الطائف (واس) تمثل الزراعة العضوية في قرى محافظة الطائف ومزارعها الوادعة في الجبل والوادي، امتدادًا لطريق متوارث سبقنا عليه الآباء والأجداد بالزراعة المتنوعة والاجتماعية المتلائمة مع البيئة المحيطة، بالاستغناء عن استخدام الأسمِدة الصناعية والمُبيدات الحشرية، لتكون مزارعهم بحصادها منذ مئات السنين، واحدة من أهم النظم المتجانسة مع استدامة الطبيعة ودوراتها في الحياة.


09 جمادى الأولى 1446هـ 11 نوفمبر 2024م

وعززت زراعة الأباء والأجداد الصحة السليمة للإنسان وكذلك صحة التربة والماء والنبات والحيوان، لتسهم ممارساتهم القديمة إلى جيل اليوم؛ في المحافظة على التنوع الحيوي، بهدف الاستخدام الأمثل للطاقة والموارد الطبيعية.



وتوفر الزراعة العضوية التي يعمل عليها مزارعو الطائف حاليًا، مفهومًا دقيقًا في الممارسات والآليات المكتسبة، وما تصحبه من معايير طامحة في الإنتاج العضوي، وذلك من إعادة تدوير لمخلفات المزارع والاستفادة منها ضمن أسلوب الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني دون مدخلات كيميائية، حيث تقوم الزراعة العضوية في محافظة الطائف على دورة تكاملية، يُنتج فيها المزارعون، السماد من النباتات المتعفنة و ما تخرجه الحيوانات، لتمثل حلًا مثاليًا في تحقيق سلامة الغذاء بما يتفق مع أهداف رؤية 2030.



وبمناسبة "يوم الغذاء العضوي" تحدث لهيئة وكالة الأنباء السعودية المزارع عبد الله ساعد الطلحي ذو الثمانين عامًا قائلًا: "إن وزارة البيئة والمياه والزراعة قادت في الطائف جهدًا جليًا لنجاح مشروع الزراعة العضوية"، وبدأت من خلال برامجها بتطبيق النظام والتعليمات على أركان المنظومة الزراعية العضوية لكل مزارع يرغب فيها، ليكون هذا الجهد بمثابة منظومة متكاملة، وشكلًا جاذبًا للمهتمين من القطاع الزراعي، سواء في إنشاء مزارع والتوسع في الإنتاج، أو الاستيراد والتصدير بالمدخلات الزراعية العضوية وغيرها، وحصولهم على الشهادات المعتمدة من جهة الإصدار التي تضمن المصداقية والقدرات التنافسية لمنتجاتهم في الأسواق المحلية والعالمية.



وأشار إلى أن التفاعل مع (يوم الغذاء العضوي) في كل عام هو خطوة تتيح من خلالها الفرصة للجميع من مزارعين ومهتمين ومستهلكين للاطلاع والتعرف على ما تتفرد به المنتجات العضوية سواء كانت منتجات الطائف أو كافة مناطق المملكة الأخرى، وما تضمه من تميز وجودة عالية وجودة مذاق .



ولفت النظر إلى أن سوق المنتجات العضوية يشهد اليوم، نمُوًا ملموسًا خصوصًا وأنه يتم الالتزام بزراعة متنوعة واجتماعية ومتلائمة مع البيئة، يتم فيها الاستغناء عن استخدام الأسمِدة الصناعية والمُبيدات، لتحظى بعدها المخرجات العضوية بأولوية عالية في صفوف المجتمع الاستهلاكي، إذ تعد منتجات صحية على نحو مستدام.


الزراعة بنت اشهر الفصور العربية

وبين الطلحي، أن قطاع الزراعة العضوية أصبح اليوم الأكثر حركة والأسرع رتمًا والأعلى طلبًا في صناعة الغذاء العالمي، لافتًا النظر إلى أن المستهلك سيكون له النصيب الأكبر في الزراعة العضوية وطرق حصوله على المنتجات العضوية الأكثر قيمة غذائية، مشيرًا إلى أن الممارسة الزراعية التي عمل عليها منذ سنوات في مدرجات مزارعة الوادعة في جبال الشفا، أتاحت له الوعي بأهميتها، مؤكدًا أنها أسلوب في الحياة المستدامة للأجيال من بعدنا.



وشرح الطلحي إلى أن الزراعة العضوية تنقسم إلى جزئين: الزراعة العضوية للبيوت المحمية، والزراعة العضوية المكشوفة، بهدف إنتاج غذاء دون استخدام مواد أو مبيدات كيميائية أو هرمونات أو كائنات معدلة وراثيًا، ويشمل أيضًا: الأسمدة، المخصبات، محسنات التربة، مواد الوقاية، البذور ومواد الإكثار الخضري، مواد ووسائل المكافحة الميكانيكية والحيوية.


شجرة الكافور، في الوهط شمال غرب مدينة الطائف، عاشت 1420سنة


من سدود الجدود



يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا