كتائب القسام تبدد مزيداً من الأوهام
د. محمد اسحق الريفي - 12/30/2008
[imgr]http://www.doraksa.com/vb/attachment.php?attachmentid=435&stc=1&d=1230713716[/imgr] يدل النمط الذي يتبعه جيش الاحتلال الصهيوني في سير حربه ضد غزة أن خطته للقضاء على حركة حماس تتكون من شقين: عزل المدنيين عن المجاهدين، وتدمير البنية التحتية لحركة حماس. ولكن يبدو جلياً أن المجاهدين قد تحصنوا جيداً، مما يبشر بهزيمة جيش الاحتلال على غرار هزيمته في لبنان.
[imgr]http://alarabnews.com/Public/AlarabNews_Images/21202.jpg[/imgr] ولتحقيق الشق الأول من هذه الخطة؛ قام جيش الاحتلال بتدمير المقرات الحكومية والمراكز الشرطية والأمنية وعدد من ورش التصنيع العسكري ومعسكرات التدريب التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس ولجان المقاومة الشعبية، إضافة إلى أماكن عديدة يتحصن فيها المجاهدون؛ كالمساجد والمنازل. ويهدف الاحتلال من وراء ذلك إلى اضطرار المجاهدين للخروج إلى الأماكن المكشوفة؛ ليصبحوا في مرمى طائراته المسيَّرة، التي تطير بدون طيار ولديها قدرة كبيرة على إصابة أهدافها بدقة، والتي لا تغادر أجواء غزة لحظة واحدة.
ولكن المجاهدين استعدوا جيداً لمواجهة هذا التكتيك الصهيوني وحصنوا أنفسهم ضد طائراته، وهذا يفسر قلة الخسائر في صفوفهم، مقارنة بالمعارك السابقة، مما خيَّب أمل الاحتلال وأفشل خططه وأربكه. فقد استفاد المجاهدون كثيراً من خبرتهم العسكرية التي اكتسبوها أثناء صدهم لمئات الاجتياحات والتوغلات الصهيونية، ووظف المجاهدون هذه الخبرات في مواجهة تكتيكات جيش الاحتلال بذكاء وإرباكه وإحباط خططه.
وزاد من إرباك جيش الاحتلال؛ اتسام ردة فعل المجاهدين بالحكمة والتروي، وعدم الاندفاع، والتدرج في الرد على العدوان، وعدم الإقدام على ردود فعل غير محسوبة العواقب. كما أدى نجاح المجاهدين في زيادة مدى الصواريخ محلية الصنع إلى نجاحهم في إطلاقها من أماكن بعيدة إلى حد ما عن الخطوط الأمامية المكشوفة، مما قلل خسائر المجاهدين وساعدهم على استمرار إطلاق الصواريخ.
أدى ذلك إلى تخبط جيش الاحتلال، الذي لم يتوقع أن تنجح كتائب القسام في الاحتفاظ بكامل قوتها بعد الضربات الجوية العنيفة، وأن تتصرف بحكمة واتزان وتستمر في إطلاق الصواريخ، التي وصلت إلى عمق كيان الاحتلال لأول مرة، فدب الذعر في سكان دائرة متسعة من المدن والمستوطنات الصهيونية، ولم يفلت من الذعر قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين.
انعكس هذا التخبط على أداء جيش الاحتلال في حربه ضد حركة حماس وكتائب القسام وأجنحة المقاومة الأخرى والمدنيين، فراح يدك منازل بعض المقاومين والمساجد على رؤوس من فيها، وأخذ يستهدف كل مواطن يشتبه العدو في علاقته بالصواريخ، وكذلك المقرات والمراكز التي تعرضت للقصف أكثر من مرة! ولا شك أن هذا التخبط يدل على عجز جيش الاحتلال عن الوصول إلى المجاهدين والأهداف العسكرية الفلسطينية.
ولا شك أن استهداف الاحتلال للمدنيين يؤكد بطلان زعمه بأنه يحرص على تجنب قتل المدنيين، وهو يسوق هذا الزعم من أجل خداع الرأي العام العالمي وتمثيل دور الضحية. فجيش الاحتلال يهدف إلى إلحاق خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، حتى يوفر مادة إعلامية للدعاية الصهيونية والأقلام المأجورة ضد حركة حماس وثقافة المقاومة.
ويتضمن الشق الثاني من الخطة الصهيونية تدمير مؤسسات حركة حماس وبنيتها التحتية، ولكن الحركة لن تفنى، لأنها باقية بفكرها ونهجها المقاوم ورجالها ونسائها وتاريخها المشرف...
ستفشل هذه الخطة حتماً، بل هي فشلت بالفعل، ولن يجن الاحتلال من حربه على غزة غير الخيبة والهزيمة. وستنتصر حركة حماس حتماً، بل هي انتصرت بالفعل، لأن قيادتها وقيادة كتائب القسام والحكومة لا تزال تعمل بقوة على كل الجبهات؛ الإعلامية والسياسية والعسكرية، ولأن شعبنا لا يستسلم ولا تنكسر له إرادة ولا تلين له قناة. وفي نصر حركة حماس وكتائبها نصر لشعبنا، بل نصر لأمتنا العربية والإسلامية، وهزيمة للذين تآمروا عليها وأناطوا بجيش الاحتلال تنفيذ هذه المؤامرة.
لقد اثبت الاحتلال أنه أداة رخيصة بيد أعداء أمتنا، وأنه يخسر كل حرب حقيقية يخوضوها مع المجاهدين. ولقد رهنت ليفني وباراك مستقبلهما السياسي بنتائج هذه الحرب، وستثبت الأيام فشل رهانهما، وستثبت كتائب القسام للاحتلال والأمريكان وحلفائهم أنهم واهمون.
[line]-[/line]
نقلا عن عرب نيوز - للتعليق
مواقع النشر