نكسة الاقتصاد الأمريكي (8)

أخيرا،، يوافق مجلس الشيوخ على (خطة) الانقاذ المالي، وبوش يدعو مجلس النواب للموافقة عليها،

فلقد اقر مجلس الشيوخ الاميركي خطة انقاذ المصارف البالغة قيمتها 700 مليار دولار (اقترحها وزير الخزانة الامريكي) لتثبيت القطاع المالي في الولايات المتحدة. وقد تم أقرار الخطة المعدلة الاربعاء (74 صوتا مقابل 25 صوتا) ضدها، وهو ما يحيي الخطة بعد أن رفضت في مجلس النواب الاثنين الماضي.

المرشح الديمقراطي للبيت الابيض باراك اوباما كان قد دعا إلى تبني هذه الخطة، معتبرا ان أزمة وول ستريت هي أزمة أمريكية. مؤكدا وحدة الكلمة لازالة المخاوف الحالية والانية والمستقبلية. هذا وقد وصف اوباما الازمة بأنها كارثية، مشيرا الى خطورة اقفال الاف المؤسسات وضياع ملايين الوظائف والكساد المؤلم الطويل الذي قد يليها.

ولكن تبني خطة الانقاذ ليس نهاية مهمة انعاش الاقتصاد لكنها البداية. وأعرب زعماء الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن تفاؤلهما حول موافقة مجلس الشيوخ على خطة الإدارة الأمريكية لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي في صيغتها الجديدة.

أشار أعضاء من الحزبين إلى دعم متزايد للتصويت لصالح الخطة في مجلس النواب، حيث يتوقع أن يصوت مجلس النواب على الصيغة المعدلة للخطة هذه الجمعة. هذا ورحب بوش بموافقة مجلس الشيوخ على خطة الانقاذ المالي. حيث أشاد بموافقة مجلس الشيوخ على خطة تتكلف 700 مليار دولار لانقاذ القطاع المالي الامريكي آملا من مجلس النواب سارعة إتخاذ إلقرار.

جدد جورج بوش أمس الخميس دعوته إلى مجلس النواب الأمريكي إلى إقرار الخطة التي تبنتها إدارته محذرًا من مخاطر البطالة نتيجة الأزمة المالية. وصرح للصحفيين عقب اجتماع بعض ممثلي الشركات والمؤسسات الأمريكية عن قلق الشعب على مستقبلهم ودور حكومتهم حيال الأزمة المالية. وقال بإن الناس حاليا لا يقترضون المال من بنك إلى بنك والبنوك لا تقرض شركاتنا المتوسطة والصغيرة. وبإن المواطن الأمريكي قلق على مدخراته وعلى عمله وسكنه، داعيا مجلس النواب إلى تقصي هذه الاصوات.

بعدما رفض مجلس النواب الأميركي قبل يومين صيغة الخطة، سيبحثها غدا الجمعة الخطة مرة أخرى، وخاصة بعدما أقرها مجلس الشيوخ الأميركي. والتي اقترحها وزير الخزانة الأمريكي وتمريرها من جديد إلى مجلس النواب الذي طالبه الرئيس الأمريكي جورج بوش بإقرارها.

وقد أقرت الخطة المعدلة أمس الأربعاء، بـ 74 صوتًا في مقابل 25 صوتًا ضدها، علما بأنّ المرشحين للانتخابات الرئاسية، جون ماكين وباراك أوباما، كانا من ضمن الذين صوّتوا لمصلحة الخطّة، وكذلك المرشح لمنصب نائب الرئيس، السيناتور الديمقراطي جو بايدن.

ونقلت شبكة سي إن إن عن زعيم الأغلبية في الكونجرس السيناتور هاري ريد: كان وقتًا عصيبا لبلدنا، ولكنني الآن سعيد جدًا جدًا لما أسفر عنه التصويت.

والخطة تدعو لشراء أصول فاسدة من البنوك، غير أنّ الصيغة الجديدة تضمّنت تعديلات.

ومن بين هذه الإجراءات رفع مبلغ الضمان الحكومي على المدخرات من 100 ألف إلى 250 ألف دولار.

ورحّبت إدارة البيت الأبيض بإقرار الخطة، حيث أشار بيان للرئيس بوش إلى أنّ مع التقدم الذي حققه الكونجرس، سيكون بإمكان الأعضاء من كلا الحزبين في مجلس النواب دعم القانون. والشعب الأمريكي يتوقع، والاقتصاد يطلب ذلك، أن يمرّر المجلس هذه الخطة الجيدة هذا الأسبوع وأن يرسلها إلى مكتبي.

وقال كبير المفاوضين الديمقراطيين عنها، بإنّ للقانون فرصة أفضل هذه المرة للمصادقة عليه، عندما يخضع للتصويت مرة أخرى. ووفق ديمقراطيين فإنه من المتوقع أن يصوت مجلس النواب مجددا على الخطة خلال جلسة يعقدها هذه الجمعة.

الخطة المعدلة فإنّه سيتمّ تخصيص 250 مليار دولار فورا لشراء الديون المعدومة من البنوك، على أن يبقى مبلغ 100 مليار دولار أخرى تحت تصرّف الرئيس، و350 مليار دولار تحت طائلة مراجعة المجلسين.

كما تضمنت الخطة بندا يجبر شركات الضمان الصحي على تغطية نفقات الصحة العقلية بكيفية متكافئة مع الأمراض البدنية. وقد فشلت الخطوة الامريكية في انعاش الاسواق الاسيوية اذ اغلق المؤشر الياباني نيكي منخفضا 1.9 بالمائة بينما فقدت الاسهم في سوق استراليا 0.6 بالمائة من قيمتها.

لكن بورصة لندن وباريس وفرانكفورت شهدت بعض التحسن عند الافتتاح الخميس. ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب على الخطة المعدلة يوم الجمعة بعد أن كان رفضها يوم الاثنين الماضي. ومن بين التعديلات التي ادخلت على الخطة الاصلية منح اعفاءات ضريبية للعوائل والشركات الصغيرة ورفع سقف الودائع التي تلتزم بضمانها من 100 الف الى 250 الف دولار.

وقال الرئيس الأمريكي أن مشروع القانون الذي اقره مجلس الشيوخ ضروري للامن المالي لكل أمريكي. وأعرب عن ارتياحه لتجاوز الجمهوريين والديموقراطيين الخلافات الحزبية لتبني خطة وزير الخزانة هنري بولسن.