درة - متابعات : المضادات الحيوية هي من أشهر الأدوية الدارجة استخداماً، وقلما نجد منزلاً دون أكثر من نوع من المضادات الحيوية، بعضها جديد، وأخرى في منتصف الاستخدام، وهناك ما تم خزنه للطوارئ، أو للتطوع به للآخرين، بمثابة طبيب طوارئ لعلاج مريض، والكثير يقوم بنفسه باختيار المضاد الحيوي الذي يظن أنه ملائم له.



اطرح لكم رؤية الدكتور أحمد الموصلي - استشاري الأنف والأذن والحنجرة :


أدى سوء الاستعمال والعشوائية في استخدام المضادات الحيوية إلى كثير من المشاكل الصحية والمضاعفات بالإضافة إلى أنها أدت لظهور أجيال جديدة من الميكروبات لم تكن معروفة لنا من قبل ولا تستجيب لأغلب المضادات الحيوية المعروفة،

والمضاد الحيوي هو دواء قاتل للبكتيريا أو يقوم باعاقتها عن النمو أو التكاثر ويمكن تقسيم المضادات الحيوية الى مجموعات حسب طريقة كل مجموعة في القضاء على البكتيريا أو اعاقة نموها وتكاثرها حتى يستطيع الجهاز المناعي للجسم القضاء عليها،

وعلى سبيل المثال تقوم بعض الأنواع بالتعامل مع الجدار الخارجي الواقي للبكتيريا فتصبح البكتيريا هدفاً سهلاً للجهاز المناعي أو تتفاعل بعض الأدوية مع بعض الأنزيمات الضرورية لحياة البكتيريا أو بعض الانزيمات اللازمة لنمو وتكاثر البكتيريا،

وفي كل الحالات يقوم الجهاز المناعي للجسم باستكمال المهمة عن طريق بعض أنواع خلايا الدم البيضاء التي تبتلع البكتيريا وتهضمها وتقوم بعض الخلايا الأخرى بالتخلص من السموم التي أفرزتها البكتيريا،

ولا تستطيع المضادات الحيوية القضاء على الفيروسات لأن الفيروسات هي بروتينات حية وليست خلية بالمعنى المفهوم وهي بالتالي لا تعيش وتتكاثر الا داخل خلية الجسم الحية لذلك لا يستطيع المضاد الحيوي القضاء على الفيروس إلا إذا قضى على خلية الجسم نفسها بالاضافة لقدرة الفيروس الطبيعية على تغيير تركيبه الجيني من فترة لأخرى وهذا يفسر فشل الطب حتى الآن في القضاء على فيروسات البرد والالتهاب الكبدي والايدز،

ويضيف الدكتور أحمد الموصلي: مظاهر الاستخدام العشوائي للمضادات كثيرة ومتنوعة ومنها أن البعض يتناول مضاداً حيوياً لا لزوم له فمثلاً المريض بحساسية الأنف يعاني من عدة أعراض قد يوجد بعضها أو كلها مثل انسداد الانف ورشح مائي من الأنف، نوبات من العطاس،

حكة داخل الأنف والحلق وهى تحتاج الى بعض الأنواع من الأدوية مثل مضادات الهستامين بالكورتيزون، وكذلك عند اصابة المريض بالزكام أو نزلة البرد فهو يعاني من رشح أنفي واحمرار بالأنف والعين وارتفاع في درجة الحرارة وآلام بالجسم والمفاصل والسبب في هذه الأعراض هو فيروس البرد وبالتالي لا تحتاج في العلاج لأي مضاد حيوي بل نكتفي بالمسكنات والسوائل الدافئة ونقط الأنف وفيتامين «ج» ويلاحظ هنا أنه في بعض الأحيان يكتب الطبيب مضاداً حيوياً للوقاية من او لعلاج بعض المضاعفات التي تحدث فمثلاً نزلات البرد قد يعقبها التهاب حاد بالجيوب الأنفية والحصبة مثلاً قد ينتج عنها التهاب رئوي،

ومن أشهر الأخطاء في استخدام المضاد الحيوي أن يأخذ المريض النوع المتوافر بالمنزل بغض النظر عن مدى ملاءمته للالتهاب الذي يعاني منه فتعطي الأم ابنها بقية الدواء الموجود عندها من المرة السابقة فيأخذ جرعة قليلة أو دواء انتهى مفعوله أو فسد من الجو،

ويرى الدكتور أحمد الموصلي ان هذا الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يحمل في طياته الكثير من الأخطاء على المريض نفسه وعلى البشرية عامة فقد نتج عنه ظهور أجيال جديدة من البكتيريا المتوحشة فإذا اعطى نوع معين من المضاد الحيوي بجرعة أقل من المفروض أو كان استخدامه بطريقة غير منتظمة فسيعطي ذلك الفرصة للميكروب الموجود لمقاومة من العلاج وينتج من تكاثر الميكروبات الموجودة في ظهور جيل جديد تتميز جيناته الوراثية بالقدرة على مقاومته هذا النوع من المضاد الحيوي،

ومن أخطاء المضادات الحيوية تأثيرها على الكبد والكلى والكبد وظيفته مقاومة السموم الناتجة عن أي عقار والكلى وظيفتها التخلص من هذه السموم بمعنى أن الجرعات الزائدة او المتكررة من المضاد الحيوي يمكن أن تؤذي الكبد أو الكلى أو كليهما لهذا يجب على الطبيب توخي الحذر في كتابة المضاد الحيوي إذا دعت الحاجة لتكرار واختيار أنواع معينة تكون مأمونة لمرضى الفشل الكبدي أو الكلوي هذا بالنسبة للطبيب أما المريض فيجب عليه استشارة طبيبه قبل تناول أي دواء.