صنعاء، إبراهيم الذهلي (أسفار) الجناح اليمني في القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه، صمم على نمط أسواق صنعاء القديمة، وعلى بعد أمتار من الجناح تعبق رائحة البهارات والتوابل التي اشتهرت بها اليمن منذ القدم ولكن ما خفي داخل الجناح كان اكبر. ويقف العارضون بأزيائهم التقليدية والثوب اليمني والجنبية تزينه لتعطي الإحساس باليمن السعيد وطريق البخور الذي يمتد عبر الآلاف من السنين إلى صنعاء مؤكداً أن العارضون قد جاؤوا من سبأ بتجارتهم لعرضها حصراً في القرية العالمية.
البهارات والتوابل
يعرض الجناح انواع كثيرة من البهارات والتوابل التي تنمو بين الجبال والسهول والأراضي الخضراء في اليمن ومن الحبة السوداء والشومر والكمون والكزبرة والزنجبيل والقرنجان والشطة الباردة أو الحارة إلى الكركم الذكر أو الأنثى فلكل فوائده واستخداماته. ومن الجهة الأخرى تعرض أنواع اللبان والبخور ومن ثم التين المجفف والزبيب واللوز اليمني والبن بخلطة أهل اليمن الأصلية. ويسارع العارضون إلى كشف اسرار الخلطات والفوائد الصحية المتبعة للتنحيف وحب الشباب وتبييض البشرة وما بعد الولادة حتى يشعر الزائر لوهلة بأنه يقف وسط أشهر أسواق العطارة في اليمن.
العسل والشهد
يتوسط الجناح عارضي العسل والشهد بألوانه. ويراهن اليمينيون على أن أفضل عسل للشفاء هو عسل اليمن. وأكد العارض محمد المليكي الذي يشارك في معارض كثيرة في المنطقة ولسنوات طويلة في القرية العالمية بأن أنواع العسل لا تعد ولا تحصى وهي تأتي حسب الموقع الجغرافي والمناخ لمزارع العسل والمناحل في اليمن لذا تختلف الوانه وفوائده. وتتعدد الأنواع ما بين الدوعني والعصيمي وما بين عسل السدر أو شجر السمر وأنواع الزهور التي يتغذى منها النحل. أما الخلطات فهي حسب طلب الزبائن ونوع الشفاء المطلوب ومنها العسل المخلوط بغذاء الملكة أو حبوب اللقاح أو الحبة السوداء أو العكبر أو الجنسنغ. ويعد الشهد في الجناح اليمني الأكثر مبيعاً وعلى حد تعبير العارض محمد المليكي فإن لهذا الصنف زبائنه الذين ينتظرون موعد افتتاح القرية العالمية لشرائه من الجناح اليمني فضلاً عن ندرته وما يحتويه من شمع طبيعي وفوائد لا حصر لها.
العقيق اليماني والكهرمان والمرجان
يعرف العقيق اليماني من الوانه الخاصة ورسوماته ودرجة نقاوته. وبما أن اليمن يعد من اقدم الحضارات في العالم منذ ما قبل الميلاد مروراً بمملكة سبأ وحقب الرومان والحضارة الأغريقية إلى عصر الإسلام فقد عرف هذا الحزام الأخضر منذ تلك العصور بغنى موارده الطبيعية وجباله ورفاته البركانية. وبين الكبدي والسماوي يأتي العقيق الدخاني أو الرمادي المصمم برسومات طبيعية من الألوان نارية. ووفقاً للعارض في محلات العامري فإن العقيق ينقسم إلى السليماني الذي يأتي برسمة العين، والجزع وهو العقيق السادة ومن ثم المصور وهو يأتي بأشكال طبيعية للحيوانات والطيور وغيره من الأشكال والرسومات الطبيعية. وتتلألأ حبات العقيق اليمني وقطع الكهرمان والمرجان بألوانه وأشكاله لتسلط الضوء على روعة الحرف اليدوية التي توارثها اليمنيون عبر العصور والحقب. فهناك الشغل الإسلامي والدقات البديحي أو الفضة الروحاني وأفضلها تبقى تصاميم “جحوش”، أحد أهم صاغة العصر في اليمن.
الجنبية والمقتنيات الأثرية
تتعدد الخناجر اليمنية بين الفضة الأصلية والنحاس ومنها المصاغ بالأحجار الكريمة وبين التصاميم العادية وذلك وفقاً لطلب الزبائن. وكثير من القطع النحاسية وصناديق الخشب والجنبيات تعود بعمرها إلى مئات السنين. وقال محمد غالب، أحد العارضين في الجناح: ” الجنبية هي إرث يعتز به أهل صنعاء وتعز والحديدة وكافة ارجاء اليمن لذا فالبعض من هذه القطع لا يقدر بثمن. لدينا الكثير من محبي المقتنيات الأنتيكة وتلاقي اقبالاً كبيراً من الأجانب خاصة، إلا أننا في كل بيت في صنعاء لدينا منها الكثير لأن صنعاء تعد واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم. لم نعد نعرف عمر مقتنياتنا في المنزل لأننا توارثناها جيلاً عن جيل”.
جولة داخل الجناح اليمني في القرية العالمية، كأنها رحلة بين أزقة صنعاء واسواقها القديمة مكللة بضيافة الزائر بالتين والدوعني وشهد السدر، والإطلاع على انواع الحرز من الفضة القديمة والمرجان أو الجنبية من خنجر الجلد أو المعدن أو العظم ولكن اقتناء أحد خواتم العقيق اليماني بالفضة أمر يصعب مقاومته.
إقرأ أيضا >>> ( جولة في الأسواق القديمة، قلب صنعاء النابض ) منال الكندي
مواقع النشر