اهــــ(الأحداث)ــــم

• تداول خســ27.40ــارة نقطة عند 27.40 • سلطنة عُمان مســ(54)ـــيرة بناء • إشغال فنادق مدينة الرياض 95% • منتدى الرياض الاقتصادي (11) • ارتفاع أسعار الذهب • • لفظ الجلالة (الله) بريء من احزاب إيران
النتائج 1 إلى 2 من 2

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    المشرف العام الصورة الرمزية محمد بن سعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    السعودية، الرياض
    العمر
    72
    المشاركات
    10,567
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    10

    مؤكد نبي الله شعيب عليه السلام

    محمد بن سعد (درة) : نبي الله شعيب عليه السلام، النبي الـــ(15)ـــفي القرآن، (من مجهولي العمر)، أرسل إلى قوم مدين، كانوا يعبدون الأيكة، وكانوا ينقصون المكيال والميزان، وكانوا لا يعطون الناس حقهم. دعاهم (شعيبُ) إلى عبادة الله، ودعاهم أن يتعاملوا بالعدل، لكنهم أبوا واستكبروا واستمروا في عنادهم وتوعدو (شعيبَ) بالرجم والطرد،، بل وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء -- فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا.



    بروز قصة شعيب عليه السلام أن الدين ليس قضية توحيد وألوهية فقط بل إنه أيضاً أسلوب حياة، أرسله الله تعالى إلى أهل مدين، فقال شعيب: "يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُه".

    أساس عقيدة كل نبي يدعو بها قومه وهذه ،، لا تختلف من نبي إلى آخر يـبـين كل نبي لقومه هذا الأساس بعدها ،، بدأ شعيب في توضيح أمور اخرى جاءت جزء من دعوته لقومه "وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ"

    بعد قضية التوحيد تأتي قضية المعاملات : حياء ،، رحمة ،، أمانة ،، عدالة ،، إنصَاف ،،

    أمور كانت تنقص قومه المتمادين بالرذيلة رذيلة قلة المروءة والشرف كانوا يتفاخرون في بخس الناس أشياءهم ويرونها نوع من مهارة البيع والشراء ودهاء في الأخذ والعطاء وجاء شعيب ليعلمهم أن هذه دناءة وسرقة،، و أفهمهم أنه يخاف عليهم بسببها من العذاب، تدخل شعيب في عملية البيع والشراء. قال: "وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ"

    مضى شعيب في دعوته يكرر نصحه يوصيهم أن يوفوا تعاملهم بالقسط وبالعدل ويحذرهم من التعدي على حقوق الناس "وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ"

    (شيء) تطلق على كل (مادي) و(معنوي) ليست مقصورة على البيع والشراء فقط، بل في كل عمل وتصرف يأتي بالظلم، وهذا يعني تحريم الظلم بجميع أنواعه، سواء في الوزن أو تقييم المجهود، فدعوة المظلوم مستجابة أيا كان، وظلم الناس شيء عظيم، النتيجة هزيمة العلاقات الإنسانية وإنهيار سوق التكافل الإجتماعي وإشاعة الاضطراب وشلل الحياة،، يستكمل شعيب تحذير قومه: "وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ".

    العثو هو تعمد الإفساد "بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ"، ما عند الله خير لكم "إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، بعدها يخلي بينهم وبين الله الذي دعاهم إليه ينحي شعيب نفسه ويفهمهم أنه لا يملك لهم شيئا، ليس موكلا عليهم ولا حفيظا عليهم ولا حارسا لهم إنما هو رسول يبلغهم رسالات ربه: "وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ"، أسلوب شعيب هذا يشعر قومه بأن الأمر خطير لقد بيّن شعيب عاقبة هذا الفساد وترك لهم الخيار - ردود فعل قوم شعيب.

    كان شعيب يتكلم،، وكانوا هم يستمعون إليه،، فقالوا: "قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ"

    تأصل فيهم قطع السبيل وإخافة المارة وعبادة الأيكة، (الأيكة: شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها)، كانوا الأسوأ معاملة والأبخس مكيالاً والأجحد معروفاً تهكموا وسخِروا بشعيب رغبة في عبادة النبات ثم عادوا يتساءلون بدهشة ساخرة: "أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء".

