السلام عليكم
أكد معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أن المال عامل من عوامل أداء العبادة ، وهو وسيلة لا غاية فجمعه فيما يحبه الله ويرضاه وفيما يكون سبباً ان يكون وسيلة من الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم.
وأوضح معالي الشيخ المنيع - في محاضرة له ألقاها اللليلة الماضية بمقر معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى العاشر الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حالياً في حائل – أن المصرفية الإسلامية تعتمد على المال والمرتبط بالمعتقد الذي هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى رباً وإلهً ، مشدداً معاليه على أن المال هو في الواقع عصبة الحياة ، فلا بد منه ، والله سبحانه وتعالى أشاد بالمال ، وجاءت نصوص من كتاب الله تدل على أنه محبب إلى النفس ، قال تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } .
وأشار الشيخ المنيع إلى أن المال لا شك أنه عامل من عوامل أداء العبادة , وهو وسيلة لا غاية فجمعه فيما يحبه الله ويرضاه ، وفيما يكون سبباً من الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم ، مبيناً في ذات الوقت أن الله سبحانه وتعالى أمرنا وحبب إلينا المال ، وأمرنا بان يكون اكتسابه مبنياً على أسس وضوابط وقواعد ، وينبغي أن يكون كذلك إنفاقه .
وأمرنا سبحانه وتعالى بحفظ المال سواء أكان ذلك عن طريق إثباته بالكتاب وعن طريق إثباته بالشهادة أو عن طريق إثباته بالقرار ، وأن من وسائل كسب المال هو فيما يتعلق بالتجارة وما يتعلق بتقليب هذا المال لان المال اذا كان مجمداً او محجوباً عن التعامل فهذا يعني ، أنه سيكون كالمال الآسن لااستفادة منه في نفس الأمر تأكله الصدقات والنفقات الواجبة ، فإذا الله - سبحانه وتعالى - هيئ لنا وشرع لنا وحبب إلينا المتاجرة في الأموال والضرب في الأسواق ، وهو مقصد شرعي والشارع الحكيم وجهه في ابتغاء المال إلى قيود، ومنها الابتعاد عن كل ما ممن شأنه ان يكون سبيلاً ووسيلة إلى أكل أموال الناس بالباطل فيما يتعلق بالربا ، وبالقمار ، وبالغش ، وبالتدليس ، وبالتغرير ، وبالغبن , كل هذه الأمور التي توصل إلى أكل أموال الناس بالباطل ، وللشارع الحكيم توجيهات حكيمة في النهي عن أن يكون التعامل مبنياً ، أو مشوباً بمثل هذه التوجيهات السيئة .
وأبان معاليه أننا حينما نقارن بين هذه الموبقات وعقوباتها ، وبين الربا وعقوبته ، نجد أنه قد أكد ، أو خصص بعقوبة لله تكون مقاربة لعقوبات هذه الموبقات ، فالله - سبحانه وتعالى - يقول في شأن الربا :{ يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله } . وهذا لا يعني أننا نقلل من خطورة هذه الموبقات ، والموبقات أي مبعدات عن رحمته الله - سبحانه وتعالى - وفضله وإحسانه .
ودعا الشيخ المنيع إلى النظر في كتاب الله الذي نجده مليئ ، يكون من النصوص التي تحذر من الربا ، وتعري أحواله ، وأنه في قمة الأسباب التي تهيئ وتؤهل لأكل أموال الناس بالباطل ، وقال : نحن الآن ننظر إلى المصرفية الإسلامية وما علاقتها بالربا ، وحينما ننظر إلى ما قبل ثلاثة وأربعين عاماً نجد أن المصرفية التقليدية الربوية قد أمتد أمرها من المجتمعات الغربية التي لا تدين للدين حقيقي ، وإن كانوا ينتسبون إلى أديانهم لكنهم أبعد ما يكونون عن الأديان السماوية فالله - سبحانه وتعالى - حرم الربا على جميع عباده وفي جميع الملل ، وقد كان الربا موجوداً وجوداً حقيقياً ولا يزال موجود في المجتمعات الإسلامية حتى وجدت البنوك الربوية في بلادنا في البلاد والإسلامية في البلاد العربية في الجزيرة العربية وفي بلادنا دول الخليج .
وأبان معاليه أنه وجد حينما أنتشر الربا وانكشفت البنوك الربوية وجود من أبناء القطرة وأبناء الملة الصحيحة من تألموا من هذا الوضع ونادوا بضرورة محاربة الربا بأي وسيلة من الوسائل ، وكان من ذلك أن يأخذوا بالمصرفية الإسلامية المبنية على التمسك بالأحكام وبالقواعد وبالمبادئ ، والنصوص الشرعية فيما يتعلق بالتعامل ، وأن يكون التعامل مبيناَ على شفافية ، وعلى وضوح وإفصاح وبعد عن جميع الأسباب الموصلة إلى أكل أموال الناس بالباطل ،وكان التوجيه المبارك وكان ذلك على طريق التدرج لم بأخذ بالأمر على أساس أن يكون مئة في المائة أخذنا بالتدرج . والحمد لله إلى أن وصلنا إلى ماوصلنا إليه.
وأشار معالي السيخ المنيع إلى أن بعض البنوك التي بدأنا معها كانت ربوية 100% ، ولم يمض على عملنا معهم إلا بضع سنوات ، حتى تحولت بجميع فروعها وبخزينتها المالية إلى بنوك إسلامية 100% والحمد لله ، ولدينا الآن البنوك إسلامية فهي نشأت إسلامية ، وانتشرت وامتدت والحمد لله إلى دول الخليج وإلى الدول العربية ، وإلى الدول الإسلامية ، بل تجاوزت أكثر من ذلك ، حتى وجد نشاطها في أوروبا ، وفي أمريكا ، وفي شرق آسيا واليابان ، وفي ماليزيا ، وكل ذلك مصرفية إسلامية ، وصارت الآن سبب من أسباب إثراء الفقه الإسلامي ، ووجد الآن المجامع الفقهية مجموعة من الملتقيات والندوات ، مبيناً أن هناك هيئة المراجعة والمحاسبة ، وتعني بالمعايير المحاسبية والشرعية ، وفيها مجلس شرعي يضم أكثر من 18 عالماً ، وكلهم في الواقع من إخواننا فقهاء العصر..
وأعلن معالي عضو هيئة كبار العلماء عن وجود ثروة فقهية فيما يتعلق بمعالجة الكثير من أحوال وسائل المصرفية الإسلامية ، وهذا فضل من الله - سبحانه وتعالى -, محذراً من أن الأزمة المالية الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم مردها الأخذ والتمسك وتطبيق المذهب الاقتصادي الرأسمالي مما تسبب في سقوط (16) بنك في أمريكا .
وفي ختام محاضرته حمد معاليه الله تعالى على أن هيأ من الأسباب أو من الحجج التي تستطيع فيها أن نحتج بها على الذين يؤثرون في هذه الأنظمة ، بعد أن سقط هذا النظام وسمعنا الكثير من المناداة والرجوع إلى القرآن وأحكامه وما يتعلق بالفقه الإسلامية وبالرجوع بما إلى ما اعتمدت على المصرفية الإسلامية لا شك أن هذا فضل من الله في أن المصرفية الآن محل ثقة ، وتطلع وتشويش من غير المسلمين قبل وجود هذه الأزمات المالية.
مواقع النشر