بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته ،،

إِسْحَاقَ عليه السلام

{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }هود120


يقول الله عز وجل :- {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }الصافات112 والآية :- {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ }الصافات113

نسبه عليه السلام …

هو اسحق بن إبراهيم عليه السلام. وأمه ساره .. وهو الولد الثاني لإبراهيم والذي جاءت الملائكة تزف له وزوجه البشرى بميلاده بعد عمر طويل . ومن نسله كان أنبياء بني إسرائيل .. حيث ان النبوة من بعد الطوفان الذي حصل مع نوح . وضعت فيما بعد في ذرية إبراهيم . ..

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }العنكبوت27..

رسالته عليه السلام …..

يترجح من الأثر ..أن اسحق عليه السلام قد أرسل إلى الكنعانيين في بلاد الشام وفلسطين .. وهي البيئة التي عاش بها أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام . فقد كانت رسالته عليه السلام للأقوام الذين عاش بينهم ..

حياته عليه السلام ….

لما بلغ إبراهيم عليه السلام من العمر 100سنه ولدت له زوجته ساره إسحاق عليه السلام .. وقد ولد إسحاق عليه السلام بمعجزه من الله لان والدته ساره كانت عقيما لا تلد ..فهي قد تعجبت أن تلد وهي عجوز. عندما بشرتها الملائكة.

{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ{72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} ( الآية 71-72 سورة هود)
ولكنه ليس عجيبًا على الله الذي خلق ادم من تراب وامره بين الكاف والنون..
ثم كبر إسحاق عليه السلام وترعرع بين أبويه ..ولانها نبوة ستستمر ..أوصى إبراهيم عليه السلام ابنه إسحاق الا يتزوج إلا امرأة من أهل بيته ..فتزوج إسحاق عليه السلام ( رفقه ) وهي ابنة عمه .. وقد أنجب منها ولدين وهما (العيص ) ويسميه أهل الكتاب عيسو .. والثاني ( يعقوب) عليه السلام والمسمى ( إسرائيل) واليه ينتسب اليهود من بني إسرائيل ..

وذكر أهل الكتاب فى رواية اخرى وفى اعتقادى انها من الأسرائيليات والله اعلم:-

أن اسحاق لما تزوج رفقا بنت بتواييل في حياة أبيه كان عمره أربعين سنة، وأنها كانت عاقراً فدعا الله لها فحملت، فولدت غلامين توأمين أولهما اسمه (عيصو) وهو الذي تسميه العرب العيص، وهو والد الروم. والثاني خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه "يعقوب" وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل.

قالوا: وكان إسحاق يحب عيصو أكثر من يعقوب، لأنه بكره، وكانت أمهما رفقا تحبُّ يعقوب أكثر لأنه الأصغر.

قالوا: فلما كبر إسحاق وضعف بصره اشتهى على ابنه العيص طعاماً، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيداً، ويطبخه له ليبارك عليه ويدعو له، وكان العيص صاحب صيد فذهب يبتغي ذلك، فأمرت رفقا ابنها يعقوب أن يذبح جَدْيَيْنِ من خيار غنمهِ ويصنع منهما طعاماً كما اشتهاه أبوه، ويأتي إليه به قبل أخيه، ليدعو لهن فقامت فألبسته ثياب أخيه، وجعلت على ذراعيه وعنقه من جلد الجديين، لأن العيص كان أشعر الجسد، ويعقوب ليس كذلك

فلما جاء به وقربه إليه قال: من أنت

قال: ولدك، فضمه إليه وجسَّه وجعل يقول: أما الصوت فصوت يعقوب، وأما الجُسُّ والثياب فالعيص، فلما أكل وفرغ دعا له أن يكون أكبر إخوته قدراً، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده، وأن يكثر رزقه وولده.

فلما خرج من عنده جاء أخوه العيص بما أمره به والده فقربه إليه، فقال له: ما هذا يا بني؟

قال: هذا الطعام الذي اشتهيته.

فقال: أما جئتني به قبل السّاعة وأكلت منه ودعوت لك؟

فقال: لا والله. وعرف أن أخاه قد سبقه إلى ذلك، فوجد في نفسه عليه وجداً كثيراً. وذكروا أنه تواعده بالقتل إذا مات أبوهما، وسأل أباه فدعا له بدعوة أخرى، وأن يجعل لذريته غليظ الأرض، وأن يكثر أرزاقهم وثمارهم.

