بيروت - ليزا بارنجتون / سليمان الخالدي (رويترز) - أبلغ زعيم تنظيم القاعدة جبهة النصرة في تسجيل صوتي أذيع يوم الخميس أن بوسعها التضحية بالروابط التنظيمية مع القاعدة إذا كان ذلك لازما للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سوريا.
وربما يمهد انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة الطريق لدعم أكبر من دول خليجية مثل قطر لجبهة النصرة التي هي أقوى فصيل معارض لكل من الرئيس بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية. كما يمكن لذلك الانفصال أن يوثق علاقة الجبهة بغيرها من الفصائل المقاتلة في سوريا.
وقال أيمن الظواهري زعيم القاعدة في التسجيل الموجه لجبهة النصرة "إن أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية.
"فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة."
وجبهة النصرة مدرجة في قائمة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية وتم استبعادها من اتفاق تهدئة في سوريا في فبراير شباط كما تبحث روسيا والولايات المتحدة تعزيز التنسيق بينهما ضدها.
وقبل إعلان يوم الخميس قال تشارلز ليستر الخبير بمعهد الشرق الأوسط إنه رغم مطالبة المعارضة السورية الدائمة لجبهة النصرة بالانفصال عن تنظيم القاعدة لا يبدو أن القوى الغربية ستغير موقفها من الجبهة.
واقترح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعاونا أوثق بين بلاده وروسيا ضد جبهة النصرة يتضمن تبادل المعلومات المخابراتية لتنسيق الضربات الجوية ضد قوات هذه الجبهة.
وقال الباحث أيمن جواد التميمي الزميل بمنتدى الشرق الأوسط - وهو معهد أبحاث أمريكي - إن الانفصال الرسمي عن تنظيم القاعدة مع احتمال تشكيل تحالف جديد للمقاتلين بتأييد من التنظيم "ربما يمثل أسوأ نتيجة من المنظور الأمريكي."
وأضاف أن ذلك سيجعل "استهداف الشخصيات الإرهابية أصعب بكثير حيث ستكون أكثر انغماسا في التمرد الأوسع."
وكتب يقول إن تكوين تحالف أكبر بين جبهة النصرة وغيرها من الجماعات "سيؤدي إلى تفكيك سريع وسهل لكثير من الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة بين الثوار السوريين في الشمال."
وتشكلت جبهة النصرة بعد قليل من انتفاضة على الأسد عام 2011. وحظيت الجبهة في بادئ الأمر بدعم تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق ثم انفصلت عنه عام 2013.
وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على جبهة النصرة رغم أن الجبهة كثيرا ما تقاتل في أجزاء عديدة من سوريا إلى جانب جماعات تدعمها واشنطن وحلفاؤها العرب.
ونفى معارضون يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر وجود أي تنسيق مباشر مع جبهة النصرة التي قاتلت ودحرت عددا من جماعات المعارضة المدعومة من الغرب.
ويقول قادة في جبهة النصرة ومعارضون آخرون إن الجبهة بعد أن توارت عن الأنظار في بداية التهدئة في فبراير شباط عاودت الظهور على ساحة القتال بعد تراجع الدبلوماسية وقادت في الآونة الأخيرة هجمات على ميليشيات إيرانية موالية للحكومة بالقرب من حلب.
وطرحت من قبل فكرة الفصل بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة. وفي العام الماضي قالت مصادر لرويترز إن زعماء الجبهة بحثوا قطع صلاتهم مع التنظيم لتشكيل كيان جديد تدعمه دول خليجية تسعى للإطاحة بالأسد لكنها في الوقت ذاته على عداء مع تنظيم الدولة الإسلامية.
مواقع النشر