شهدت الأمسية الثقافية الثانية لسوق" عكاظ" بالطائف جدلا حول بعض من كان لهم علاقة بتاريخ هذا السوق خصوصا بعد أن "صحح" أمين عام السوق الدكتور جريدي المنصوري لأحد المحاضرين نطق أسماء قس بن ساعدة وابن بليهد، وتشكيك محاضر آخر في موقع السوق ودعوته إلى إجراء دراسة جديدة حوله مما أثار حفيظة الباحث مناحي القثامي.
وشارك في الأمسية التي أقيمت مساء أول من أمس بخيمة النابغة الذبياني وكانت عبارة عن ندوة عن تاريخ سوق عكاظ، الدكتور غيثان جريس من جامعة الملك خالد بأبها والدكتور محمد صالح بلعفير من جامعة عدن اليمينة والدكتور خلف الطروانة من جامعة اليرموك الأردنية، وأدراها الدكتور ناصر الحارثي، حيث تحدث الدكتور غيثان عن سوق عكاظ عند بعض المتقدمين والمتأخرين وقدم دراسة تاريخية استشهد فيها ببعض أقوال المؤرخين والجغرافيين عن موقع عكاظ، وتناول الدكتور غيثان دراسة بعض المؤرخين المعاصرين، مثل ابن بليهد وعبدالله بن خميس الذي زار السوق.
وقدم ابن جريس عدة توصيات في ورقته طالب فيها بدراسات "أعمق، ومركز للحفريات الأثرية" لكي يحسم موضوع الجدل حول السوق.
ثم تحدث الدكتور بلعفير واتفق مع جريس على أن سوق عكاظ سوق عالمي لتوفر العوامل الطبيعية مثل الموقع الجغرافي الملائم الذي يتوسط عدداً من المدن والحواضر والأودية ووقوعه أيضا على طريق مكة والطائف ونخلة وذي المجاز ومجنة وهي أسواق أخرى ولكن عكاظاً جامع لتجارة العرب، كل هذه المقومات جعلته سوقاً حراً ـ أما العوامل غير الطبيعية فتتمثل في التشكل السياسي والاقتصادي ومن بعده تأتي الأهمية الثقافية والاجتماعية التي هي مكملة لتلك المقومات السياسية والاقتصادية، وعن المكانة الثقافية، تحدث بلعفير على أن سوق عكاظ كان معرضا للجميل من القول في الشعر والخطب.
وأسهب الدكتور خلف الطراونة في الحديث عن الجوانب اللغوية والأدبية لسوق عكاظ حيث قال: عكاظ من مادة (عكظ) يقول صاحب القاموس عكظه يعكظه، حبسه، وعكظه: قهره ورد عليه فخره، فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون، والتعاكظ التجادل والتحاجج.
بعد ذلك طالب عدد من الحضور بفتح باب المداخلات منهم الباحث مناحي القثامي، لكن مقدم الأمسية الدكتور ناصر الحارثي قدم عليه الدكتور جريدي المنصوري مما أغضب الثقامي، حيث علق بالقول "يبدو أن حرف الدال ـ يقصد الدكتوراه ـ مقدم دائما".
أما الدكتور جريدي فركز مداخلته على تصحيح اسم قس بن ساعدة الذي نطقه الدكتور بلعفير قيس بن ساعدة وابن بليهد الذي نطقه بلعفير ابن بليهيد.
ثم جاء دور مناحي القثامي، الذي انتقد مطالبة جريس بدراسات جديدة حول موقع السوق حيث قال: 50 عاما وأنا محام عن سوق عكاظ، ولا أظن أن حرف الدال سيسرق ما أنجزه الباحثون من غير حملة الدال، فما كتبة حمد الجاسر لن يكتبه أكاديمي تسبق اسمه حروف دال عدة.
وداخل كذلك الدكتور فواز الدهاس والدكتور يوسف العارف والزميل عطاالله الجعيد.
وكانت الفعاليات النسائية متواصلة مساء أول من أمس في خيمة الخنساء حيث أقيمت الأمسية الثانية بحضور 6 شاعرات من مختلف مناطق المملكة إضافة إلى مشاركة من شاعرات بعض المنتديات الأدبية على الإنترنت.
وبينت نائبة رئيسة اللجنة النسائية المنظمة بسوق عكاظ منى المالكي أن العنوان الموحد لنصوص الشاعرات هو "حلم امرأة"، حيث تكتب كل شاعرة قصيدة عن حلمها.
وشاركت في الأمسية الشاعرة نجاة الماجد بنصوص "أمة المجد" و"مغرد رغم الجروح" و"زورق من نور" و"أين قلبي؟" و"عوف على أوتار الشجن"، والشاعرة نوال السفياني بنصوص "كن كما أنت" و"شروق" و"الحيرة و"ما زلت أحلم" و"قلب قلم"، والشاعرة "غلاك" بنصوص منها "حلم امرأة" و"قيس وليلى" و"أمنية" و"صخب أنثى" و"الدنيا"، والشاعرة سارة الصافي بنصوص منها "فلسطين ذات مساء" و"عندما عصفت الريح بالطير" و"صمت المشاعر" و"الطفل اليتيم" و"يوم كنا" و"اشتياق"، والشاعرة صالحة الفتة بنصوص منها "ربيب الحلم"، والشاعرة هاجر الشرواني بنصوص منها " الدنيا تشبهك يا حسن" و"في عقل امرأة سعودية" و"صباحكم عرب" و"أشياء في دفتري".


الوطن


(( لاتعليق حاليا ))