بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الفأر


قصة قصيرة





اندفع الفأر كالمجنون بعدما علم أن صاحبة المزرعة وضعت مصيدةً له

وهو يصيح: "لقد جاؤوا بمصيدة يا ولينا هنا صاحت الدجاجة محتجّة:

"اسمع.. المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك ألا يكفينا

ما تبثه الفضائيات" فتوجه الفأر إلى الخروف مولولاً: "الحذر الحذر ففي

البيت مصيدة" فابتسم الخروف وقال: "يا جبان يا رعديد لماذا تمارس

السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا

توجع رؤوسنا بصراخك فأنا أستمع لحصاد اليوم لذا أنصحك بالكف عن

سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب" هنا لم يجد الفأر مناصاً من

الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف: "يا للهول في بيتنا مصيدة يبدو

أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة

الحيوان؟" عندئذ أدرك الفأر أنه لا فائدة من الاستنجاد بمن حوله وقرر أن

يتدبر أمره بنفسه فواصل التجسس على المزارع حتى عرف مكان

المصيدة ونام بعدها قرير العين بعد أن قرر الابتعاد عن مكمن الخطر

وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة فهرعت

زوجة المزارع ظانةً أن الفأر وقع فيها وعندما حاولت أن تمسكه عضها

ثعبان علق ذيله في تلك المصيدة فذهب بها زوجها على الفور إلى

المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية وعادت إلى البيت وهي تعاني من

ارتفاع في درجة الحرارة وبما أن الشخص المسموم بحاجة إلى سوائل قام

المزارع بذبح الدجاجة وصنع منها حساء لزوجته المحمومة وتدفق بعدها

الأهل والجيران لتفقد أحوال الزوجة فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم

ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام وجاء

المعزون بالمئات فاضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم...


هذه القصة لا تتناول إحدى مغامرات "جيري" مع أصدقاء جدد مع أنها

تصح لذلك لكنها تُبيِّن أنه مهما كان حجم الكائن صغيراً فإنه لا بد أن يؤثر

على من حوله وإن لمجرد وجوده قدرةً على تغيير مجريات الأحداث ودفع

الأفعال باتجاهات أخرى قد تكون غير متوقعة...


قديم من تراب رفاتي





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،