[align=center]بســم الله الـرحمــن الرحيــم
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصاب كان جللا ومايزال ، وقدر الله وقضائه كائن رغم كل شيء ، ولكن وكما قال الله سبحانه وتعالى لذي القرنين : " فاتبع سببا" وهنا حق التوكل وليس التواكل ، أن نأخذ بالأسباب ومن ثم فكل شيء قضاء وقدر نحمد الله عليه ولانسخط والعياذ بالله ، ولكن يحق لنا أن نسخط ممن قصر من المسؤولين وممن أراد أن يميع الموضوع ، وممن أراد أن يجعل السبب واحد لايتعداه للمسؤول من الجهات المعنية بالبنية التحتية والصرف الصحي الذي لم يطرأ علي تغيير ملاحظ لأكثر من 30 عاما ، وفوق كل هذا يتم السكوت عن عمل المستعلين من القوم أراض سكنية في وديان وأماكن لاتصلح للسكن وذلك لتعرضها في أي لحظة سيول لخطر عظيم كأحياء شرق جدة ، بل وساهمت الحكومة بإعطاء صكوك وتصاريح بناء ، وأدخلت الكهرباء وأتبعتها بعد سنين طوال ببقية الخدمات في أماكن أخطر مايكون فيها الحفاظ على أمن الإنسان من مجموعة الأودية والأراضي العائمة ، ولكن وكما قيل ( لأجل عين تكرم مداين ) فغض المسؤولون آنذاك بصرهم عن السكنى هناك وتكدس الناس وأصبحت أحياء تعج بالبشر والمصالح الحكومية من مراكز شرطة إلى دفاع مدني إلى سوبرماركت إلى مطاعم معروفة لتزداد أسعار الأراضي هناك وبشكل فلكي لم يكن يتوقعه من قطن تلك المنطقة قبل أكثر من عشرين عاما ، ولكن وفوق ذلك ببدأ الضغط على مايسمى بـ(بحيرة المسك) ونظرا لأن تلك الأحياء قامت على مساحات كبيرة من المياه الجوفية فسيزيد الضغط على تلك البحيرة التي تعد مصرفا صحيا أيضا للبيارات ، وتكون تهديدا ينتظر الوقت فقط ، ولنتخيل لاسمح الله إذا تهدم ذلك السور فماذا سيحل بتلك الآلاف المؤلفة من الخليقة هناك ، هنا نقف متوسلين خاضعين مذعنين إلى الله بأن يرحم سكان تلك الأحياء خاصة وأن يقيض لهم ولمدينة جدة من يخاف الله فيها ويجعل تلك المليارات التي يعطعيها خادم الحرمين الشريفين تُرى حقيقة ملموسة على أرض الواقع .
لاشك وأن للظلم والتجاوز أثر فيما حدث فلم تخلو جدة من الظلم ولم تخلو كأي مدينة من وجود من يفسد فيها ماليا وأخلاقيا ولكنها كأي مدينة فيها الصالح والطالح ، وفيها من ينكر المنكر ، ومانستطيع نحن إلا أن ننكره بأقلامنا وألسنتنا وقلوبنا وللدولة ان تنكره بيدها حتى لانتعدى حدود اختصاص الدولة ، ولننادي بأن أهل جدة لايزالون ينكرون النكر ويأمرون بالمعروف وكثير من هم يفعلون ذلك ولايمنعهم إلا متنفذ وصلت شخصيته لدرجة عدم المساس بما يخص أصحاب السمو أو حصانة لم يستطع أن يقترب منها مواطن عادي ، وهذا ما يحدث في كثير من مدن المملكة ولاداعي للتحديد فالأمثلة كثيرة وقد رأينا ما يسوء العين والقلب وقرأنا من مقالات بعض الشيوخ في المناطق الأخرى ما يشيب له الرأس ، ولكن لندعوا الله أن يرفع عنا هذا المصاب وأن يجازي كل مقصر ، وكل متهاون ، وكل ناعق على العمى ، وكل من يدعو للفساد بشتى صوره بأن حسبنا الله ونعم الوكيل .
مع احترامي للناضجين
أبو فيصل إبراهيم
مواقع النشر