من أنت ؟ إلى أيّ حــد هذا السؤال مشروع ؟

[فيصل ابراهيم]

[align=center]بســم الله الـرحمــن الرحيــم[/align]
[align=right]السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته[/align]

في أحد المرات ذهبت إلى التسوق فتحدثت مع أحد أبناء الجنسيات العربية حول ما يعرضه محله وعن الأنواع المختلفة والأسعار ، وبعد فترة تطرق لموضوع بدى انه قد عانى منه كثيرا وهو سؤال الكثيرين له عن أصله ( من وين ترجع ؟) تركي والا شامي ؟ وظهر من ردوده عليهم أنه كان ممتعضًا من السؤال ، وفي { رأيي فالحق معه يعني أنت قادم للشراء فمالك ولنسب وأصل البائع فإما أعجبك ما يعرضه لك والا فارجع من حيث جئت ، فالأمر هنا ليس من أجل الزواج والمصاهرة حتى يسأل الرجل عن فصله ومنبته ، خلال ذلك تذكرت عند أول دخولي للجامعة - بعد معاناة طويلة مع ظروف قاهرة ولله الحمد على ما أنا فيه الآن - فأتذكر أنني وخلال بداية دراستي وكما اعتاد الدكاترة في الجامعة فغير المراجع من الكتب فهناك أيضًا مراجع كفصول مجتزأة من الكتب فعندما تأهبت لتصويرها فإذا بأحد من تعرفت عليهم من الزملاء يطلب مني أن يذهب معي فوافقت دون تردد ، وفي بداية سيرنا من الجامعة وقبل الخروج من بوابتها وإذا به يريد التعمق في التعرف فسأل عن الحي الذي أسكنه وإن كنت أسكن فيلا ، ثم سألني إلى أي قبيلة أنتمي وكان بالنسبة لي سؤالا استغربت من جرأة صاحبه حيث أني عندما كنت في الحارة الشعبية القديمة نادرا ما أتعرض لهذا السؤال خاصة لمن هم في عمري ، وإن كانت غالبية السكان في الحارة قبلية غير متعصبة ، فعندما أخبرت زميلنا عن القبيلة استغرب مندهشا من لهجتي وأنها ليست بلهجة تلك القبيلة التي يعرف أناسا منها ، هنا أن أحسنت الظن بصاحبنا ووضحت له بأني ولدت في جدة وأن والدي قد جاء لجدة قبل أكثر من ستين سنة وأنه وحتى والدي لم يولد في قريتنا في الديرة ، وبعد يرهة فاجأني الزميل العزيز بسؤال أكثر جرأة من السابق بقوله لي : " بس ترى أنا عارف ويش عيرتكم " هنا والحقيقة أني لم أزعل فلكل قبلي كما يقال " عيرة" وهي عادة بالية سامجة ، ولكن ما جعلني "أبلم" هو مدى جرأة هذا الشخص ونبشه حول هذه الأمور وسؤاله عن أشياء أعتدت ألا ألقي لها بالا .

كانت مدينة كجدة في غالبها هكذا لاتهتم بأمور كذلك ، ولم أكن أنا غير ذلك الذي لايهمني من الشخص الذي أعرفه غير تعامله معي وأخلاقياته وسلوكه معي ، ولايهمني أكان أفريقيا أو هاشميا أو كان قحطانيا أو عدناني ، فأنا هنا لن أتزوج من أسرتهم وهو كذلك لم يطلب أن يكون ذلك ، غير أنه وحتى لو كان زواجا فقد أوصى الرسول صل الله عليه وسلم بالدين أكثر ، ولم يجعلنا الله شعوبا وقبائل إلا لنتعارف وليس لنتفاخر أو نتناقص بعضنا البعض ، فنعزو كل سلوك خاطئ بعد تعاملنا مع أحدهم إلى أن أصله كذا ، وكذا .. وهذا لولا أننا توغلنا في جعل تعاملنا مع الشخص الآخر حسب نسبة وأصوله لما كان ذلك .

