المملكة أبرز من يدير الحشود والتجمعات البشرية في العالم
تعد المملكة العربية السعودية من ابرز الدول التي تدير الحشود والتجمعات البشرية في العالم وربما الأولى بوصف أن إدارة الحج تعد تجربة نموذجية متفردة ومميزة تقف دول العالم لها اعجابا وتقديرا ويعد الحج اكبر تجمع بشري في العالم خاصة وانه يرتبط بزمن ومكان محدود في بقعة محدودة جدا حيث يقف على صعيد عرفات في وقت واحد وزمان واحد اكثر من مليوني حاج لاداء هذه الفريضة التي كتبها الله سبحانه وتعالى على عباده.
ويقول الخبراء ان المملكة العربية السعودية حين تتعامل مع هذه الحشود والتجمعات البشرية القادمة اليها فهي تتعامل مع ثقافات وحضارات وجنسيات محتلفة من دول متقدمة ونامية.
ويأتي المؤتمر العالمي الدولي للتجمعات البشرية الذي حظي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود دليل حرص من المملكة في ان يكون هذا المؤتمر متزامنا مع بدء دخول موسم الحج والاستعدادات الكبيرة التي جندتها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن الذين يتجاوز عددهم مليوني حاج كل عام.
ويطرح المؤتمر صوراً متعددة من التجارب النموذجية التي طبقتها المملكة في طب الحشود والتجمعات البشرية وكيفية الوصول إلى أعلى مستوى آمن من أجل صحة الحجاج القادمين من دول العالم كافة.
وأوضح وزير الصحة د. عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أن وزارته جندت 19 ألف موظف وموظفة من أطباء وتمريض وإداريين لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف خلال موسم حج هذا العام مؤكداً استعدادات مرافق وزارة الصحة لمواجهة أي وباء أو مرض معدي قد ينتشر خلال هذا الموسم.
وأشار إلى ان موسم الحج بما فيه من تجمعات وحشود كبيرة قد يعد موسماً لأنتشار الأوبئة والفيروسات مما جعل الوزارة تجند الكثير من الفرق الطبية الميدانية التي تتعامل مع الحالات الطارئة أولاً بأول في المواقع التي يتواجد بها الحجاج.
وبين الربيعة أن مؤتمر الحشود والتجمعات البشرية الذي تنطلق فعالياته غد السبت سوف يجسد الوجه المشرق للمملكة واهتمامها بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن لافتاً الانتباه إلى أن المملكة أصبحت مرجعاً عالمياً مهماً وذات خبرة كبيرة حيث رأت الوزارة التعاون مع منظمات الصحة العالمية والمنظمات الدولية ومراكز مكافحة العدوى في أمريكا وكافة خبراء العالم المشاركين للاطلاع على خبرة المملكة وجهودها الصحية في مثل هذه الأمور.
وأكد أن وزارته تعمل على تنسيق وتواصل دائم مع منظمة الصحة العالمية والقطاعات الصحية بالمملكة لإنجاح الحج حيث تستقطب كوادر طبية في التخصصات النادرة، مشيراً إلى أنه تم استقطاب "135" استشاري يقدمون خدمات في تخصصات نادرة تحتاجها الوزارة في هذه المواسم مثل طب الطوارئ والعناية المركزة.
وأفاد معاليه أن الوزارة هيأت 21 مستشفى و 137 مركز رعاية صحية أولية في أماكن متفرقة في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومكة المكرمة جميعها ستقدم خدمة طبية متميزة، مبيناً أن هناك تنسيقاً مع الجهات المعنية لتحديد تجمعات الحجيج والأماكن التي يشكلون فيها إزدحاماً كثيفاً ليتم على الفور معالجة أي سلبيات قد تقع في تلك الأماكن.
من جهة أخرى شدد معالي وزير الحج د. فؤاد بن عبد السلام الفارسي الذي سيشارك في اعمال الطاولة المستديرة التي ستعقد على هامش المؤتمر العالمي للتجمعات والحشود البشرية على اهمية هذا المؤتمر الذي يعكس دقة وتميز التجربة النموذجية والمتفردة للمملكة في الحج ونجاحها في إدارة هذا التجمع من كل دول العالم في مكان وزمن واحد.
وأكد معاليه حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تحقيق كل ما يمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان وتوفير أفضل الخدمات لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين وذلك استشعارا لعظم شرف خدمة الحاج في هذه الدولة التي اختصها الله بان تكون حاضنة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وخدمة قاصديها من الزوار والعمار والحجاج.
