سكاكا (واس) تعدّ المكتبات المنزلية واحدةً من جوانب تعزيز العلم والمعرفة ورفع الثقافة للمهتمين فيها، مما يسهم في انعكاس ذلك على أبناء المجتمع ونمو المعرفة عبر مصادر الإطلاع المتنوعة التي تحتويها.


23 جمادى الأولى 1446هـ 25 نوفمبر 2024م

وتصطف عناوين الكتب في مكتبة الأديب الراحل إبراهيم بن خليف السطام، التي يتجاوز عمرها خمسة عقود بألفي عنوان في المجالات الشرعية، واللغوية، وعلوم التاريخ، التي تشكلت نتيجة اهتمام الراحل بالعلم منذ سنٍ مبكرة على أيدي الكتاتيب، وتأثره بالتعليم على يدي الشيخ فيصل المبارك رحمهم الله.



ويروي أيمن السطام نجل الراحل عن نشأته الثقافية بالاستزادة من أمهات الكتب التي تحتضنها المكتبة، التي تتجلى في جلوس العائلة خلال فترة العصر، ما يسمى محليًا في منطقة الجوف شبّة العصر بحضور مالك المكتبة، وأبنائه، وبعض الأصدقاء، والأجيال الناشئة من أبنائهم بتداول موضوعات من المصادر الموجودة في المكتبة واستفادة جميع أفراد الأسرة من العناوين المتاحة للقراءة والاطلاع، وحتى الاستعارة منها، في نموذج يحاكي المكتبات الثقافية التابعة للمؤسسات العلمية والثقافية والأدبية، فيما تحتوي المكتبة العديد من مؤلفات الأديب إبراهيم السطام، التي تناولت تاريخ منطقة الجوف وحركة التعليم فيها، وغيرها من المجالات التي أُوقفت بالكامل للباحثين والمهتمين وأفراد المجتمع.



وأضاف: "أن التعامل مع الكتب يتم عبر المحافظة عليها، وفتحها بشكل دوري للزوار وتقديم إهداءات من عناوينها المختلفة، واستقبال ما يرد لها من إهداءات المولفين والناشرين".



وتستمر عائلة السطام في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وفتح المجال للمهتمين للاطلاع على مصادر المعلومات منها، فيما تحمل المكتبة ترميزًا خاصًا للكتب، يتم من خلاله تبويب المجالات وتصنيفها للوصول لها بشكل سريع باستخدام التقنيات القديمة والحديثة في أرشفة الكتب.



تعقيب: حكايات بعض المكتبات المنزلية احتوت كنوز تاريخية انتهى بها الزمان إلى محلات الكتاب المستعمل، او في كراتين مكتبات الشوارع.








هيئة المكتبات تنظّم لقاءً "الابتكار في المكتبات الرقمية" افتراضيًا
الرياض (واس) نظّمت هيئة المكتبات لقاءً افتراضيًا بعنوان "الابتكار في المكتبات الرقمية"، استعرضت خلاله أبرز المبادرات الإستراتيجية والتقنيات الحديثة التي تعمل الهيئة على توظيفها لتطوير قطاع المكتبات، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المعرفي.


23 جمادى الأولى 1446هـ 25 نوفمبر 2024م

وتناول اللقاء دور الهيئة في وضع الأسس اللازمة لتطوير قطاع المكتبات، ودفع عجلة الابتكار بما يواكب رؤية المملكة 2030، من خلال إستراتيجيتها المبنية على ثلاث مراحل رئيسة تشمل الأساسيات، والنمو، والابتكار.

وأكّد الرئيس التنفيذي للهيئة، د. عبد الرحمن العاصم، خلال اللقاء، أن المكتبات الرقمية أصبحت محورًا أساسيًا في إدارة المعرفة، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة أطلقت العديد من المشاريع التي تعزز هذا التحول، مثل بوابة الثقافة التي تسهم فيها مختلف الهيئات الثقافية في المملكة، ومنها هيئة المتاحف، وهيئة العمارة والتصميم، وهيئة الفنون البصرية، لتكون منصة شاملة لإثراء المحتوى الثقافي والمعرفي.

وأوضح العاصم أن إطلاق المكتبة الرقمية الشهر المقبل سيمثل نقلة نوعية في قطاع المكتبات، حيث ستوفر خدمات رقمية مبتكرة تسهم في تعزيز تجربة المستخدمين، وتوسيع نطاق الوصول إلى المعلومات، مشددًا على أهمية دعم الاستثمار في التقنيات الثقافية وتوطينها لتطوير هذا القطاع الحيوي.

أيضًا تطرق اللقاء إلى منصة المكتبة الرقمية التي تعدّ إحدى المبادرات الرئيسة للهيئة، حيث تقدم 12 خدمة مبتكرة، منها خدمة التوصيل والاستلام، وعضوية موحدة للمكتبات، والتعلم الإلكتروني، إضافةً إلى المصادر الرقمية المتاحة بأكثر من 50 لغة.

كما استعرض اللقاء أمثلة على تقنيات الابتكار التي تشمل الواقع الافتراضي والتفاعل المعزز، وخوارزميات تعلم الآلة لتحليل سلوك المستخدمين وتخصيص التوصيات الرقمية، وتقنيات التعرف على الصور والصوت لتحسين تجربة البحث والوصول إلى المحتوى.

وأكّدت الهيئة أن الابتكار في المكتبات الرقمية يمثل حجر الزاوية في إستراتيجيتها، حيث يسهم في تحسين تجربة المستخدم، ودعم البحث العلمي، وتعزيز الشمولية الرقمية، إلى جانب تحقيق الكفاءة الاقتصادية عبر تقليل التكاليف التشغيلية وتحفيز الاستثمار في التقنيات المبتكرة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود هيئة المكتبات لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تعزيز دور الثقافة بصفته محركًا اقتصاديًا ومعرفيًا، وترسيخ مكانة المملكة بصفتها رائدة في تطوير قطاع المكتبات الرقمي على المستويين المحلي والدولي.