جدة (إينا) - أعلن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، اليوم الخميس (4 فبراير 2016)، أن السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا، ضد تنظيم داعش.



وجاء كلام عسيري خلال مقابلة خاصة مع قناة "العربية".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عسيري قوله "إذا كان التحالف يرغب في إطلاق عملية برية فسنسهم إيجابيا في ذلك"

وفي سياق آخر، أكد عسيري، وهو المتحدث باسم قوات التحالف العربي في اليمن، أن "وجود قوات الشرعية أصبح واقعا داخل محافظة صنعاء"، مضيفاً إن "ميليشيات الحوثي تعمد إلى نشر الألغام عشوائيا لوقف التقدم نحو صنعاء".


وجهة نظر: الرياض لديها رغبة خطيرة في المغامرة
برلين - راينر زوليش (دويتشه ﭭيله) : أعلنت الرياض استعدادها لإرسال قوات برية سعودية إلى سوريا، في إطار تدخل دولي. لكن هذا العرض مثير للتساؤل إلى أقصى درجة، حسب ما يرى المحلل السياسي الألماني راينَر زوليش.



الوضع في سوريا يتفاقم من جديد. ومحادثات السلام جُمِّدت حتى قبل أن تبدأ بشكل حقيقي. وفي ظل هذا الوضع ترى المملكة العربية السعودية، القوة الإقليمية، أنها مضطرة على ما يبدو إلى إظهار الحزم. فإذا عقد التحالف الدولي ضد إرهاب "الدولة الإسلامية" (داعش) العزم على استخدام قوات برية، فإن السعوديين يرغبون أيضاً في المشاركة وإرسال قوات سعودية، بحسب ما أعلن مستشار لولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.


راينَر زوليش، محلل سياسي ألماني، مختص بشؤون الشرق الأوسط

من شأن ذلك أن يكون تفكيراً سطحيا. فرغم كل التقارب الأيديولوجي (بين السعودية و"الدولة لإسلامية") فإن من مصلحة العربية السعودية بالتأكيد محاربة "داعش". وذلك لأن أحد أهداف "داعش" هو الإطاحة بالعائلة السعودية الحاكمة. كما أن السعودية لا تزال ترى خطراً أكبر (من داعش) يتمثل في أقليتها الشيعية وفي إيران، القوة الإقليمية الشيعية، التي تدعم هي وروسيا بشار الأسد في سوريا. إنهم جميعاً بما فيهم السعوديين يتدخلون عسكريا -بشكل مباشر أو غير مباشر- منذ فترة طويلة في هذا الصراع. وصحيح أن السعوديين لا يدعمون "داعش"، لكنهم يدعمون مجموعات أخرى، منها بالتأكيد جماعات إسلامية متمردة.

"سياسة تدخُّل اندفاعية"
رفضت الولايات المتحدة في البداية التعليق على الاقتراح السعودي. ولا أحد هناك يريد تدخلا لقوات برية غربية، أو حتى لقوات سعودية. وهذا أمر صائب في ظل الوضع الحالي، ووجود روسي عسكري هائل على الأرض. وذلك رغم احتمال أن يبدو هذا الأمر مُرّاً وساخراً بالنسبة للناس، الذين اضطروا للهروب من قصف النظام السوري والقصف الروسي، أو من هجمات "داعش" في مناطق أخرى. لكن الجيش السعودي أقحم نفسه من قبل في اليمن بشكل يائس في حرب دامية بالوكالة. وتدخل القوات السعودية في سوريا سيكون أشد خطورة، وذلك نظرا للقوى العديدة، العاملة هناك. كما أن الرياض سيتم اعتبارها هناك وبوضوح طرفا في الحرب.

وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي السعودي الداخلي، الذي يزداد صعوبة على نحو متزايد، ونظراً للنجاحات الدبلوماسية التي تحققها منافستها إيران؛ فإن الرياض تبدو متوترة بشكل متزايد على الساحة الدولية. وبالإمكان رؤية ميل خطير لديها للمغامرات العسكرية. ويبدو أن الزمن، الذي كانت الرياض تحاول فيه أن تجعل من نفسها شريكاً موثوقاً به (للغرب) وقوةً للوساطة، قد ولّى وأصبح من الماضي.

بل وحتى جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني "بي إن دي" شهد مؤخراً على أن للقيادة السعودية الحالية ميولاً نحو "سياسة تدخل اندفاعية". كما أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اضطر في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط لمعرفة أن الرياض لا تبدي إلا القليل من التنازل أو الاستعداد للحلول الوسط في الصراعات وقضايا المنطقة الحاسمة، تماماً مثل النظام الإيراني. وهذا لا يتعلق فقط بقضايا حقوق الإنسان، التي تضع العلاقة الجيدة تقليدياً بين الدول الغربية والسعودية على محك الاختبار، على نحو متزايد.