ونوه وزير الحج باهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله - بالمشروعات والخطط التنموية المتواصلة الهادفة إلى توفير سبل الراحة والرعاية الشاملة لوفود الرحمن من تنفيذ للمشروعات المتعلقة بالتوسعات المتتالية للحرمين الشريفين والتطوير المستمر للمدينتين المقدستين وللمشاعر المقدسة إضافة إلى حشد الطاقات البشرية والآلية ورصد الإمكانات المادية ليتمكن ضيوف الرحمن من أداء حجهم بيسر.
وقال إن خدمة ضيوف الرحمن تقدم وفق خطط وبرامج مدروسة تسهم فيها العديد من الجهات الحكومية كل فيما يخصه بما يشكل في مجموعه خطة استراتيجية يتم العمل والتنسيق بموجبها من خلال لجنة الحج العليا التي ينبثق عنها لجنة الحج المركزية ولجنة الحج بالمدينة المنورة. في ادارة هذه الحشود البشرية.
وتمنى معاليه ان يخرج المؤتمر بالنتائج والتوصيات التي تعمل على الاستفادة من كل التجارب في ادارة التجمعات البشرية بما يضمن الوصول الى الأهداف المرجوة متمنيا لوازرة الصحة وكل القائمين على المؤتمر التوفيق والنجاح.
من جهته اكد معالي امين العاصمة المقدسة د. أسامه البار أهمية انعقاد المؤتمر الدولي للحشود والتجمعات البشرية في وقت تبدا المملكة العربية السعودية تباشير الحج والخدمات التي جندتها في خدمة ضيوف الرحمن من اجل خدمة هذه التكتلات البشرية القادمة من كافة انحاء الأرض.
وقال إن المؤتمر يندرج في اطار البحث عن الحلول التي يمكن من خلالها ادارة التجمعات البشرية وان وزارة الصحة تعد من الاجهزة المهمة من اجل صحة هؤلاء الذين يتجمعون في مكان وزمان واحد.
وبين البار ان مشاركة امانة العاصمة في المؤتمر يندرج ايضا في اطار استعداداتها ووضع خططها التشغيلية وبرامج عملها لموسم الحج موضحاً ان الخطط الموضوعة في إدارة الحج ركزت بشكل كبير على نتائج القطاعات العاملة في حج العام الماضي، والاستفادة منها بما يضمن تطبيق أقصى درجات المرونة في التنفيذ والسرعة في الإنجاز وبما يتلاءم مع ظروف الموسم التي لا تقبل التأجيل.
وأضاف أن الأمانة حشدت كافة طاقاتها البشرية والمادية ودعم فرق الأمانة بفرق مساندة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين من طلاب الجامعات والمعاهد الصحية، كما تم تجهيز المعدات والآليات وتسخير جميع الإمكانات اللازمة لتقديم أعلى مستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام وهو اكبر تجمع بشري في العالم تديره المملكة بنجاح واقتدار مع الأخذ في الحسبان المشاريع الجديدة التي تنفذ في مكة والمشاعر المقدسة للاستفادة منها خلال الحج ومن اجل ادارة هذا التجمع البشري في الحج.
و شدد أمين العاصمة المقدسة على أن الأمانة هيأت كافة طاقاتها البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن، وأنه تم تجنيد 21 ألفا و650 شخصا لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات.
على صعيد اخرى يقول معالي وزير الصحة اللبناني د. محمد جواد خليفة إن انعقاد المؤتمر الدولي للتجمعات البشرية في المملكة يجسد الدور العربي والأقليمي والدولي لمثل هذه المؤتمرات مشيرا الى ان المملكة العربية السعودية تتميز بنجاح تجربتها في ادارة التجمعات البشرية من خلال موسم الحج الذي يعد اكبر تجمع في العالم يضم ثقافات ولغات وسلوكيات مختلفة مبيناً ان خدمة اكثر من مليوني حاج امرا ليس باليسير وانما يحتاج لطاقات بشرية على درجة عالية من الكفاءة والاداء من اجل القيام بهذه المهمة الشاقة.
ونوه الوزير اللبناني بالدور الكبير والامكانيات التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن والنجاحات المتكررة في كل عام في إدارة الحج وتجنيد منظومة متكاملة لخدمة الحجاج من اجل أداء مناسكهم في يسر وسهولة وامن واطمنئان وصحة جيدة.
فيما اوضح معالي وزير الصحة العامة والإسكان اليمني ج. عبد الكريم يحي راصع أن المؤتمر يضم خبراء دوليين لبحث طب التجمعات والحشود البشرية الذي يعد من الموضوعات ذات الأهمية للكثير من الدول .
وقال معاليه ان المملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة دول العالم اقتدارا في ادارة هذا النوع من التجمعات من خلال الحج مبينا ان العالم كله يتابع بكثب كل عام كيف استطاعت المملكة ان تخدم ما لايقل عن مليوني حاج في وقت وزمان واحد وان النجاح الذي تحققه هو محل اعجاب وتقدير العالم.
]
مواقع النشر