أتذكر أنه وحينما كنت في أول تعيني في تبوك وبما أني خريج جامعة وليس كلية معلمين وعلى الرغم من أن نتيجة الاختبار الشفوي للتدريس كان بالتوصية لتدريس المرحلة الثانوية إلا أنني وأشكر الله بدأت بتدريس المرحلة الابتدائية ، وعند دخولي لفصل خامس ابتدائي وعرفت بنفسي لهم فإذا الأطفال الصغار يسألوني : " أستاذ ويش قبيلتك ؟" فتذكرت طفولتنا البريئة وأنه كان الواحد منا والله لايعرف أن نهاية اسمه هو قبيلته أو أن ما قبله هو الفخذ ، ويا سبحان الله الآن كيف تغير الوضع ، فقبل شهور رأيت جارنا "المكاوي" - كريم الطباع الذي لم نشهد منه أي شائبة ، والذي أجد غالبا باشّا مبتسما يسبقني السلام وكذلك أبناؤه الذين جعلوني بمقام والدهم - فرأيته على غير عادته منزعجا فاقتربت منه وسلمت عليه وقلت له : " عسى ماشر ياحبيبنا ... لاأكون تسببت لك بشيء يزعلك" فقال ك " لاو الله يابو فيصل بس جارك اللي عارفو دا مسك واحد من العيال حقي وقالو إنتو طروش بحر صح ؟" ، الحقيقة إني أندهشت فقلت له طيب ، فقال : " لا والله مو طيب ولكن إيش أقول له ، الواحد مايبغى يخرب الدنيا وإذا كلمته أكيد بينكر ويقول ماقلتلو شيء" .


للأسف أن هذا الوضع لم يأمر به إسلامنا الحنيف ولم يكن ليأمر به ، بل جاء حنيفا نقيا آخى بين بلال وعلي رضي الله عنهما ، فما كان بلال الحبشي رضي الله عنه إلا حبشيا أعزه الإسلام كما أعز العرب جميعا فصاهر عبدالرحمن بن عوف الهاشمي رضي الله عنهما في ظل نور الإسلام وتقدمه في المعاني السامية على أمم لم تصل إلى شواطئ ذلك التحضر الذي جعل المسلمين قديما قوة لاتبارى ، وحضارة لاتنازع ، وقوة ترهب عدو الله وعدوهم ، جاعلين الإسلام ونصرته هو الهدف والغاية .








مع احترامي للناضجين






أبو فيصل إبراهيم

[مزاااج]

بداية ارحب بك ياغالي اروع ترحيب فإطلالتك لها رونقها المعتاد فلا تحرمنا منها .

اما فيما يختص بموضوع "من وين ترجع" او "وش قبيلتك" فأنا اوافقك الرأي بأنها امور غير محببة خصوصاً اذا كان السائل يود الوصول الى حيث يريد وهو تبجيل قبيلته على حساب الانتقاص من الغير .

جاء في البخاري أن

رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا
فَقَالَ الأَنْصَارِىُّيَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ
فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ .
فَقَالَ
دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
فذكر النسب أو الوطن
على سبيل الإفتخار والتكبر على الآخر
من دعاوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي
ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض
إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب

وقال الله تعالى
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
( الحجرات : 13 )
فالأكثر تقوى هو الأكرم عند الله ولو كان عبداحبشيا
والأنساب لا تغني شيء عن العبد .
"استشهاد "

اما من سأل لمجرد معرفة قبيلة المسؤول ومحاولة للتعارف والتقارب فلا اعتقد أن فيها شيئ .

[الرائد7]

السلام عليكم
صباح جميل.. ويوم فضيل.. وليلة شريفة.. وأخ مبارك

سبحان الذي جمع الخير كله في هذه اللحظة..

بداية أعتذر عن عدم مشاركتي لموضوع لك آخر عن الهدوء.. ذلك أنني لم أجد هدوءا يساعدني على الرد..

اما هنا.. فعلى مايبدو بأن الناس قد اعتادوا السؤال عن الأصل والمنشأ لوجود خلفية ثقافية معينة عن الأجناس والأوطان.. فالجنس الفلاني معروف بكثرة الكلام والهك.. والجنس الفلاني معروف بالحيلة والدهاء.. وهكذا..
فنحن نسأل لأننا أشغلنا أنفسنا بالتصنيف ووضع كل شخص في قائمة محددة المواصفات وومعروفة المقاييس سلفا.