زيارة شتاينماير: ومضات ألمانية في السعودية

زيارة شتاينماير: ومضات ألمانية في السعودية
أثارت زيارة وزير الخارجية فرانك ـ فالتر شتاينماير للسعودية عاصفة من الانتقادات الحادة من قبل المعارضة الألمانية، في الصورة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والوزير الألماني في افتتاح مهرجان الجنادرية.



مركبة تقل العاهل السعودي ورئيس الدبلوماسية الألمانية في جولة في مهرجان الجنادرية.



وزير الخارجية الألماني صحبة نظيره السعودي عادل الجبير في جناح شركة SAP الألمانية للإلكترونيات.



صورة شتاينماير على شاشة كبيرة على جانب حلبة سباق الجمال أثناء إلقائه لكلمته في مهرجان الجنادرية.



وزير الخارجية االسعودي عادل الجبير وهو يلتقط صورة "سيلفي" أمام ملصق كبير يمثل المنتخب الألماني لكرة القدم.



عادل الجبير في سيارة تجريبية من طراز XL1 لفولكسفاغن معروضة في الجناح الألماني لمهرجان الجنادرية.



شتاينماير بين ضيوف مهرجان الجنادرية الشعبي قرب الرياض والذي تستمر فعالياته لمدة أسبوعين.



وجهت أحزاب المعارضة الألمانية انتقادات حادة لمشاركة شتاينماير في مهرجان الجنادرية السعودي. وفي هذا الصدد، تحدثت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار سارا فاغنكنشت عن "إعلان إفلاس أخلاقي"، وقالت، إن شتاينماير يضفي بذلك شرعية على "ديكتاتورية قطع الرأس".



الكاتب: حسن زنيند


مواقف الرياض وأبوظبي متطابقة تجاه «الإخوان»
الرياض - عبد الهادي حبتور (الحياة) : قال محلل سياسي إماراتي إن درجة التطابق السعودي- الإماراتي في تقدير خطر تيار الإسلام السياسي (الإخوان) تصل إلى 90 في المئة تقريباً.



وأكد الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله، أن «السعودية كما الإمارات كانت وما زالت حذرة من الإخوان حذراً سياسياً وأمنياً، وهم يشكلون خطراً على أمن السعودية واستقرارها»، موضحاً أن تيار «الإسلام السياسي اليوم تراجعت درجت خطورته ولم يعد يشكل الخطر رقم واحد للإمارات والسعودية على حد سواء»، لافتاً إلى أن «الخطر الإيراني اليوم يتصدر هرم اهتمامات البلدين وعاصفة الحزم في اليمن أكبر دليل على ذلك».

وكان عبدالله يتحدث في ندوة سعود المريبض في الرياض أمس، وأوضح أن «الهاجس الأمني السعودي تجاه تيار الإسلام السياسي والإخوان لا يقل حتى يومنا هذا عن الهاجس الإماراتي، الإمارات لديها هاجس تجاه هذا التحدي يقرب إلى درجة التطابق من التقويم الأمني السعودي داخلياً وإقليمياً، في لحظة من اللحظات كان التيار صاعداً وقوياً ومهدداً وكان لا بد من التعاون ، أخيراً هذا التيار تراجع، والتقدير أنه لم يعد يشكل خطراً لا على الإمارات ولا على السعودية، وإنما الخطر الأول على قمة هرم الاهتمامات هو الإيراني وفي هذا هناك توافق سعودي- إماراتي تام، وما معركة اليمن إلا دليل على ذلك».

ولدى سؤاله عن وجود تباين سعودي- إماراتي في شأن القضية السورية، قال إن «الإمارات ودول الخليج وبعد معاناة مع الأزمة السورية، أقرت مبدأ واستمرت عليه، وهو أن ما تقره السعودية يسري على الجميع في ما يتعلق في الشأن السوري، والإمارات أغلقت الصفحة وأعطت القيادة للسعودية في هذه القضية، ولا يوجد إطلاقاً تباينات في هذه المسألة».

ورداً على تساؤلات حول ما يجري في الإمارات؟ وكيف أصبحت نموذجاً لاستقطاب الكفاءات العربية وعدم هجرتها للغرب؟ قال عبدالله: «للإجابة على هذه الأسئلة علينا العودة إلى التاريخ، فالإمارات لم تكن موجودة قبل 1971، بل كانت عبارة عن سبعة كيانات مجزأة ومهمشة، وكانت تتطلع إلى الكويت والبحرين ولبنان ودول الجوار وكيف كانوا متقدمين عليها، فيما اليوم وبعد مرور أربعة عقود الكل في الخليج والوطن العربي يتطلع إلى الإمارات ويود الاستفادة من تجربتها».