    شجر الأيكة الساحلية أو (مانجروف Mangrove)‏ أشجار غضة كثيفة الإلتفاف تعيش في بيئات شاطئية بحرية مالحة.
    تساؤل ظنه قوم شعيب قمة في الذكاء، طرحوا أمام شعيب قضية الإيمان، و أنكروا علاقتها بالسلوك والتعامل الإقتصادي، بل و قارنوا بين تعاملاتهم وما جاء به شعيب، إنكار علاقة الدين في حياتهم اليومية - رسالة جاء بها كل نبي إلى قومه، رفض مبدأ أقحام الدين في الحرية الشخصية للمال الخاص.



    هذا هو فهم قوم شعيب للإسلام الذي جاء به شعيب، هذا لا يخالف مفهوم معظم أثرياء أسواقنا اليوم، حرية السلوك الشخصي والحياة الاقتصادية والإنتاج، عودة إلى سخرية قوم شعيب منه والاستهزاء بدعوته "إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ" أي لو كنت حليما لما طالبتنا بذلك !!

    بعد وضوح سخرية قوم شعيب ورفض دعوته في حياتهم، تلطف عليه السلام معهم وتجاوز سخريتهم إلى الجد، كونه نبي على بينة من ربه ويريد تبيان ما ينهاهم عنه، ليس لمصلحة شخصية في سوقهم، فيقول: "إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ"

    دعوة للعقول والقلوب في الحياة العامة والخاصة بعد أن بين شعيب عليه السلام لقومه أساس دعوته، وبيّن لهم ما يجب عليهم الالتزام به، وبعد أن رأى منهم الاستكبار حاول تذكيرهم بمصير من قبلهم من الأمم - أمم دمرها الله لتماديهم في العصيان - فذكرهم بأقوام: (نوح) و(هود) و(صالح) و(لوط) وبيّن لهم بأن العودة لله هي سبيل النجاة. ولكن ،، قومه كانوا مصرّين على ما يفعلون: "قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا"

    مقياسهم للضعف كون من اتبعه الفقراء والمساكيهم فقالوا: "وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ" يقصدون أهله وقومه ومن إتبعه من أقلية، عندما أقام شعيب عليه السلام الحجة على قومه، غير قومه أسلوبهم من السخرية إلى التهديد، وهذا يُبيّن حقيقة كرههم له رغم لطفه معهم، تجاوز عليه السلام عن إساءتهم إليه فسألهم سؤالاً كان يُريدُ به إيقاظ عقولهم: "قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ"

    سذاجة تقديرهم لحقيقة قوى التحكم بالوجود، ضاق قومه ذرعا بشعيب وبدعوته لهم وبقي مسألة: العِقاب بالطرد من قريتهم أو عودته إلى ديانتهم، ولكن عودة شعيب إلى ملتهم مسألة ميؤوس منها.

    لذلك ،، اجتمع وجهاء قومه فهددوه بالقتل، لقد نجاه الله من ملتهم ،، فكيف يعود إليها؟ كيف يدعونه بالتهديد ويدعوهم بالرفق والشفقة، استمر الصراع بين قوم شعيب ونبيهم عليه السلام، حمل الدعوة ضده زعماء وأكابر وحكام القوم، بعدها ،، أعرضوا عن سبيل الله وكذبوا نبيه.

    صراع انتقل إلى صورة جديدة ،، تحدوه أن يسقط عليهم كسفا من السماء ،، كانوا يسألونه عن العذاب ويسخرون لتأخره ،، وكان شعيب عليه السلام ينتظر أمر ربه ،، أوحى الله إليه بالخروج بمن معه من القرية ،، فخرج: "وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ" (94) "كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ" (94) هود

    صيحة واحدة -- صوت جاءهم من غمامة أظلتهم، كانوا قد فرحوا بما تصوروا - لقد تصوّروا أنها تحمل لهم المطر، ولكن ،، فوجئوا أنهم أمام عذاب عظيم، وكانت نهاية أمرهم ليوم يُبعثون، أدركتهم صيحة جعلت كل منهم يجثم على وجهه، يجثم في مكانه الذي كان فيه أياً كان - صعقت الصيحة كل حي.

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن سعد ; August 12th, 2008 الساعة 23:02

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا