السلام عليكم

عهدنا وتعودنا كثيرا أن نسمع في إعلامنا العربي..
نشجب, نستنكر, نندب, نهيب, نطالب, ننادي, نسمع, الخ...

هذه النون الرقراقة التي تحمل في داخلها حسا عميقا من الراحة والسكون, فهي لاتعدو كونها سلام مع النفس, واطمئنان للشعوب ( الكادحة ) , وحفاظ على الكرسي الدوار..

إنها ( نون ) الهدوء التي مالبثت مع الأيام أن أصحبت ( نون ) المذلة والخنوع والضعف والجبن, إنها حقا معادلة صعبة, إذ من الصعب في عجالة أو كليمات أن نصف حال المواقف العربية ( البائدة ) تجاه مايحصل.

غزة!! كلمة تطوي في داخلها قرابة ثلاث أعوام من حصار غاشم أهلك فئاما من الناس دون وجه حق إلا انهم (قالوا ربنا الله ) ثم لأنهم ارتضوا حماس لتكون هي حكومتهم المعتبرة.

لقد دخل الصراع الفلسطيني منحا جديدا وخطيرا وخصوصا أن القصف اليوم ينزل على مكان كانت تنادي جميع دول العالم بمساعدته من ويلات الحصار الظالم, ولكنه اليوم ينادي بوقف مطر منهمر من الصواريخ والقاذفات , التي تهدم الصخور المتحجرة فضلا عن الأجساد الطاهرة..

وللأسف لازالت الـ (نون ) ترافقنا في حياتنا هذه, ولازالت تردد صداها في وجه كل متهور يريد الفتك بكرامة إسرائيل, وإغضاب الأمم المتحدة من قرارات لاتخدم الصالح العام!!

أما مصالح غزة ومليون ونصف بداخلها فلا كرامة للغرباء!!.

من سيتحمل مجزرة غزة اليوم؟؟ المواقف العربية اكتفت حتى الساعة بالاجتماعات الطارئة والتحلق على طاولات النقاش ( العقيمة ) وباراك يعلنها صريحة " سيستمر الهجوم إذا دعت الحاجة لذلك" إنه التحدي الصارخ للأمة العربية على حد زعمهم.

الأمة التي لاتستطيع أن تتخذ قرارا يخصها في وقت الأزمة لاشك انها أمة تابعة لا متبوعة, لقد مللنا الكلام ونحن نريد العمل.

وحتى لانكون مجرد عواطف تتحرك مع الحدث دون أن تكون ردود أفعالنا مستنبطة من الكتاب والسنة فإنه لابد لنا اليوم أن نغير علاقتنا مع الله تعالى بالتوبة والإنابة وتغيير النفس اولا, والسعي بتقديم يد العون لإخواننا بما نقدر عليه ومن أوجبه الدعاء..
( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
فهل تدرك الأمة اليوم ذلك؟؟

أما إخواننا في غزة فليبشروا فليل الظلام قد آن أن يزول, وسحائب النصر قادمة لتبشر بالتمكين ولكن للتمكين ثمن!!
( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )

اللهم انصر إخواننا في غزة, واهلك عدوهم ياقوي يامتين