لقد ساهمت وسائل الإعلام وبعض القنوات والمسابقات أيضا.. إلى غرس التعصب المذموم عنه شرعا, فصار الولاء والفزعة لفلان لأنه من بني جلدتي..
يصدق عليهم المثل الشعبي القديم " انا واخوي على ولد عمي, وأنا وولد عمي على الغريب".

تحياتي ولي عودة..

[نجم سهيل]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله عليك يابو فيصل دائما تولم لنا على مائدتك الأدبية بالسمين السمين
وتطرح في صدور مجالسنا كل ماهو جريء جريء
يابو قلم جريء على وزن ابو عيون جريئه
وجمعة مباركة للجميع


باساتثناء السؤال المشروع في حالة الزواج وبعض الأمور الجوهرية فإن الأسئلة والتساؤلات عن النسب والقبيلة تعتبر لدى العقلاء بغض النظر عن أنسابهم وأعراقهم تعتبر عرفا من أعراف الرجولة وصفة من صفات رجاحة العقل لاتطرح إلا للضرورة وبسبب خصوصيتها الشديده

والسائل عادة من دون ما مناسبة وسبب جوهري هو في الحقيقة ومن وجهة نظري مخلوق خفيف كخفة سؤاله وتساؤله الذين يدلان على وزنه وحجمه في عيون الرجال كما أن هذا السؤال والتنساؤل الفضولي يعدأيضا شكلا من أشكال وصور السفاهة وقلة العقل

وهناك من الجهلة المتعصبين حتى من حملة المؤهلات العلمية الكبيرة من تراهم يكرسون التعصب القبلي حتى بين القبيلة الواحدة من حيث أفرعها وأسرها مثل آل فلان وآل فلان ومن باب التفاخر المتعفن في شكله ومضمونه

دعوني أمربكم مرورا عبر ممر شخصي ولكنه لايخرجكم عن صلب الموضوع
ولدت في مكة المكرمة والصبى والشباب في الرياض وبقية عمري في جدة ولازلت حيث جاء أبنائي وتربوا فيها بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وأغلبهم تغلب عليهم اللهجة الجداوية والغربية بصفة عامه مثل نطق كلمة الصحن ينطقونها ( صحِن ) بكسر الحاء وبالمناسبة أعشق اللهجة الجداوية ليس تعصبا ولكن استلطافا

وبشأن لهجة أبنائي تواجهني أحيانا تساؤلات غبية حمقاء من بعض الصفقاء فأضطر أحيانا للإستخفاف بهم قائلا ( ياواد خليك في حالك وسيبك من اللي مالك فيه )

وعلى ذكر طرش البحر
كنت ذات يوم لدى مدير بنك في مكتبه وكان هناك شيخا كبيرا وتجاذبنا الحديث فلوى الشيخ عنق الحديث حين أثار حساسية عرقية بقوله أنتم يالقبلية تقولون عنا طرش بحر !!
فابتسمت له قائلا ونحن طرش البر وناقشته نقاشا موضوعيا هو كالتالي

إذا سلمنا بمنطق طرش البحر وطرش البر فتاعلوا نحسبها
مثلا جدة تمتليء بأطياف من الناس الذين وفدوا إليها من البر ومن البحر قديما وحديثا
فالذي جاء أبوه أو جده أو ثالث أجداده من البر والصحراء إلى جدة أو مكةالمكرمة أو المدينة المنورة وولد وترعرع ونشاء فيها مثله كمثل الذي جاء أبوه أو جده من البحر أو من الجو
فهل بالله عليكم من الدين أو العرف أن نصادر عليه حقه في المواطنة وروح المواطنة على تراب القرية أو البلد التي ولد على أرضها وتنسم هوائها ؟؟والتحف سمائها ؟؟؟!!!

