على طرف الطريق
رأيتها متلفعة بثياب
بل ببقايا ثياب
ومن حولها أطفال شباب
ترقب المنازل وساكنيها
وبيتها بات خراب
وعلى سطحه نعق الغُراب
رأيتها تمسح ادمعاً تلمع كالزيتون
تنشج أوجاعاً وتعاني طعون
تبكي على بيسان والّلد وعكا
وتنوح على اقصى تراه يهون
تستصرخ أبناء العروبة أنقذوني
تستصرخ أبناء الإسلام ساعدوني
فيجيبها الصمت مصحوب بالسكون
لا همهمات أبطال
لا قعقعات سلاح
ولا صلصلة سيوف
ولا صهيل جياد
لا شيء
لا شيء
سوى مؤتمرات فاخرات
وعرض طيارات وسيارات
ومن منا يصل آخراً زيادة في المقام
ثم سلام
وكلام
وموائد طوال
وكثير من الرجال
وبعد الفاكهة
وعود الأسنان
لا بأس في سيقار
ثم يصدر قرار
والكل يرقب ما ذاك القرار
الذي سيحيل ليل القدس الى نهار
صمتاً !!
فقد صدر القرار
وياله من قرار
لقد اجمع حكام قهر المستحيل
على الشجب والاستنكار
ووقع الجميييييييييع
وتحت الخط كُتب !!!
-------------------------
القدس لإسرائييييييييييييل .




**********



لا تصرخي يا غزة من بلواكِ
ولا تبكِ فما من سامع لبكاكِ

للعُرب آذان منصتات للهوى
وعيونهم عميا عن سلب ثراكِ

اذا خجلوا من أطفالكِ يوماً استنكروا
واستنكارهم لحماهم دون حماكِ

يا غزة إن بقيتي ترقبين العرب
فموتي سريعاً وأقصري شكواكِ

وان أردتِ النصر فليشمر طفلكِ
عن ساعد الجهاد فهو بقاكِ .




***********




طفل صغير
بريء
يلهو بلعبته
فهي كل أفكاره
تعجبه حمائم خرساء
تهدل بصمت فوق داره
يلهو بهدوء
وبراءة
لكن ام الطفل ترقب رشد جندي
فقد أرضعته من ثديها سر الحجارة
جرّعته معنى الوطن
ومعنى العدو
أذاقته طعم الانتصار,
ومرارة الخسارة
خلعت عليه أُعطية
من رحم الأرض
من جسمه وقراره
أهدته يوم رشاده سلاح من جحيم
وجذوة من نار تكوي الظالمين
ثم دفعت الأم الرؤوم للوطن بطفلها
من دون أي شيء إلا من حجارة
هب الصغير نحو غزة
ذكر الله وقذف عدواً بالحجر
فاستغرب اليهودي
كيف يُصنع في الطفل هذه الجسارة
كيف يواجه الرشاش بحجر
ليس له مدى غير طفل واقتداره
كيف لا يخاف الطفل رشاشي
أظنه الحماس وحماس نبع قراره
ويبلي الطفل في البيداء رميا بالحجارة
فلا زال طعم الحليب في حلقه
ممتزجاً برائحة أمه ووطنه وغباره
يرمي الطفل حجراً بكل قوته
على يهودياً ينجّس أرضنا تلك المنارة
فيثور العلج
فيردي الطفل وسط دماءه
فيبتسم الطفل أن مات شهيد
متندماً فلا زال بين اليدين حجارة
يتعالى صوت الأحزان
يتعالم كل الجيران
تأتي أم الطفل
وتضحك
لا خسارة !
لا خسارة !
إن واجه طفلي أقداره
فأطفالي ملء الحارة !
فهنا حجارة
وهناك حجارة
سنصنع لفلسطين جيوشاً
من أطفاله
رغم أن يهود أغارت
والمسلم يستخسر غاره
كم طفل وشيخ ماتوا
كم مسلم هتكت أستاره
في عالم ما يُدعى حضارة
والعالم مادمنا عُزل
لا يبالي بشعب يُقتل
مادمنا من الاخوة نخذل
وكل جار باع جاره
هاهي فلسطين تنعى جحافل
ضحت بأرواحها في مجازر
لا مقارنة فيها كبركان وشرارة
أين ما تسمى حقوق الإنسان
وأين العالم
أم أن دم المسلم مسموح بإهداره
عندما يُباد مئات المسلمين
تنام حقوق الإنسان
بل وينام العالم متوسداً قراره
وعندما يُجرح يهودياً يثور العالم
ويصبح للإنسان حقوق
ويحصد الأطفال
وتُطبع على رأس اليهودي قُبلة
لأنه إنسان يجب رد اعتباره
وهكذا ..
تسيل دماء الشهداء في كل طريق
وتلد الأمهات كل يوم طفل
ويسقى حب الوطن وغباره
ليصبح جندياً ويحمل حجر
قد امسكته أيادي شهداء قبله
لتستمر حركة جهاد له أسراره
وليبقى مجلس الأمن
وحقوق الإنسان الغربية
وعقوق الإنسان العربي
كما هي
فطفل فلسطين
هو من سيعيد الأقصى
فهو يرضع مع الحليب سر الحجارة.