رحبت شخصيات ومؤسسات إسلامية في بريطانيا بافتتاح خدمة الهاتف الإسلامي في المملكة المتحدة، ووصفته بأنه جزء من تجليات الحريات الدينية والإعلامية التي تمتاز بها بريطانيا.

ولكن هذه الشخصيات دعت إلى الحذر من أن تكون الفتاوى الصادرة عن هذه الخدمة عن علماء من خارج بريطانيا غير مدركين لطبيعة الحياة في بريطانيا وقضايا الأقليات الإسلامية فيها.

وأشاد مدير مركز دراسة الإرهاب في بريطانيا الدكتور كمال الهلباوي بخطوة الإعلان عن تأسيس أول شركة لخدمة الهاتف الإسلامي في بريطانيا. وقال إن "الإعلان عن تأسيس خدمة الهاتف الإسلامي خطوة إيجابية تستحق الثناء والتقدير، ولكن بشرط أن يكون العلماء أصحاب الفتوى من العالمين بطبيعة الحياة في بريطانيا والقوانين الناظمة لها، وقضايا الأقليات الإسلامية فيها، وإلا فإن بعض الفتاوى قد تخلق مشكلات جديدة نحن في غنى عنها.

وأضاف "أن الفكرة من حيث الأصل إيجابية والرد على أسئلة الناس مهم وخصوصا ما يتصل منها بالجرائم التي لم ترتكب، لكن بشرط أن تكون صادرة عن علماء مدركين لطبيعة الحياة البريطانية كما قلت".

من جهته شدد مدير مكتب الرابطة الإسلامية في بريطانيا بلقاسم كحللش على أهمية الخطوة وضرورة أن تكون الفتوى صادرة عن علماء مدركين لطبيعة قضايا المسلمين في بريطانيا والقوانين المعمول بها في البلد.

وأضاف أنه "لا شك في أن خطوة خدمة الهاتف الإسلامي فكرة مهمة للغاية، لكن ما نأمله هو أن يكون علماء الفتوى من العالمين بمختلف أوضاع حياة الأقليات الإسلامية عندنا في الغرب، وأن بعض الفتاوى أحيانا تحتاج إلى لقاء مباشر بين السائل والعالم ولا يكفي الهاتف فيها".

ورأى كحللش أن هناك تجمعات أوروبية موجودة متخصصة في الفتوى كان الأجدى التنسيق معها، خصوصا المجمع الأوروبي للفتوى والبحوث الذي أسسه الشيخ يوسف القرضاوي، مبديا خشيته من أن يكون غلاء سعر المكالمة حافزا لشركات أخرى للدخول على الخط فتصبح العملية أقرب إلى التجارة منها إلى الحاجة الفقهية.

وكان عدد من العلماء المصريين قد شاركوا الثلاثاء في افتتاح خدمة الهاتف الإسلامي التي يستطيع من خلالها المتصل ترك سؤاله في أي قضية ليتم الرد عليه من قبل أحد علماء الأزهر في غضون 48 ساعة.

وهذه خدمة يتم توفيرها لأول مرة في أوروبا بعد أن تم تجريبها على مدى ثمانية أعوام في مصر بمبادرة من رئيس مجلس إدارة الهاتف الإسلامي شريف عصمت عبد المجيد، وهي خطوة أولى ناطقة باللغة العربية على أن تتبعها خطوات إضافية تضم اللغة الإنجليزية وتمتد لتشمل مختلف أنحاء العالم عبر عالم الإنترنت.

الجزيرة نت