ليس هذا تنميقا في الكلام ولكن إذا جاز لنا منطقي البر والبحر فأحد أبنائي من البر تزوج من أسرة كريمة من البحر ولكن مابالنا نقول البر والبحر وكأن للبر خصوصية وللبحر كذلك في الوقت الذي يصل فيه أشقاء من البحر ومن البر ومن الجو
وأكرم أعلام طرش البر وطرش البحر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم جميعا
ونحن جميعا من أحفادهم

طيب تعالو شوفوا على سبيل المثال
تبوك
المنطقة الشرقيه
الرياض
حايل
القصيم
أبها
جميعها تجمع معظم الأطياف من السعوديين
فهل ترون غرابة في ذلك ؟؟

بعض الناس يتبرمون من واقعهم والظروف المحيطة بالناس فيقول الله يكفينا شر الدنيا
والله الدنيا هي الدنيا كما خلقها الله والخير والشرور في أنفسنا ومايعتري الدنيا ويعصف بها من رياح وزلازل وبراكين وتقلبات في الطقس مقادير قدرها الله علينا بأسباب
منها شرورنا وبغينا على أنفسنا فاللهم الطف بنا واكفنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

[غيوووض]

اهلااا ابو فيصل
بصراحة انا اعتبرها لقافة من السائل وتطفل ..
وممكن تتقبل السؤال اذا كان في مكان احتفال مثلا .. كمدخل للتعارف
اما ان تواجه هذا السؤال في الحرم المكي مثلا .. حيث تتلقى السؤال من التي بجانبك ( وش يقال لكم؟)
سؤال مزعج جدا ولاهو وقته .. !

بس انا قلت لها (يقال لنا بني ادم)

[فيصل ابراهيم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب مزااج عذرا لتأخر الرد ، فيبدو أن المنتدى (ماعنده مزاااج)يقبل الرد ، فقد كتبت ردا ليلة رمضان وكتبت ردا
وكتبت الليلة رد ولم يقبل

على العموم أخي الكريم ، سبحانه وتعالى خلقنا قبائل مختلفة لنتعارف فقال سبحانه وتعالى : ( وجعلنا كم شعوبا وقبائل لتعارفوا "إن أكرمكم عند الله أتقاكم") فالحمة من جعلنا شعوبا وقبائل هو التعارف ، أما الأكرم فهو المتقي عند الله ، وأتذكر أني عندما كنت أدرّس الأدب الجاهلي قبل سنين جاء ذكر لهذه المسألة وكانت القصيدة عن الفخر ، وأن الفخر هو مجلبة للانتقاص من الآخرين مما يسبب الحروب واشتعال الفتن ، وهذه هي المشكلة التي لايزال سعيرها مستمرا بفضل بعض التربية الخاطئة عند البعض بأنهم أفضل من غيرهم ، وهذا ما تكرسه بعض القنوات الفضائية ( الفاضية) ، وكان على الدولة أن تعلم أن أمور مثل هذه إذا لم تحاول اجتثاثها بالتوعية وتكريس الوطنية وقبل ذلك تعاليم الدين الحنيف فإن الأمر سيكون أشد خطرا لزعزعة أمن الدولة من وباء الإرهاب ، بل سيكون وقتها لاسمح (طاعون العصبية) .

أخي الحبيب والله لو التزمنا بإسلامنا لغدونا خير أمة ولقدنا العالم من جديد بدلا من الركض خلف التافه من الأمور لنتصدر فيه


حبي وتقديري مازلت تمتلكه أخي الحبيب مزاااج ، وأسعدني أن رأيتك

[فيصل ابراهيم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحبيب الدائم : الرائد7 ، أسأل الله أن يديم لك صبحاتك الجميلة ، وأنا عاتب حقيقة على المنتدى حيث أصبح ثقيلا وأصبح ( يهنق) ومن ثم يفصل .

أخي الحبيب صحيح أن البلد من أغلبية قبيلية وأعتقد حتى الوافدون هم من قبائل في بلادهم وأحد جاء من نبت شيطاني مثلا ، ولكن ربما كان ماهو حاصل الآن هو بسبب ترك مثل هذه الأمور تنمو في ظل ابتعاد وزارة التربية عن التربية ووزارة الإعلام عن التوعية ، وهم منشغلون فالإعلام منشغل في كيف (يسلي) والتربية منشغلة في كيف ( تخذل التعليم والتربية معا) وفي ظل تنامي هذه الأمور وتطورها في الجيل الجديد مابين ( صروب ) و( كول) نجد أنه وحتى بعض الدخلاء على سلك التعليم من يكرس بين الطلاب أمور كهذه فتراه هو يحتاج لتربية قبل غيره من الطلاب .

