[mark=#ffff00]محمد صلى الله عليه وسلم
كأنك تراه


د. عائض بن عبدالله القرني



الطبعة الأولى
1422 هـ ـ 2002 م

دار ابن حزم
بيروت لبنان
المؤلف في سطور

• عائض بن عبدالله بن عائض آل مجدوع القرني.
• من مواليد عام 1379 هـ ببلاد القرن جنوب المملكة العربية السعودية.
• حصل على الشهادة الجامعية من كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية عام 1403 ـ 1404 هـ.
• حصل على الماجستير في الحديث النبوي عام 1408 هـ وعنوان رسالته " البدعة وأثرها في الدراية والرواية".
• حصل على الدكتوراه من جامعة الإمام عام 1422 هـ بعنوان " دراسة وتحقيق كتاب: الفهم على صحيح مسلم للقرطبي".
• له أكثر من ثمانمائة شريط كاسيت إسلامي في الخطب والدروس والمحاضرات والأمسيات الشعرية والندوات الأدبية.
• يحفظ القرآن الكريم وكتاب بلوغ المرام ويستحضر ما يقارب من خمسة آلاف حديث وأكثر من عشرة آلاف بيت شعر.
• له أربعة دواوين شعرية هي:
1- لحن الخلود.
2- تاج المدائح.
3- هدايا وتحايا.
4- قصة الطموح.
• أما مؤلفاته: فقد ألف في الحديث والتفسير والفقه والأدب والسيرة والتراجم، ومن مؤلفاته التي أصدرها دار ابن حزم بلبنان:

1- الاسلام وقضايا العصر. 2- تاج المدائح.
3- ثلاثون سببا للسعادة. 4- دروس المسجد في رمضان.
5- فاعلم أنه لا إله إلا الله. 6- مجتمع المثل.
7- ورد المسلم والمسلمة. 8- فقه الديل.
9- نونية القرني. 10- المعجزة الخالدة.
11- اقرأ باسم ربك. 12- تحف نبوية.
13- حتى تكون أسعد الناس. 14- سياط القلوب.
15- فتية آمنوا بربهم. 16- هكذا قال لنا المعلم.
17- ولكن كونوا ربانيين. 18- من موحد الى ملحد.
19- إمبراطور الشعراء. 20- وحي الذاكرة.
21- الى الذين أسرفوا على أنفسهم. 22- ترجمان السنة.
23- حدائق ذات بهجة. 24- العظمة.
25- لا تحزن. 26- وجاءت سكرة الموت بالحق.
27- مقامات القرني. 28- احفظ الله يحفظك.
29- أعذب الشعر.


• حضر عشرات الحاضرات والأمسيات، وحضر مؤتمر الشباب العربي المسلم ومؤتمر الكتاب والسنة بالولايات المتحدة الأميركية، وحاضر في الأندية الأدبية والرياضية، وحاضر في الجامعات والملتقيات الثقافية.

مقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله محمد، وآله وصحبه، أما بعد:

فلا أستطيع أن ألزم الحياد في كتابتي عن أحبّ إنسان الى قلبي: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنني لا أكتب عن زعيم سياسي قدّم لشعبه أطروحته وعرض على أتباعه فكرته، ليقيم دولة في زاوية من زوايا الأرض، بل أكتب عن رسول ربّ العالمين، المبعوث رحمة للناس أجمعين.

ولن ألزم الحياد وأنا أكتب عنه؛ لأنني لا أكتب عن خليفة من الخلفاء له جنود وبنود ولديه حشود وعنده قناطير مقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسّومة والأنعام والحرث، ولكنني أكتب عن الرحمة المهداة والنعمة المسداة: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولن ألزم الحياد لأنني لا أتكلم عن سلطان من السلاطين قهر الناس بسيفه وسوطه، وأخاف الناس بسلطانه وهيمانه وصولجانه، لكنني أتكلم عن معصوم شرح الله صدره ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره.

ولن ألزم الحياد لأنني لا أتكلم عن شاعر هدّار، أو خطيب ثرثار، أو متكلم موّار، أو فيلسوف هائم، أو روائي متخيل، أو كاتب متصنّعن أو تاجر منعم، بل أتحدث عن نبي خاتم، نزل عليه الوحي، وهبط عليه جبريل، ووصل سدرة المنتهى، له شفاعة كبرى، ومنزلة عظمى، وحوض مورود، ومقام محمود، ولواء معقود، فكيف ألزم الحياد إذاً؟

أتريد أن أحبس عواطفي وأن أقيد ميولي وأن أربط على نبضات قلبي وأنا أكتب عن أحب إنسان إلى قلبي وأغلى رجل وأعز مخلوق على نفسي؟ إن هذا لشسء عجاب!

أتريد مني أن أكفكف دموعي وأنا أخطّ سيرته، وأن أخمد لهيب روحي وأنا أسطّر أخباره، وأن أجمد خلجات فؤادي وأنا أدبج ذكرياته؟! لن أستطيع هذا، كلا وألف كلا.

لأنني أكتب عن أسوة وإمام معي بهداه في كل شاردة وواردة، أصلي فأذكره لأنه يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي" البخاري 631، أحجّ فأذكره لأنه يقول:" لتأخذوا عني مناسككم" مسلم 1297، في كل طرفة عين أذكره لأنه يقول:" من رغب عن سنتي فليس مني" البخاري 5063 ومسلم 1401، وفي كل لحظة أذكره لأن الله يقول:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب 21.

إنني أكتب عن أغلى الرجال وأجلّ الناس وأفضل البشر وأزكى العالمين، مرجعي في ذلك دفتر الحب المحفوظ في قلبي، ومصدري في ذلك ديوان الإعجاب المخطوط في ذاكرتي، فكأنني أكتب بأعصاب جسمي وشرايين قلبي، وكأن مدادي دمي ودموعي:

إن كان أحببت بعد الله مثله في
بدو وحضر ومن عرب ومن عجم
فلا اشتفى ناظري من منظر حسن
ولا تفوّه بالقول السديد فمي[/mark]