ترتكز في أحد جوانبها على الارتقاء بالإنسان المستهدف، باعتباره اللبنة الأولى في البنيان الاجتماعي والاقتصادي للوطن .. موضحا رئيس مركز الحريضة أن مشروع خيرية الفيصل يحتوي على ثلاثة مساجد أحدها جامع ومقارب لجميع المرافق الحكومية ذات العلاقة بالخدمات، التي باشرت خدمة المواطنين المشمولين بالسكن في الموقع وعددهم 200أسرة يزيد عدد أفرادها حالياً على ألفي نسمة، كما يحتوي المشروع على فندق ومنتجع سياحي ومركز تجاري وخصصت مؤسسة الملك فيصل الخيرية ريع إيرادات هذه المرافق للإنفاق على تنمية الموقع وتطويره. فكان لهذا التوافق والتكامل البناء والتشييد من قبل الدولة فيما يهم المواطن ذاته فيما يعنيه وأسرته ونشاطاته التجارية مما جعل القرى أشبه بمدن من حيث اكتمال الخدمات وجمال البناء والتخطيط، فلا تخلو الكثير من القرى هنا من الخطوط المسفلتة وخدمات الكهرباء والهاتف والخدمات التعليمية بكافة مراحلها الى جانب مركز الإمارة والشرطة وحرس الحدود والهلال الأحمر والدفاع المدني الى نجد أن الحريضة مركز نال الكثير من الخدمات والبنى التحتية التي تقر العيش لإنسانها



الحريضة والسياحة

مع نسمات البرد على قمم جبال السراة وكتل الضباب تبدأ قوافل المشتين بالبحث عن الدفء وذلك بالهبوط الى أودية تهامة وسواحلها ولعل أبرز ما يتردد عليه الأهالي مركز الحريضة الذي شارف كورنيشه المقام على شاطئها بطول 7كلم على الانتهاء من تزيينه بإضافة ميزانية ماليه قدرها 2مليون ريال من قبل مشروعات البلدية المعتمده له وذلك لتوسعته وإضافة الجلسات والمظلات الخاصة بالعائلات وأيضا بالعزاب فلهذا أصبحت أيضا في تهامة عسير السياحة واقعاً ملموساً وشاهداً حياً بدلالة اكتظاظ مواقعها السياحية التي من ضمنها الحريضة التي تتميز بمواقع سياحية متباينة انفردت بمزايا عن غيرها وهي تصب جميعها في صناعة السياحة ونجاح خططها والجميل هنا أنه لم يكن البحر وحده الذي يميز شاطئ الحريضة .. بل تتميز أيضاً بامتداد جبالها خلف ذلك الامتداد البحري الذي يحتضنها كغصن أخضر طري!! ومساحاتها الخضراء التي تقف أشجار نخيلها شامخة أمام زوارها التي تستظل فيها قوافل الزوار وقوافل الإبل التي يشاهدها الزائر هناك إضافة الى الطريق إليها سواء من أبها من خلال عقبة ضلع أو عن طريق محايل من خلال وادي حلي التي تحمل مناظر لصور جبال نادرة وصور خلابة لتلك التشكيلات الجبلية الصخرية التي ترسم في شموخها ملامح النقاء البري وجاذبية الخضرة المدهشة .


مساء الحريضة

في ختام جولتنا التي قضيناها طيلة يوم كامل على شاطئ الحريضة كان في لحظات الغروب مشهد جمالي آخر .. حيث تجددت ملامح شاطئها الجميل ...عانقت الأعين فيه مشهداً يدفعها إلى الشعور بامتداد النظر وارتياح النفس وهي تستقبل الليل الساحلي بطراوته وارتوائه بالأضواء!! التي تتلألأ حاملة أصداء الأصوات.. أصوات الناس وهم يتهيئون لمساء.. معطر برحيق البحر ومشغول برسم الحكايات على جنبات الشواطئ الساكنة كاللغة والضاجة كالموج الأزرق الأسطوري وكالغيم المتناثر بشفق على صدر السماء لتخط عليه أشعة الشمس أروع القصائد. حيث يحكي لها البحر حكاية الزرقة والموج يتحاور معها بهدوء ينسجان سوياً ملامح الصورة الساحلية المعبِّرة.. يشترك معها الأطفال في الرسم .. لتكتمل بذلك جولتنا على شواطئ عذراء.. يعشقها الناس ويعرفها الجميع.[/align]