هذا والإعلام الذي ليس إعلاما بل كذبا مازال يحرك بأيدي جهلة العالم العربي وأصحاب المال ليتاجروا بكل شيء فالمهم لديهم المال وأنت ترى شاعر المليون ، ومليون الشاعر ، وكيف التصويت والرسائل وانظر إلى تعليقات البعض هنا وهناك ، وحتى مما هم كبار ( سنا) هل ترى تأثير الإعلام الموجه بالمال للتجارة إلى أين ؟ يصل فغايته تبرر وسيلته ولو كان مجتمعا بل لو كان أمة بأسرها فالمال وفساد أصحابه يتاجر بالأمة .


أسعني وجودك أينما كنت

[فيصل ابراهيم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والنعم فيك يابو سعود وفي كل اللي في المنتدى، ولكن وكما تعلم فالوضع محتقن داخل نفوس الكثيرين ، وتلاحظ ذلك في الخصومة أو تعامل بعضهم في الدوائر الحكومية ، فقبل شهور ذهبت مع صديق لي من قبائل الجنوب (كثيرة العدد في جدة) إلى الجامعة ليقدم على وظيفة معيد بعد حصوله على الماجستير ، فخرج وقال لي ، أن الدكتور الذي بالداخل تكلم معه عن (محاصرة) مايسمى بطروش البحر للجامعة وتسهيل (جماعتهم) للقبول كمعيدين ، حيث سيطورا على المكان ، الحقيقة أني عندما سمعت الكلام ( قرفت) فمادخل مايرده صديقي بالحديث حول أمر كهذا ، فالأمر هنا حول الشهادة والتقدير والقبول حسب الشروط التي لايندرج تحتها -حسب علمي- قبلي أو حضري !

هذا الفساد أخي أبو سعود تجده حتى في مراكز الإشراف لإدارات التعليم ، وكذلك إدارات التعليم نفسها ، والمحاباة الواضحة ، أتذكر أحد دكاترة الجامعة -قبل أكثر من أربعة عشر عاما سألني أثناء إعطائي له ورقة الاختبار - عندما رأى لقبي ( من وين إنت ) فما كدت أتكلم حتى عرف أني قريب من قريتهم ، فمدح وتكلم وأنا في حرج من زملائي ، وفي النهاية صعد درجتي لممتاز مرتفع بينما كنت لا أستحق أكثر من جيد جدا ، وكان كلام زملائي حول الأمر ، فقلت لهم وما ذنبي أنا ؟

المشكلة لدينا في افتقاد معنى الوطنية الحقة التي جعلها البعض (( وقوفا لتحية العلم وترديد النشيد)) فترك الجوهر وذهب للشكليات والمظهر .


سلمك ربي أيها النجم

[فيصل ابراهيم]

ياهلا أختنا الكريمة غيووض
حسنا ما فعلتيه في حرم الله ورد موفق


ذكرتني بأحد أصدقائي الحميميين وهو من أصل (صومالي) وتجده دائما لاينكر أصله ، فجاءه مرة أحد (الملاقيف) في عمله وسأله السؤال البايخ وهو يعرف اسمه قاصدا احراجه : ( وين ترجع)؟ فكان لسان حال صديقي (الملسن) أن قال له : والله بعد الدوام على طول (أرجع البيت) ، ومرة أخرى سأله صديق آخر مشترك بعد نقاش (في كلام فاضي يريد أن يحرجه) فقال له اخرج البطاقة وستجد أنه مكتوب بجاب اسمك (م) يقصد متجنس ، وهنا رد عليه صديقي الحميم بكل براعة وسرعة بديهة ، وأنت إذا أخرجت بطاقتك فستجد مكتوب أمام اسمك (ح) يقصد " حمار" أكرمكم الله ، فألجمه حتى احمر وجهه .


أنا أقول حتى البحث حول هذا الأمر في النسب فالدين والخلق مقدم عليه، قال صلى الله عليه وسلم : ( من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلم تفعلوا تكون فتنةفي الأرض وفسد كبير) أو كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولكن ربما في علاقة النسب فهو حُر ولكن قبل الزواج وليس بعده .

سلمك الله أختاه