وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
كانت فرحتي بالوقوف موقف المعلمة أكبر من إدراكي لحجم المسؤولية
وكان تعاملي معهن في البداية يرتكز على كسر كل ما واجهته في رحلتي التعلمية
حين كنت طالبة
فبدأت أكسر كثيرا من الحواجز وتحول الأمر لمزيد من الإعجاب من طالباتي
مما جعل الأمر يصل لحد المرافقة في المنزل
ولم أكن على وعي بخطورة ما أوصلت نفسي إليه
وتنبه والدي لأمري فقال ما الذي يحدث
كان يظنني أقوم بتدريسهن في منزلي
فقلت لا كل الحكاية أنهن يقمن بتوصيلي وبدوري
أدعوهن للضيافة
فنهاني عن هذا وقال هذا أول العيوب
حتى لو كانت النية سليمة فالمأخذ سيكون سيء للغاية
تفهمت الوضع وخجلي منهن يمنعني من مصارحتهن فأرسلت لهن أختي
وقالت والدي متضايق من هذا رجاءاً لا علاقة لكن بها سوى في المدرسة
كنت حنونة عليهن حد لا يتخيله عقل
وكانوا يبثون لي أحزانهن الصغيرة
مرت السنة الأولى على مثل هذا
وما بلغت مبلغ المدرك لماهية التعليم بعد
كنت محط إعجاب الزائرات بلغتي وفصاحتي وقوة شخصيتي وقدرتي على ضبط الصف
ما دون ذلك فلم أكن أعلم ما مقومات نجاح المعلم ولم يتم توضيح هذا الأمر لنا
كانت الورقاء من ضمن طالباتي
وكنت أقسوا عليها بشدة لللقرابة بيننا
حتى في المنزل
كنت أمارس معها دور المعلمة الشريرة
فأوقع عليها أشد العقوبات حين تخطئ ولو إملائياً
الحمد لله أن جعل حاجتي عند أختي وحدها من كنت أقسوا عليها دون الأخريات
كانت زميلاتي يأتين إلي وأنا في الصف ويتناقشن معي حول أمور شخصية وسواليف نسائية
وكنت أجاملهن وأقف معهن كثيرا
ليت الزمان يعود لأكفر عما بدر مني
لكن مضى الزمان ولن يعود وسنبقى نحمل وزر ما بدر منا
مواقع النشر