الرياض (واس) حب اللغة العربية يعني التمسك بجذور الهوية، والاعتزاز بتراثٍ يمتد عبر العصور، هي لغةُ القرآن الكريم، ولغةُ الفكر والفلسفة، ونافذة إلى عوالم من المعرفة والجماليات المحفزة على الاستكشاف، إذ تقرأ وتبحث عن الجمال في كل زاوية من زوايا هذه اللغة العظيمة، فكلما تعمقت فيها زاد شغفك وكأنك تكتشف كنزًا دفينًا لا ينضب، هذا هو حب اللغة العربية، حبٌ يلامس القلب ويغذي الروح.


01 ربيع الآخر 1446هـ 04 أكتوبر 2024م

وعن قصة تعلقها باللغة وابتكارها لطريقة جديدة نحوها، كشفت لجين أبو الفرج عن معاناتها مع طفلها بسبب بُعده عن اللغة العربية وعدم رغبته في تعلمها بمدرسته وممارستها، الأمر الذي دعاها إلى حمل عاتق المسؤولية تجاه اللغة على نفسها وطفلها وأجيال المملكة الحالية والقادمة، بتسخير مجال دراستها (التصميم) في ابتكار طريقة تُحبب اللغة العربية على الأطفال وتنميهم على الإبداع في اللغة بطريقة سهلة وممتعة.



بدأ ذلك منذ العام 2015م، حينما استشعرت الأم المشكلة، تقدمت على برنامج لتصميم المنتجات "تنوين بأي تشكيل" الذي استمر لمدة سنة، وأثناء دراستها وتدربيها، شعرت لجين بجماليات الخط العربي وبساطته وأنه من الممكن أن يكون لعبة علمية وممتعة بنفس الوقت، وحين انتهاء التدريب، كان مشروع تخرجها آنذاك لعبة تحاكي اللغة العربية بشكل ممتع، تمثلت في أحرف عربية ضخمة يتم تشكيلها ككلمات أو ألعاب أو أشكال وغير ذلك، لتنطلق بعد ذلك في مرحلة ابتكار مشروعها مع حرصها على أن يَسهل تشكيله وحمله واللعب به؛ مع قيمة تعليمية تتخلل ذلك.



وبعد 5 أعوام، ومن منطلق أن اللعب أداة مهمة للتعليم لحل المشكلة، أحدثت لجين الخطوة الأولى في توجهها بتعلم الخط العربي وابتكار صناعة تخدم اللغة وأطفال الجيل الحالي والقادم بإطلاق مشروعها "أكوان" في العام 2020م، واستحدثت لعبة "تكوين" التي تدمج ما بين اللغة العربية واللعب، عبر تشكيل الخط العربي كأشكال هندسية بسيطة تراعي أسس الخط العربي وتترابط مغناطيسيًا.



ومن أروقة "الرياض تقرأ" أوضحت المبتكرة لجين أبو الفرج لـ "واس"، أن اختيار اسم "أكوان" يأتي بسبب أن عقل الطفل يشابه الأكوان، مبينةً أن اللعبة لا تقتصر فقط على طريقة لعب واحدة بل تكون مفتوحة ويستطيع تشكيلها بطرق عديدة، وقالت: "ألهمت غيري بتقديم اللغة العربية، وهذا يسعدني لأننا جميعنا مسؤولون ونسهم في هذه المشكلة"، مضيفةً: "أحببت أن أولادي أصبحوا يحبون اللغة العربية ويحاولون الحديث والتفاعل بها، ووجدوا جماليات باللغة أسهمت في تعزيز الابتكار في اللغة العربية".



وعبرت عن تقديرها لجهود وزارة الثقافة في إحياء الثقافة السعودية بشكل عام واللغة بشكل خاص، ودعم الشباب والشابات بالمملكة في هذه المجالات، مبينةً عن ترشيح الوزارة لها للجوائز الثقافية لعام 2023 في مسار العمارة والتصميم، ووصلت إلى أحد المراكز الثلاثة النهائية على المملكة، كما حازت لعبتها على ختم "صمم في السعودية".





تم تصويب (ينضب, هذا) إلى (ينضب، هذا)