فلما سمعت أمهما ما يتواعد به العيصُ أخاه يعقوب، أمرت ابنها يعقوب أن يذهب إلى أخيها "لابان" الذي بأرض حران، وأن يكون عنده إلى حين يسكن غضب أخيه، وأن يتزوج من بناته، وقالت لزوجها إسحاق أن يأمره بذلك ويوصيه ويدعو له ففعل.

فخرج يعقوب عليه السلام من عندهم من آخر ذلك اليوم

قالوا: فلما قدم يعقوب على خاله أرض حران إذا له ابنتان اسم الكبرى "ليا" واسم الصغرى "راحيل" وكانت أحسنهما وأجملهما فطلب يعقوب الصغرى من خاله، فأجابه إلى ذلك بشرط أن يرعى على غنمه سبع سنين، فلما مضت المدة على خاله "لابان"، صنع طعاماً وجمع الناس عليه، وزفّ إليه ابنته الكبرى "ليا"، وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر.

فلما أصبح يعقوب إذا هي "ليا"، فقال لخاله: لم غدرت بي، وأنت إنما خطبت إليك راحيل؟.

فقال: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى، وأزوجكها.

فعمل سبع سنين وأدخلها عليه مع أختها وكان ذلك سائغاً في ملّتهم. ثم نسخ في شريعة التوراة

ووهب "لابان" لكل واحدة من ابنتيه جارية فوهب لليا جارية اسمها "زلفى"، ووهب لراحيل جارية اسمها "بلهى".

وجبر الله تعالى ضعف "ليا" بأن وهب لها أولاداً، فكان أول من ولدت ليعقوب روبيل، ثم شمعون، ثم لاوي، ثم يهوذا، فغارت عند ذلك "راحيل

ثم دعت الله تعالى "راحيل" وسألته أن يهب لها غلاماً من يعقوب فسمع الله ندائها وأجاب دعائها فحملت من نبي الله يعقوب فولدت له غلاماً عظيماً شريفاً حسناً جميلاً سمته "يوسف".

كل هذا وهم مقيمون بأرض حران وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين أخرى، فصار مدة مقامه عشرين سنة.

فطلب يعقوب من خاله لابان أن يسرّحه ليمر إلى أهله .. فذهب إلى أهله و اجتمع بأخيه العيص

فلما رآه العيص تقدم إليه واحتضنه وقبله وبكى، ورفع العيصُ عينيه ونظر إلى النساء والصبيان، فقال: من أين لك هؤلاء؟ فقال هؤلاء الذين وهب لعبدك

ورجع العيص فتقدم أمامه، ولحقه يعقوب بأهله وما معه من الأنعام والمواشي والعبيد، قاصدين جبال "ساعير".

فلما مر بساحور، ابتنى له بيتاً ولدوا به ظلالاً، ثم مر على أورشليم ، فنزل قبل القرية، واشترى مزرعة ، فضرب هنالك فسطاطه، وابتنى ثم مذبحاً، فسماه "إيل" إله إسرائيل وأمره الله ببنائه ليستعلن له فيه ، وهو بيت المقدس اليوم، الذي جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام

ثم حملت "راحيل" فولدت غلاماً هو "بنيامين" إلاّ أنها جهدت في طلقها به جهداً شديداً، وماتت عقيبه، فدفنها يعقوب في وهي بيت لحم، وصنع يعقوب على قبرها حجراً، وهي الحجارة المعروفة بقبر راحيل إلى اليوم. وكان أولاد يعقوب الذكور اثني عشر رجلاً، فمن ليا: روبيل، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، وايساخر، وزابلون، ومِنْ راحيل : يوسف، وبنيامين، ومن أمة راحيل: دان، ونفتالي. ومن أمة ليا: جاد، واشير، عليهم السلام.

وجاء يعقوب إلى أبيه اسحاق فأقام عنده بقرية حبرون، التي في أرض كنعان، حيث كان يسكن إبراهيم، ثم مرض إسحاق، ومات ...والله اعلم

وفاته عليه السلام …

عاش اسحق عليه السلام 180 سنة ومات بأرض الكنعانيين .. ودفن في مدينة الخليل في فلسطين في مغارة المكفيلا عند أبويه بالحرم الإبراهيمي الشريف/ الخليل … وهي المغارة التي دفن فيها أبوه إبراهيم و أمه سارة وايضاً زوجته رفقه…
هذا والله اعلم ...والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته ،،